آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 11:39 م

قضاء حوائج المؤمنين

صالح مكي المرهون

لاشك ولا ريب بأن فضل قضاء حوائج الناس له من الأجر والثواب العظيم عند الله سبحانه وتعالى.

السعي في قضاء حوائج الناس من الأخلاق الإسلامية العالية الرفيعة التي حث عليها الإسلام وشريعة محمد ﷺ، وجعلها الله من باب التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا به فقال في محكم كتابه ﴿وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب .

وإن قضاء الحوائج والسعي فيها واصطناع المعروف للمؤمنين والمجتمع باب واسع يشمل كل الأمور الإنسانية، المعنوية والحسية التي أمرنا بها الله، وهو نوع من الإيثار الذي مدح الله تعالى به المؤمنين، وهو لا يقتصر على السعي في قضاء حوائج الناس على النفع المادي فقط، بل في كل الأمور ويشمل السعي في قضاء حوائج المؤمنين بالعمل الصالح والنفع بالمشورة والجاه والسلطان، ومن نعم الله تعالى على العبد أن يجعله مفتاحا للخير والإحسان، قال رسول الله ﷺ: «من قضى لمؤمن جاجة قضى الله له حوائج كثيرة أدناهن دخول الجنة»، وقال الإمام الصادق عن آبائه عن رسول الله ﷺ: «من قضى لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد الله دهرا»، ثم قال الإمام الصادق أيضا عن رسول الله ﷺ: «والله لقضاء حاجة المؤمن خير وأفضل من صيام شهر واعتكافه».

وعن رسول الله ﷺ: «إن الله في عون المؤمن مادام في عون أخيه المؤمن، ومن نفس عن أخيه المؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه سبعين كربة من كرب الأخرة، ومن مشى في عون أخيه المؤمن ومنفعته فله ثواب المجاهدين في سبيل الله»، وعن أمير المؤمنين قال: «ما قضى مسلم لمسلم حاجة إلا ناداه الله: علي ثوابك، ولا أرضى لك بدون الجنة».

وعن رسول الله ﷺ: «من سعى في حاجة أخيه المؤمن فكأنما عبد الله تسعة آلاف سنة، صائما نهاره قائما ليله».

وعن الإمام الكاظم قال: «إن لله تحت عرشه ظلا لا يسكنه إلا من أسدى إلى اخيه معروفا أو نفس عنه كربة أو أدخل على قلبه سرورا»، وعن رسول الله ﷺ: «من مشى في حاجة أخيه المؤمن ساعة من ليل أو نهار، قضاها أو لم يقضها كان خيرا له من اعتكاف شهرين متتالين».

إذن الخير كل الخير في قضاء حوائج الناس والسعي فيها، لأن الجنة ليست صلاة وصوم وحج وزكاة ولا في بناء مسجد أو حسينية فقط، بل الجنة في قضاء حوائج المؤمنين ومساعدة الفقراء.

اللهم أجعلنا من الساعين في قضاء حوائج المؤمنين ومن أهل الصلاح، أنه سميع مجيب.

والله ولي التوفيق،،