آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 7:46 م

الخطباء والخطيبات: اكتبوا كتبًا من حصصكم الخطابيَّة!

”وإنما المرءُ حديث بعده * فكن حديثًا حسنًا لمن وعى“، وليس أجمل من ذكر المرء بعد موته وحياته، التي لا بدَّ لها من أن تنقضي يومًا ما، من تلك الكلمة الطيِّبة التي تنتفع بها الأجيال من بعده. وإخراج الحصص الخطابيَّة في كتاب له فوائد كثيرة، أذكر - بعضًا - من هذه الفوائد، ليس من باب الحصر، لكن من باب من يذكر للجائعِ فوائدَ الطَّعام وللمريضِ فوائدَ الغذاء وللعارِي محاسنَ اللِّباس!

- إنّ من ينوي إخراج حصَّة خطابيَّة في كتاب - على الأرجح - سوف يكتبها قبل ذلك وإن في خطوطها العريضة، وسوف يبذل جهدًا أكبر في جودتها وتنقيحها من الأخطاء وتوثيق المصادر قبل أن يطبعها.

- الكتاب عملٌ طيِّب ينتفع به الكاتبُ والقارئ، ومهما تعدَّدت وسائط التَّسجيل والتَّصوير والتَّدوين اليوم، لن تغني عن الكتاب، فلا يزال له رونقه ومريدوه.

- عدد الكتب المطبوعة هي عنوان ثقافة وحضارة المجتمع، وليس أولى بذلك الجهد من مثقفي وخطباء منطقتنا، أن يكونوا في الطليعة المتميزة، وإن ليس مرغوبًا فيه أن يمدحَ المرءُ أهله إلا أن بعض الحصص الخطابيَّة جديرة بالنشر والطباعة.

- يوجد الآن أمثلة لأسماء معروفة في منطقتنا وغيرها ممن أخرجوا هذه الحصص الخطابيَّة في كتبٍ شيِّقة واستفادَ منها الكثير من القراء، وبالإمكان أن يستفيد الآخرون من تجاربهم.

- جهد إخراج الكتب قد يشارك فيه شبَّان وشابَّات، ويستفيدون من هذه التجربة ثقافيًّا ودينيَّا، ولعله ماديًّا بتسويقها وبيعها إن أمكن!

على كلِّ حال، لا يجوز أن يقول أحد: ما نفعُ الكتاب؟ لأنه ما من أمَّة ارتقت وارتفعت عن غيرها إلا بالكتابة والعلمِ النَّافع. ومن ثمّ أقل نتيجة لكتابة هذه الكتب هي معادلة الإنتاج الهابط من الكتبِ الأخرى ورفع مستوى الثقافة. وللقارئ أن يتخيَّل كم كتاب في مواضيع شتَّى يمكن للخطيبِ الواحد المتمكِّن أن يكتب على مدارِ السَّنة، فكيف إذا كان هناك عشرات الخطباء والخطيباب؟!

مستشار أعلى هندسة بترول