آخر تحديث: 26 / 4 / 2024م - 6:21 م

وأنهم يقولون ما لا يفعلون...

جمال حسن المطوع

فعلاً بعض البشر يقولون ما لا يفعلون وما أكثرهم هذه الأيام، حيث يُصاب الواحد مِنا بصدمة ودهشة نتيجة هذا السُلوك الغير مقبول والمعقول والذي يترك أثاراً جانبية عميقة على النفس مما يُولد إحباطاً يجعلك لا تثق حتى في أقرب الناس إليك فتبدأ الشكوك والوساوس مُخَلِفةً حالةً سلبية على الصعيد الأسري والاجتماعي والتقارب الإنساني مما يولد القطيعة بين الناس وتزيد حالة التنافر والتشاحن وقد يصل الأمر إلى ما لا يُحمَد عُقباه من نتائج سلبية وردود أفعال مُعاكسة، ولو رجعنا إلى هؤلاء النفر من الناس فإن واقعهم يقول عكس ما يعتقدون من الفِعال التي تفضحهم وتُعريهم تماماً فترى أغلبهم يتكلمون عن المبادئ والقيم والواجبات الأدبية والأخلاقية ويدعون إليها وما أن تكون على تماس معهم في أمر ما ولم يتم التوافق عليه حتى تراهم يغتاظون ويزمجرون ضاربين ما بينك وبينهم من علاقة أو قرابة أو صداقة وربما يكون الأمر المختلف عليه يمكن حله وإذابته من غير ضجيج ولا زعيق ولا تهويل ولكنهم يزأرون كالأسد الضروس وتراهم يُشرقون ويغربون وفي حالة من الهيجان النفسي والعصبي وقبل هذا الانفعال تراهم حملاً وديعاً يأمرون بالإصلاح والتغاضي بين المُتخاصمين ولين الجانب وفي غمضة عين ما أن يمروا بنفس المشكلة حتى تقوم الدنيا ولاتقعد.

هذه هي الازدواجية في المواقف والسلوك غير الموفق فعليه وجب أخذ الحِيطة والحذر منهم والتجنب بقدر الإمكان من التصادم معهم والابتعاد عنهم مؤقتا ما أمكن إلى ذلك سبيلا وعدم الإنجرار وراءهم والدخول في مهاترات لفظية عديمة الجدوى والفائدة حتى يدركوا أن هم الخاسرون وعليهم أن يعيدوا حِساباتهم فقد كُشِفوا وأنه لا طائل من ثنائية المعايير بين أقوالهم وأفعالهم.