آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

الحَسن والحُسين عليهُما السلام كُلُ مِنهما يُكمل الأخر جِهاداً وتضحيةً وعطاء

جمال حسن المطوع

إن الإمام الحَسنَ المُجْتَبى عَظيمُ في شَخصِه وأخلاقِه، عَظيمُ في عطائِه، صانِع النَهضة الحُسَينية المُباركة ومُفَجِرها عندما كَشف عورات الأمويين وكذِبَهم ونِفَاقِهم على الأمة حِينما ضَربوا بِعرض الحائط كل العُهود والمواثيق والشروط التي أبرمها الإمام الحَسَن مع مُعاوية الذي نَكَث على عَقِبيه جُملةً وتفصيلاً وأتبع هذا بالحدث الأخطر والذي قلب الموزايين فيه رأسا على عَقِب بِتَحويله الخِلافة إلى ملكٍ عُضوض عِندما ولى إبنه يزيد المتطرف خليفةً مِن بَعده، وما أدراك ما يزيد وفِعاله التي تتنافى مع روح الإسلام وتعاليمه، خلطَ الحابِل بالنابِل وقام بأعمال مُنافية للدين والقيم والإنسانية.

ومن ضمن مواقِفِه التاريخية المشينة ما يندى لها الجبين عندما سبى المدينة المنورة وعاث جيشه اللعين فيها ما لايخطر على بال احد، كل هذه الظروف والإنفلاتات دفعت بالإمام الحُسين إلى القِيام بنهضة مُضادة ترجع الأمور إلى نِصابها، فَقَدَم حياتُه وحياة أهله وأصحابه رخيصة في الجهاد في سبيل الله ليُحِق الحَق ويُدحِض الباطِل.

وألتحمت وتلاقحت الرُؤية والفكر الحَسني بالنَهج الحُسيني فكانت هذه الباكورة الملحمية التي وَلَدَت حركة تَصحيحية جبارة أعادت الأمور إلى نِصَابَها الحقيقي التي أظهرت الإسلام المُحَمَدي الاصيل نَقياً وصافياً من كُل الشوائب التي لعقت به من أؤلئك الذين أختطفوا الدين إلى مكان ليس بِمكانه وعاد إلى جَوهِره وأصوله التي من أجلها بُنُيَ الإسلام وقام. هذا من جانب ومِن جانِبٍ آخر قاسَى الامامان عَليهِما السلام ما قاسى من الظُلم والتجريح حتى من أقرب مُناصِريهم ومسانِديهم عندما حاولا وبدلا جُهداً مُضاعفا في سبيل تَجَنُب المُسلمين إراقة الدِماء فيما بينهم وكانَت الظَلامة أشدُ وقعَاً على الإمام الحَسَن لانه الخليفة مِن بَعد أبيه مباشرةً، فقد كَثُرت الخِيانات والدسائس حتى من أقرب المُقربين إليه وهو احد ابناء عمومته عبيد الله إبن العباس الذي كان أحد القادة الذين يَعتَمِد عليهم الإمام الحَسَن الزكي، وقد عَمَد بنو أمية وأتباعهم في نَشر الأضاليل والمُفتَريات والاراجيف الشيطانية التي يعتصر لها القلب الما وغصة منها على سبيل المثال لا الحصر انه كان يُعارض أباه في إتخاذ قرارات السِلْم والحَرب وتشابك دائم مع اخيه الحسين وأنه يحب الترف والبذخ مزواج ومِطلاق حتى أن أباه نصح الناس بعدم تزويجه لكثرة الزيجات وهي في الواقع افتراءات ليس لها اساس، بينما الواقع هو عكس كل ذلك إنما جاءت هذه وتلك بغضا وفرية من أعدائه.

ولكن الكثير من المُنصِفِين الباحثين عن شخصية الإمام الحسن أجزموا على نَصَاعَة وبياض وقوة شخصيته فقد ضرب الإمام الحَسن أروع الأمثلة والشِيم الإنسانية والأخلاقية والكرم بلا حدود حتى لُقِبَ بِكَريم أهل البيت النبوي .

المآثر والمكارم تترى واجل من أن تحصى وتُعَد ولما لا... وهو ممثل الباري في أرضه والناطِق بإسم جده النبي محمد صل الله عليه وآله والخليفة مِن بَعدِ والده الإمام علي ، فطوبى وألف طوبى لك يامولاي عِندما ولِدت وعِندما أُستُشْهِدت وعِندما تُبعُثُ حيا.