آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 9:39 م

8 خرافات عن اللقاحات والأطفال

عدنان أحمد الحاجي *

16 أغسطس 2021

المترجم: عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 246 لسنة 2021

8 Myths About Vaccines and Kids

August 16,2021


 

موضوعات قليلة عن الرعاية الصحية تستدعي آراءًا أكثر صرامة مما تستدعيه لقاحات الأطفال.

يرى المدافعون عن اللقاحات أن خيار عدم تحصين الأطفال ضد الأمراض التي قد تهدد حياتهم هو حجة الخوف مقابل الحقيقية والمشاعر مقابل البراهين التي يغذيها التضليل غير العلمي.

مجموعات صغيرة، لكنها تبدو أعلى صخبًا - تُعرف ب ”مناهضي اللقاحات“ - تتصدى للتطعيم بالطعن في سلامة وفعالية اللقاحات والتشكيك في دوافع أولئك الذين يدافعون عن التطعيم.

خبراء جامعة راش Rush قاموا بفرز الخرافات عن الحقائق.

خرافة: لا يحتاج الصغار إلى لقاح كوفيد-19

حقيقة: يبدوا أن كوفيد-19 هو أقل حدة لدى الأصغر سنًا والأصحاء، ولكن من الممكن أن يمرض الأطفال والشباب مرضًا شديدًا. في الواقع، حاليًا يتم إدخال عدد أكبر من الأطفال إلى المستشفيات بسبب اصابتهم بعدوى كوفيد-19 الحادة مقارنة بأول الجائحة، وتوفي أكثر من 400 طفل بسبب كوفيد-19 في الولايات المتحدة.

اللقاح - المعتمد للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 12 عامًا أو أكثر - يقي الأطفال في سن ما قبل المراهقة والمراهقين من الإصابة بالمرض، ويمكن أن يساعد في حماية الآخرين أيضًا. عندما يصاب الصغار بكوفيد-19، فهناك احتمال كبير من أن يتمكنوا من نقله إلى آخرين معرضين لاحتمال الإصابة بكوفيد-19 أكثر خطورة. التلقيح يساعد في تقليل هذا الاحتمال.

خرافة: اللقاحات تسبب التوحد.

حقيقة: ”لا توجد علاقة بين أي لقاح والتوحد“، كما تقول رينيه سليد Renee Slade، طبيبة أطفال في مركز الرعاية الأولية للأطفال في جامعة راش Rush.

نشأ الخوف المنتشر بشكل واسع من أن اللقاحات تزيد من احتمال الإصابة بالتوحد من دراسة نشرت عام 1997 والتي بسببها فقد مؤلفها رخصته الطبية منذ ذلك الحين.

”بعد نشر تلك الدراسة، تبين أن المؤلف الرئيس لديه باعث مالي لنشرها“ مما قالت سليد. ”بعد معرفتهم مزيدًا من المعلومات عن الدراسة، سحب المؤلفون الآخرون أسماءهم. كما تم دحض هذه الدراسة بالعديد من الدراسات الأخرى التي استخدمت فيها مجموعات أكبر من الأطفال.“

أسباب التوحد لم تُثبت إلى الآن. لكن العديد من خبراء التوحد مقتنعون بشكل متزايد بأن الاصابة بالتوحد ثابتة قبل الولادة - قبل أي يُعطى الطفل أي من اللقاحات بزمن طويل.

خرافة: ليس من الضروري التطعيم في وقت مبكر جدًا من العمر.

حقيقة: العديد من الأمراض التي تقي منها هذه اللقاحات هي من أكثر الأمراض فتكًا بالصغار جدًا، ولهذا السبب يُوصى بها من بواكير أعمارهم.

تأجيل اللقاحات إلى أن يكبر الأطفال يعرض ببساطة الرضع والأطفال الدارجين لاحتمال كبير بالإصابة بأمراض قد تهدد حياتهم، كالسعال الديكي والحصبة والدفتيريا.

يتساءل العديد من أولياء أمور الأطفال الذين تقل أعمارهم عن عامين أيضًا عما إذا كان العدد المتزايد للقاحات الموصى بها يعرض أطفالهم الصغار للعديد من المستضدات - وهي مواد موجودة في اللقاحات تجعل الجسم يبني مقاومة [أي تثير استجابة مناعية، 1].

بالرغم من أن هناك عددًا من اللقاحات يُعطى اليوم للأطفال أكثر مما كان يُعطى قبل بضعة عقود - حيث بلغ عددها أكثر من 30 لقاحًا خلال السنوات الست الأولى من عمر الطفل - فإن اللقاحات نفسها لا زالت أكثر فعالية [يعني لم يكوِّن الطفل مقاومة ضدها].

خرافة: جدول اللقاحات متقارب جدًا ويجب أن يكون متباعدًا [آي يباعد بين فترات اللقاحات].

حقيقة: جدول اللقاحات حُدِّد بعد عقود من الأدلة والاثباتات الطبية التي تبين أن هناك فترة زمنية مثالية تكون فيها اللقاحات أكثر فعالية في الوقاية من هذه الأمراض - حين يكون الأطفال أكثر ضعفًا وقابلية للإصابة بهذه الأمراض.

ولكن العديد من أولياء الأمور يشعرون بأن الجدول الزمني الموصى به من قبل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها «CDC» متقارب جدًا. لذلك يطلبون من أطباء أطفالهم اعطاءهم لقاحًا واحدًا في فترات زمنية متباعدة، وبوتيرة أبطأ بكثير.

بالإضافة إلى فقدان النافذة الزمنية لفعالية هذه اللقاحات، لاحظ بوير أن المباعدة بين التطعيمات تؤدي إلى المزيد من الزيارات للعيادة وإلى المزيد من الحقن، ونتيجةً لذلك، زيادة في النفقات الشخصية التي يتحملها أولياء الأمور.

الأمراض التي تمنعها هذه اللقاحات هي أكثر الأمراض فتكًا بالصغار. لهذا السبب يوصى بتلقيحهم في بواكير أعمارهم.

خرافة: التطعيمات تسبب أمراضًا من المفترض أنها تقي منها.

حقيقة: اللقاحات لا تسبب أمراضًا، وذلك بسبب أنها لا تحتوي على فيروسات نشطة.

تُعرف اللقاحات أيضًا بإنها تعطيك مناعة ضد الأمراض لأنها تحفز جهاز المناعة لإنتاج أجسام مضادة لازمة للوقاية من - أو للحصانة ضد - الأمراض. الفيروسات غير النشطة الموجودة في اللقاحات تخدع الجهاز المناعي بشكل أساس ليعتقد أن هناك تهديدًا، لذا تدفعه لينتج تلك الأجسام المضادة الواقية.

عملية إنتاج الأجسام المضادة في بعض الأحيان قد تؤدي إلى حمى منخفضة أو تورم طفيف، ولكن لا تسبب أمراضًا فعلية.

خرافة: اللقاحات تحتوي على سموم غير آمنة.

حقيقة: صحيح أن اللقاحات تحتوي على كميات ضئيلة من الفورمالديهايد والزئبق والألمنيوم.

ولكن بالرغم من أن هذه الأسماء قد تكون مخيفة، فإن هذه المضافات تجعل اللقاحات أكثر أمانًا، مما يضمن أن اللقاح معقم، أو أنه قادر على أداء وظيفته بفعالية. فهي سامة فقط بكميات أعلى بكثير من الكميات الضئيلة اللازمة للقاحات.

في الواقع، الفورمالديهايد يُنتج بمعدلات أعلى من قبل نظام «جهاز» الاستقلاب «الأيض» في الجسم.

يبدو أن إحدى المواد الحافظة التي تحتوي على زئبق على وجه الخصوص - وهي ثيميرسال Thimerosal «مطهر زئبقي» - تسبب مخاوف كبيرة بين أولياء الأمور. ولكن منذ أن تم استبعادها من جميع لقاحات الأطفال في عام 1999، فإن أي مخاوف بشأن المطهر الزئبقي اليوم لا أساس لها من الصحة.

خرافة: لم تُثبت فعالية التطعيمات قط.

حقيقة: ببساطة، اللقاحات المثبتة علميًا فعالة للغاية.

بحسب اللقاح، كما تقول سليد فإن 95٪ إلى 100٪ تقريبًا من الأطفال ستكون لديهم مناعة ضد المرض المستهدف.

عدد لا يحصى من الدراسات العلمية التي تثبت فعالية اللقاحات يمكن أن تجدها على مواقع الويب، مثل موقع مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها أو الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال.

لكن ربما الدليل الدامغ على فعالية اللقاحات هو التاريخ. تبين سليد أن ”عدد حالات كل مرض يمكن الوقاية منه باستخدام اللقاحات ينخفض بقوة في السنوات التي أعقبت إتاحة لقاح له على بشكل واسع“. على سبيل المثال، رُخص لقاح الحصبة في الولايات المتحدة عام 1963. بين عامي 1958 و1962، أُبلغ عن أكثر من 503 ألف حالة حصبة و432 حالة وفاة مرتبطة بالحصبة. في عام 1965، بدأت حالات الاصابة بالحصبة والوفيات منها في الاتجاه التنازلي استمر 33 عامًا، بانخفاض قياسي بلغ 89 حالة وصفر وفيات في عام 1998.

الخرافة: عدم تطعيم طفلي يؤثر فقط في طفلي.

الحقيقة: لسوء الحظ، وكما شهدنا في السنوات الأخيرة، هذا ببساطة ليس صحيحًا.

ومن المفارقات أن بعض أولياء الأمور يتركون بعض التطعيمات لأن اللقاحات فعالة جدًا جعلت الأمراض التي كانت تقتل آلاف الأطفال كل عام نادرة جدًا اليوم. لكن اشارة الخبراء إلى حالات تفشي الحصبة والنكاف في الآونة الأخيرة كان من أجل توضيح مفهوم ”مناعة القطيع“.

مناعة القطيع - أو المجتمع - تعني وجود نسبة عالية بما فيه الكفاية من الناس في مجموعة سكانية «أو قطيع» محصنين ضد مرض بحيث لا يوجد سوى عدد قليل من الناس قابلين للإصابة به. لذلك، من الصعب جدًا انتشار المرض.

لكن هذه الفاشيات الأخيرة تبين أنه عندما ينخفض عدد السكان إلى أقل من عدد المحصنين اللازم لمنع انتشار المرض، فإن المرض الذي قُضي عليه تقريبًا يمكن أن يظهر مرة أخرى بشكل قوي جدًا - أي ينتشر بسرعة ويهدد العديد من الأرواح.