آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 12:54 ص

عيدٌ بأية حالٍ عدت يا عيدُ؟!

حسين أحمد آل درويش

يختلف - عيد الفطر - هذا العام اختلافًا كبيرًا عن الأعياد التي سبقته تمامًا، لكثرت الأحداث والمتغيرات والتحولات العالمية الطارئة، التي انعكست سلبًا على المنطقة العربية والإسلامية، وتأثّرت بشكل واضح على جميع الأصعدة والمستويات في الحياة اليومية والمعيشية الراهنة، التي يتعرض لها المواطن العربي المسلم، فقد تعدّى الأمر إلى أن يصبح المواطن العربي المسلم مجبرًا في أيّ لحظةٍ، بموجب قوانين ومراسيم حكومية، تُعرّضه إلى مخالفات إمّا للسجن أو دفع غرامة مالية.

حقًا.. ما كانت أعيادنا تأتي على هذه الحالة الغريبة والمؤسفة للغاية، التي نسجها فيروس مجهري غريب الأطوار، وينتشر بشكل مخيف في جميع أنحاء العالم، أو أن الإحساس بأعياد منكوبي الحروب والصراعات الداخلية في المنطقة العربية والإسلامية، لم تشهد ولم تنعم هذه الشعوب كالتي تعيشها نظيراتها ذات الاستقرار الأمني والاقتصادي والسياسي، فأي طعم لعيد تحت المخيمات للاجئي سوريا والمبعدين عن أوطانهم وأحبابهم وأقربائهم؟! وأي معنى لعيد أهالي غزة في فلسطين الجريحة التي تحاصرها الآلة العسكرية الصهيونية وتفتك بهم وتدمّر بيوتهم؟! وهل ينعم أطفال اليمن وأفغانستان يوما ما بالأمن والأمان والسعادة والاطمئنان... كيف تكون الأعياد عندهم وقد أنهك أجسادهم الصغيرة الجوع والأمراض والحروب والصراعات الدموية؟!.

وإن فكّر أي شعب عربي ومسلم الذي يعاني الآلام والأوجاع في الاحتفال بهذا العيد، فحتمًا ستنقلب أفراحهم إلى أحزان ودموع.

صحيح.. أن سمة العيد - البسمة والفرح - الذي ينبغي لنا أن نبحث عنه ولو في الظروف الاستثنائية، كالتي يعيشها العالم اليوم، ولكن أعتقد أن أزمة الأوبئة العالمية والأزمات الداخلية، تُغيّر تفكيرنا وإحساسنا الجمعي نحو الأوضاع الصعبة، التي تعيشها الشعوب العربية والإسلامية، تحت وطأة الحروب والصراعات الدموية المؤسفة.

اللهم ردّ كل غريبٍ إلى وطنه سالمًا، اللهم فك كل أسير، اللهم اصلح كل فاسدٍ من أمور المسلمين، اللهم اشف كل مريضٍ، اللهم سدّ فقرنا بغناك، اللهم غيّر سوء حالنا بحسن حالك، اللهم اقض عنّا الدّين وأغننا من الفقر، إنّك على كلّ شيء قدير، وبالإجابة جدير، يا ارحم الراحمين.