آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

الحياة اليوم

عبد الرزاق الكوي

هناك مثل يردده أهل الشام يقول ”احترنا يا قرعة.. من وين بدنا نبوسك!“.

ومثل آخر يقول ”اللي اختشوا ماتوا“

وأمثله كثيرة تنطبق على الوضع العالمي في هذا الزمن ومن يمسك بمقاليد السياسة العالمية هم اتصفوا بقلت الخشية في أنفسهم من اي رادع فقد مات الضمير وقلت المروءة، وبذلك انتهكت كرامة الإنسان في هذه الحياة.

حياة اليوم اصطبغت بالجرائم في حق الإنسانية، أسماء لا تعد ولا تحصى من التفنن في انتاج ادوات القتل والدمار، يخلق عالم من الرعب الخفي في مختبرات سريه نحو العالم المتطور وغيره، في التسابق في انتاج ما تفعل الحروب من أسلحة كيميائية وبيولوجية وهي تصنف من حروب الدمار الدائم ليس فقط في الأديان السماوية التي حرمتها، بل مجمل المنظمات والمحافل الدولية لشدة خطرها.

فالسلاح الكيميائي والبيولوجي يستخدم لقتل الناس بصمت، وهذا ليس وليد اليوم حيث استخدمت هذه الأسلحة منذ الحرب العالمية الأولى، حيث تطلق غازات كيميائية سامة او إطلاق فيروسات بكتيريا او غيرها من المواد المحرمة، لتسبب القتل والأمراض لكل حي على الأرض، وبالطبع اكثر ما تجرب مثل هذه الأسلحة على الشعوب الفقيرة والتي ابتليت بحروب داخلية وخارجيه وتكون بيئة جيده لمثل تلك الأسلحة حيث يعرف مدى فاعليتها على الأبرياء في اصقاع العالم، وينعم بمردودها الاقتصادي الشركات العظمى، كم استفاد من هذه الأسلحة الغير شرعية مجموعات ارهابية بعيده عن كل الشرعيات الدينية والإنسانية وامتهنت القتل على الهوية، حيث تكامل المشروع العالمي مع المشروع الإرهابي في ضرب مقدرات الشعوب الآمنة حيث قامت تلك المجموعات باستخدام تلك الأسلحة في أماكن تواجدها ضد المواطنين الأمنيين فقط بسبب عدم انصياع المواطنين لهم والمستقبل ينبأ باستغلال تبك المجموعات الإرهابية لمزيد من القتل المدفوع الثمن تحت أيدي المخابرات العالمية.

فالمصانع الكيميائية والبيولوجية تحظى بالسرية الشديدة للتعهدات التي وقعت عليها تلك الدول بعدم انتاج واستخدام مثل تلك الأسلحة، لكن عمك اصمخ ومن أمن العقاب ليس فقط اساء الأدب بل اصبح مجرم حرب، فقط مع تسرب مثل تلك المواد تسبب القتل والأمراض فماذا لو استخدمت كحرب فعلية، ماذا سوف يكون حال البشرية.

من يقفون خلف هذه الأعمال فوق كل القوانين والمساءلة وحتى مع التوقيع من التخلص وإغلاق مثل تلك المصانع هو مجرد إعلام، وهناك دول لا توقع على مثل تلك الاتفاقيات والمعاهدات.

العالم المتقدم صنع وأنتج واستخدم مثل تلك المواد المحرمة دوليا منذ الحرب العالمية الأولى، ولا زال مثل تلك الأسلحة تصنع وتنتج مع التطور العلمي والتكنولوجي لتكون اشد فتكا وقتلا، لم يتغير الواقع منذ أول بروتوكول عام 1925 لحظر الأسلحة الحربية الكيميائية، ازدادت المصانع السرية في ارجاء الأرض وأكثرها خطرا يدار من قبل الدول المتقدمة وأعلاما فقط تنادي بحماية الإنسان من مجرد القمع السياسي والحروب الطائفية وما تفعله في الخفاء تقشعر له الأبدان من عظم خطره، فإذا العالم يشتكي من ارهاب مجموعات متطرفة هناك دول موقعة على معاهدات وهي لا تلتزم بأبسط المعايير الأخلاقية لسلام البشرية، ما تملكه اليوم قليلا في كمياته كثيرا في مفعوله يقوم بعمله بصمت حتى لا يعرف المرتكب للجرم في احيان كثيرة، والأكثر مأساوية هو عدم القدرة على الحماية من تلك المواد السامة او باستخدام كائنات حية دقيقة من بكتيريا وجراثيم ومكروبات وفيروسات القاتلة دول تصنع وإرهابيين يستخدمون بالنيابة لإلحاق الضرر بالأبرياء في حروب خطرها اكثر من باقي الحروب العسكرية.

العالم على أبواب حروب اشد فتكا انتهى عصر السيف والخيل وسوف ينتهي عصر الدبابة والطائرات الحربية التقليدية وبروز الطائرات بدون طيار لتحمل الأسلحة الفتاكة في عصر عقول تستخدم في دمار هذا العالم، اصبح الإنسان محط تجارب يتفنن المنتجون والمستقبل الله اعلم ماذا يخبئ للانسانية.

اليوم المراكز الصحية والأطباء على نطاق العالم لا يستطيعون مواكبة كل تلك المواد المصنعة ومكافحتها وإنتاج مضادات لها، المبكي هو من يصنع تلك المواد السامة هو من يصنع العلاج، مثل المنشار المسموم طالع يقتل في الانسان ونازل يقتل.