آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 2:42 م

مبنى وحدة الأفق سقطة في تاريخ الاجتهاد الشيعي

حوزة الأحساء والقطيف في قلب المسئولية

من المؤسف أن مبنى وحدة الأفق هو مبنى نصف المراجع المعاصرين تقريباً رغم ماورد على هذا المبنى من عدة إشكالات من مراجع وعلماء آخرين لافتقاره إلى الدعامة الروائية ولما يحتويه من متناقضات واضحة سببها التخيل الخاطئ فلكيا. وحتى لايطول المقام، سوف أقتصر في هذا المقال على نظرية الاشتراك في الليل والذي أسسها السيد أبو القاسم الخوئي قدس سره والتي هي موضع ابتلاء أكثر من غيرها.

إنّ منطوق الروايات الواردة في باب رؤية الهلال يؤيِّد كفاية الرؤية في بقعة من الأرض بالنسبة إلى سائر بقاع الأرض الأخرى؛ وذلك لوجود الإطلاق اللفظي بدون فرق كون هذه الأمصار متفقة في آفاقها أو مختلفة. ولذلك كان رأي السيد الخوئي قدس سره سابقاً أن بداية الشهر القمري يكون لجميع بقاع الأرض على اختلاف مشارقها ومغاربها، لا لبقعة دون أخرى وإن كان القمر مرئياً في بعضها دون الآخر وذلك لمانع خارجي. وقد تنبه قدس سره لاحقا إثر الإشكالات الكثيرة التي أُثيرت على فتواه أنها غير قابلة للتطبيق فعمد إلى التراجع قليلاً، وجعل الاشتراك في الليل ملاكاً لدخول الشهر.

وإن أهمّ إشكال يرد على نظرية الاشتراك في الليل من الجهة الشرعية أنه لا توجد روايةٌ واحدة  ولو ضعيفةٌ  تجعل الملاك في التفريق بين بلد وآخر بمعيار اشتراكهما واختلافهما في الليل. كما لا يوجد هناك ما يؤيِّد ذلك البتّة لا فلكيا ولا حدوث الرؤية الفعلية.

فنظرية الاشتراك في الليل مبنية على تخيل خاطئ من قبيل أن القمر واقعي وليس نسبياً والأرض لا مدخلية لها في تكون الهلال وإن عدم رؤية الهلال في بعض البلدان المشتركة في الليل راجع لمانع خارجي. وهذا بسبب تشخيص موضوع الحكم الشرعي من قِبَل الفقيه وليس من قِبَل ذوي الاختصاص «الفلكيون»، فجاء تحديد أفق امكانية رؤية الهلال بالعين المجردة غير صحيح. أيضاً، من البديهيات والمسلمات أن وقت غروب الشمس هو بداية اليوم الشرعي وهو أيضا بداية الشهر الشرعي عند رؤية الهلال كل 29 أو 30 يوماً وليس في أي جزء من الليل والحسابات الفلكية لتوقع رؤية الهلال مبنية على هذا الأساس.

فالخلاصة أن تحديد أفق رؤية الهلال هو من اختصاص الفلكيين فقط وليس بعهدة الفقيه مطلقاً، وينبغي على الفقيه تقليد الفلكيين في هذا المورد وهذا مطلب عقلائي.

سوف يطل علينا شهر صفر بعد أقل من ثلاثة أسابيع وبناءً على الحسابات الفلكية وعلى نظرية الاشتراك في الليل وتعدد الأفق يكون بداية الشهر يومي الأربعاء الموافق 8 سبتمبر والخميس الموافق 9 سبتمبر ونشهد اختلافا في إقامة المناسبات.

وهنا نسأل عن دور حوزة الأحساء والقطيف... وهل بالإمكان عمل بحث علمي حول رؤية الهلال بالتعاون مع جمعية الفلك بالقطيف؟

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
محمد يوسف آل مال الله
[ عنك ]: 21 / 8 / 2021م - 4:48 م
بعد عرض مقالتك على أحد طلّاب العلوم الدينية، جاءني هذا التعليق.

تنبيهات على السريع :

1- الإشكالات على العنوان
- عندما عبر ب ( سقطة ) يفترض أن يكون المقال بمستوى هذا التعبير لكن للأسف يخلو المقال من النكات العلمية و يخلو من التحقيق بحيث لا يخرج القارئ منه بنتيجة تقنعه بما ورد في العنوان …
- عبر الكاتب في العنوان بكون وحدة الأفق سقطة في تاريخ الاجتهاد الشيعي في الوقت الذي غاب عن الكاتب ( قاصدا أو غير قاصد ) تعرض فقهاء المسلمين عامة لهذه المسألة في الفقه الإسلامي فهي ليست خاصة بفقه التشيع حتى تكون سقطة في التاريخ الفقهي الشيعي …

2- لم يتعرض الكاتب لنقاشات دقيقة لنظرية وحدة الأفق و إنما ساق الكلام سياقا أدبيا و بالتالي لا يمكن التوقف كثيرا أو محاولة التوضيح و البيان …

3- استدل في ضمن كلامه بالإطلاق اللفظي في الروايات
و فد ذكر السيد محمد رضا السيستاني في رسالته ( اتحاد الآفاق و اختلافها ) في ص22 و ما بعدها وناقش الإطلاق فيمكن لمن أحب الاطلاع على الموقف العلمي الرجوع لهذه الرسالة

4- ذكر الكاتب هذه العبارة :

فالخلاصة أن تحديد أفق رؤية الهلال هو من اختصاص الفلكيين فقط وليس بعهدة الفقيه مطلقاً، وينبغي على الفقيه تقليد الفلكيين في هذا المورد وهذا مطلب عقلائي.

و لكنه لم يعتمد في مقاله على رؤية الفلكيين و أطروحاتهم و إنما اعتمد بشكل أساس على مناقشة الفقهاء للنظرية فقال في مقدمة المقال :

من المؤسف أن مبنى وحدة الأفق هو مبنى نصف المراجع المعاصرين تقريباً رغم ماورد على هذا المبنى من عدة إشكالات من مراجع وعلماء آخرين

هذا بشكل سريع و الله الموفق لما فيه الخير و الصلاح