آخر تحديث: 2 / 5 / 2024م - 12:45 م

لا تكن نملة نافرة

برير السادة

كثيرة هي الأخبار التي تأتي بها الصحف اليومية والمواقع الخبرية، وقليلا منها يستحق الوقوف والتأمل فمن الأخبار التي استوقفتني خبر عن رجل الأعمال الكوري والملياردير بريان كيم الذي ينحدر من أسرة فقيرة حتى أنه لايزال يتذكر كيف أنه وسبعة آخرين كانوا يتشاركون في غرفه واحدة وأنه ظل يقدم الدروس الخصوصية لكي يتمكن من دفع رسوم دراسته الجامعية

اعتقد كيم أن المال والثروة هما سبب النجاح والسعادة في الحياة لهذا قرر أن يبني إمبراطوريته المالية، ولكنه بعد قرابة العقدين من الزمان اكتشف أن المال والثروة لا يصنعان السعادة والنجاح منفردين، وأنهما مرتبطين «السعادة والنجاح» بطريقة وثيقة بالعطاء والمساهمة في مساعدة الآخرين على النجاح وتخطي العقبات

لهذا وقّع ”كيم“ على مبادرة تعهد العطاء التي بدأها وارن بافيت وبيل غيتس وميليندا فرينش غيتس، ووعد بالتبرع بمعظم ثروته للمساعدة في حل القضايا الاجتماعية.

وكتب ”كيم“ في بيان في مارس عندما وقع على مبادرة تعهد العطاء: ”بعد أن نشأت في ظروف فقيرة، حتى الثلاثينيات من عمري، كنت أعتبر أن الثراء هو المقياس الوحيد لحياة ناجحة... ومع ذلك، بعد أن حققت الثروة التي كنت أهدف إليها، أصبحت أشعر أنني بلا غاية وفاقد الاتجاه“

أدرك أن الكثير منا لا يملكون ثروات ضخمة ولكن من قال إن العطاء مرهون دائما بوجود المال ومن أسس لهذه العلاقة اليتيمة بينهما!!.. لا شك أن دائرة العطاء والمساهمة أوسع وأكبر فمشاركة العلم والمواهب والكلمة الطيبة والشفاعة الحسنة كلها من موارده.

يعيش البعض كنملة نافرة من مجتمعها وخارجه عن كل سياقاتها الطبيعة يتملك ويخزن كل ما يملك «المال والعلم والموهبة» فيعيش ويموت بما يملك ودون أن يتذوق طعم العطاء ويشعر بمسرته كما قال علي «مسرّة الكرام في بذل العطاء»