آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

بيئة العمل والعاملين

الدكتور هاني آل غزوي *

إن مصلحة أي منظمة تقتضي ضرورة حصر وتجنب العوامل السلبية في بيئة العمل لكي لاتكون ميزة مهيمنة على سلوك العاملين، ومن ذلك السلوك الاتجاهات النفسية السلبية التي يتحملها العامل تجاه العمل أو المنظمة، والتي تهيمن عليه وتوجه سلوكه في مختلف مواقف العمل توجيهاً بعيداً عن معايير الأداء المطلوبة وما إذا كان العامل يحمل اتجاهات سلبية إلى بيئته المنزلية أو تم تبنيها من بيئة العمل،،، إن الإدارة الواعية بالمنظمة تلاحظ أي مبادرة في الاتجاه السلبي الخاطئ أو أي ظاهرة غير صحية يتم تصحيحها قبل أن تستفحل وتتصاعد.

وإذا كانت المواقف والاتجاهات والميول التي تم الحصول عليها عادة تقاوم التعديل، فيمكن عندئذ بذل جهود معينة ليتم تعديلها، والأفراد على استعداد للتغيير مدى الحياة وفي مختلف الأعمار.

وقد ظهرت بعض العوامل الحديثة التي تؤثر على بيئة العمل في جميع المنظمات وتختص بالعاملين، ومن هذه الاتجاهات:

- أرتفاع مستويات التعليم وازدياد الوعي والخبرة بين صفوف القوى العاملة.

- تزايد تطلعات العاملين والتوسع في استخدام تشريعات العمل والعمال في توزيع الثروة.

- النمو المستمر والمتسارع للقوى العاملة.

- تعاظم القيم التي تلي القيم المادية.

- نمو القطاع العام وزيادة التنسيق بين القطاعين العام والخاص.

- مراقبة التكاليف والتباطؤ الاقتصادي.

- التطبيق الصارم لقوانين العمل والعمال.

ولأن بيئة العمل المحيطة بالمنظمة لها تأثير مباشر وغير مباشر على أداء العامل بشكل سلبي وإيجابي، فإنها يمكن أن تقلل من الجهد البدني والعقلي للعامل أثناء العمل، وخاصة إذا تم العمل لساعات طويلة وفي بيئة غير مناسبة، حيث تؤدي بالعامل إلى القلق والتوتر، وهذا ينعكس على كفاءة الأداء واتسامه بالتأخير والتسويف.

إذاً تؤثر بيئة العمل على سلوك وتصرفات الجماعات والأفراد، وذلك من خلال عواملها الاقتصادية

والاجتماعية والثقافية والسياسية، كما أن تأثيرها يمتد إلى السلوك الإداري والنفسي للعاملين بالمنظمات بمختلف أنواعها وأنشطتها، كما تعد مؤشراً على القيم والاتجاهات السائدة في المنظمة.

يمكن للمنظمات أيضاً أن تساهم في تغيير العديد من العادات والتقاليد وأنماط السلوك من خلال التعامل مع الموظفين، وتعويدهم على الالتزام بالمواعيد، واحترام الوقت، والحفاظ على الهدوء والنظام واحترام حقوق الآخرين، وتخفيف تأثير العلاقات القبلية والإقليمية السلبية، وغرس حب الصالح العام والاهتمام بالملكية العامة والتضحية بمصالحهم الخاصة إذا لزم الأمر.

يساعد إنشاء بيئة عمل وتهيئتها على تكريس الوقت والجهد، وتوجيه التفكير وحصره في التنسيق والتنظيم والإبداع وغيرها من الأساسيات التي تدعم النظام الإداري وخلق جو من العمل الفعال الذي يساعد على تحقيق الأهداف بالسرعة والكفاءة المطلوبة.

من هذا المنطلق أصبحت بيئة العمل وسيلة مهمة لتحسين الأداء ورفع إنتاجية العاملين وجذبهم إلى مؤسساتهم؛ لذلك تحرص الإدارة الفعالة على تحديد عناصر هذه البيئة وعلاقتها بالمتغيرات الأخرى وهذا يسهم في اعتماد وتبني سياسات وإجراءات لدعم الجوانب الإيجابية في المنظمة والقضاء على الجانب السلبي، والوصول إلى بيئة عمل نموذجية تعمل فيها بشكل مريح.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
Fathi Aljishi
[ القطيف ]: 1 / 5 / 2021م - 4:28 م
مو كذا. الحين مخليين الاطباء يصيروا مدراء عجل كليات الادارة العامة وكلية الادارة والاقتصاد سووهم ليش . وبعدين زي ما تقول المفروض الاطباء والعاملين معهم يستحقوا ما تقوله فلماذا لا يطبق في دول العالم