آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 11:37 ص

الأخلاق

صالح مكي المرهون

ما هي الأخلاق؟

الأخلاق مفهوما بمعنى أن يكون لها معنى عام غير المعنى الدارج، وهي بهذا المعنى تعني كل صفات الإسلام، لأنها دستور للتعامل، أما المعنى الدارج للأخلاق فهو حسن المعاشرة وجمال التعامل ورقته، أما من قال إن الأخلاق، بالمعنى الديني، هي أن تقمع رغباتك وتخالف هواك، فهذا القول غير دقيق وغير واضح، بل الأخلاق ما قلناه تعني الصفات الإسلامية لأنها دستور للتعامل، وبهذا تكون الأخلاق مختلفة عن المصطلح، إلا أن المعنى المتداول في السلوك يتجه أكثر إلى علاقة الإنسان بربه، والأخلاق تنحو أكثر إلى علاقة الإنسان مع الإنسان أو مع غيره مطلقا، هذا هو التعريف العام.

أهمية الأخلاق:

الأخلاق بمعناها العام هي صفة للتعامل، فهي دستور الإسلام، لأنها وفق المعنى، أي الأخلاق تعني السلام والمسالمة والأمن بين البشر، فالإنسان بتواضعه ولطافة لسانه وأفعاله مع غيره في موضع الملاطفة، بل وفي موضع المشاجرة والاختلاف أيضا، هو دلالة انتماء هذا الشخص إلى الإسلام وروحه صفة، فهي إذن من صميم الدين، ومن لا أخلاق له لا دين له، ولا إسلام له، لأنه فقد روح الإسلام، فذهب الله بالرقة واللطافة من قلبه، والله لا يحب كل ذي قلب غليظ، والخلق الرفيع شيوع لرقة ولطافة التعامل وحب الغير، وهذا بحد ذاته يكسب المجتمع رابطة قوية تشده إلى بعضه، فيزداد قوة بها، ويزداد بها تسديدا لصواب في مجمل القضايا، والعكس يحمل العكس، هذا أضفنا إلى ترك الخلق، بمعنى لا إيمان له وحب الله لم يدخلا في قلبه بدلالة خشونة المعاملة، وما دام ذلك لم يدخل إلى قلبه فهو غير متق لله، والله لا يتقبل من غير المتقين، ولا يفهم من تعريفنا للأخلاق أننا ألغينا العقوبات الإسلامية باسم الأخلاق.

أو دللنا المجرمين باسم الأخلاق، أي إذا كان المجرم عنده أخلاق تسقط عنا العقوبات الإسلامية باسم الأخلاق، فهذا يكون خلط في الأوراق والمفهوم الديني، واعلم أيها المؤمن أن الجنة ليست في السماء فقط وإنما هي في الأرض أيضا، وأهل البيت، بيت الرحمة .

دخلوا الجنة قبل أن يموتوا، فمن يدخل في طاعة الله وفي ملكوته يدخل الجنة، والجنة ليست تفاحا ورمانا وحور عين، وإنما الجنة الراحة المطلقة، فالماديات، ومنها ما ذكرنا ما هي إلا وسيلة بسيطة لتحقيق السعادة، والسعادة الأعمق والأهم والأبقى والأشمل هي الراحة والطمأنينة التي يضعها الله في نفوس القريبين منه، إذن فطاعة الله والتراحم فيما بين الناس والمؤمنين، وخاصة القريبين لبعض، والترفع بالنفس عن كل الصغائر حتى الحلال منها، ما هو إلا طريق لبلوغ الجنة.

نجي إلى نسبة الأخلاق في تطبيقها: وهي حسن المعاشرة كمفهوم لا يوجد له تطبيق واحد أو تطبيقات موحدة على أرض الواقع، فاختلاف الزمان والبيئات والأفراد تجعل من تطبيق ذلك المفهوم أمرا مختلفا، أما ما قيل في نسبة الأخلاق أنها بمعنى تغير الصفة من الحسن إلى القبح أو العكس بحسب الظرف.

إذن إن أصل الدين هو الأخلاق، وهو الخير والصحيح، والإنسان يفعل ما هو الأصح من غيره فيكون قد التزم بالأخلاق، ونرجع ونقول من لا أخلاق له لا دين له، لأنه فقد روح الإسلام، فذهب الله بالرقة من قلبه، والله لا يحب كل ذي قلب غليظ.