آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

لغة أطفالنا ”لا حظت برجيلها ولا خذت سيِّد علي“ - سلسلة خواطر متقاعد

تفرنَجت لغة أطفالنا وخلت من اللّغة العربيّة إلا المكسور منها وصاروا يتقنون اللّغة الانجليزيَّة أكثر من العربيَّة. هذا حال أغلب الأطفال في العصر الحاضر، يفرح آبائهم وأمهاتهم بأنهم تعلموا الانجليزيَّة وأتقونها وينسون أنهم في ذاتِ الوقت ضيعوا اللّغة العربيَّة بالتمام والكمال!

”حبيبي وليد عمِّي ختم لقلينزية… يسمي الماي واتر والدّخان سموك“ أرجوزة تحكي فيها امرأةٌ قطيفيَّة حال ابن عمها وزوجها الذي استحسن اللّغة الانجليزيَّة مع بدايات عصر النفط وهي بقيت على حالها تتكلم لغتها العربية، فإذا جاء من العمل صار يرطن الكلمات الانجليزية التي تعلمها في العمل.

في الواقع، هو تحدّ آني ومستقبلي لكثيرٍ من أبناءِ اليوم إذا ما عدوا اللّغة الانجليزيَّة لغتهم الأساسيَّة، فأصبحوا وهم من المفترض أن يتقنوا لغتين بطلاقة، يتقنون نصفَ واحدة وهي الانجليزية وضيَّعوا العربيَّة، فأصبحوا فكما يقول المثل الشعبي: ”لا حظت برجيلها ولا خذت سيِّد علي“. وهو مثل يحكي قصة شابَّة طلقت زوجها حينما رغبت في رجلٍ آخر أجمل وأغنى منه، لكن بعد طلاقها رفض الرجلُ الآخر الزَّواج منها فخسرت الرجلين.

من المفيد أن يتقن الأبناء أكثرَ من لغة، وكلما عرفوا أكثر كبرت فرصهم الوظيفية ومعارفهم التعليمية، لكن لا يكون هذا على حساب لغة هي في اليد وغيرها على الشجرة. لغة تكتنز الدِّين والأدبَ والجمال، وجميعَ الفنون.

في الماضي، تعلمنا الانجليزيَّة على أنها لغة ثانية وليست أولى فلم تواجهنا مشكلة لغة أو هويَّة، ولم تواجهنا صعوبة أكاديميَّة أو عمليَّة، بل على العكس كان أغلبنا يتفوق على من لغتهم الأصلية الانجليزيَّة. فهل نفرح إذًا إذا بدأ أطفالنا باكرًا وهم في المهد يرطنون كلمات وحروف أجنبيَّة وعلى حساب لغتهم العربية؟!

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
نوني
[ القطيف ]: 30 / 4 / 2021م - 6:37 م
المشكلة بفكرون كشخه لين عرفو انقليزي عدل وعرلي لا ترا مو انجاز تعلم الانقليزي سهل لان ٨٠%حفظ ولباقي فهم العربي هو الصعب بعدين مايعرفون يكتبون عدل ويتكملون مكسر بالعربي عيالهم وصعب يكون عليهم تعلم العربي ولهذا الافضل او اتقان العربي عدل وبعدها يعلمونهم انقلش
مستشار أعلى هندسة بترول