آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 9:39 م

من المتوقع أن تتضاعف حالات الخرف على المستوى العالمي ثلاث مرات بحلول عام 2050

عدنان أحمد الحاجي *

دينڤر، 27 يوليو 2021

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم  :261 لسنة 2021

Global Dementia Cases Forecasted to Triple by 2050

Denver، JUly 27,2021


من المتوقع أن تؤدي الاتجاهات الإيجابية في الحصول عَلى التعليم في أنحاء المعمورة إلى تقليل انتشار الخرف في جميع أنحاء العالم بمقدار 6,2 مليون حالة بحلول عام 2050. في الوقت نفسه، من المتوقع أن تؤدي الاتجاهات المتوقعة في التدخين وارتفاع مؤشر كتلة الجسم وارتفاع نسبة السكر في الدم إلى زيادة الانتشار بنفس العدد تقريبًا: 6,8 مليون حالة. كلا الات - اهين المذكورين وفقًا لبيانات الانتشار العالمية الجديدة التي تم الابلاغ عنها في مؤتمر الجمعية العالمية للزهايمر 2021 Alzheimer’s Association International Conference «المعروف اختصارًا ب AAIC® 2021 الذي عقد في مدينة دنفر حضورياً وافتراضيًا[1] ..

بوضع هذه التوقعات معًا، قدّز باحثون من معهد القياسات الصحية والتقييم في كلية الطب بجامعة واشنطن في مؤتمر AAIC 2021 أن عدد المصابين بالخرف سيتضاعف ثلاث مرات تقريبًا إلى أكثر من 152 مليون بحلول عام 2050. أعلى زيادة في انتشار الخرف متوقعة أن تكون في دول افريقيا الشرقية الواقعة جنوب الصحراء الكبرى الافريقية «تنزانيا وكينيا وأوغندا ودول القرن الأفريقي» وشمال إفريقيا والشرق الأوسط.


 

”التحسن في نمط الحياة لدى البالغين في البلدان المتقدمة وأماكن أخرى - بما في ذلك زيادة فرص الحصول على التعليم وزيادة الاهتمام بقضايا صحة القلب - أدت إلى انخفاض عدد حالات مرض الخرف في السنوات الأخيرة، ولكن إجمالي عدد المصابين بالخرف لا يزال يرتفع بسبب شيخوخة السكان،“ كما قالت ماريا سي كاريلو Maria C. Carrillo، كبيرة مسؤولي العلوم في جمعية الزهايمر. ”بالإضافة إلى ذل، فإن معدلات السمنة والسكري وأنماط الحياة المتسمة بقلة الحركة لدى الشباب آخذة في الارتفاع بسرعة، وهذه عوامل احتمال إصابة بالخرف“.

يقدر المعهد الوطني الأمريكي للشيخوخة أن الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا سيشكلون 16٪ من سكان العالم بحلول عام 2050 - حيث كانوا يمثلون 8٪ في عام 2010 «انظر[2] »

وقد أفيد بِه أيضًا في مؤتمر AAIC 2021 عن دراستين أخريتين عن الانتشار / عدد حالات الاصابة الخروف. النتائج الرئيسة تشمل:

كل سنة، يُصاب ما يقدر ب 10 من كل 100 ألف شخص بالخرف المبكر «قبل بلوغ الشخص سن 65 سنه». أي 350 ألف حالة جديدة من للاصابة بالخرف المبكر في كل عام، على مستوى العالم.

• من عام 1999 إلى عام 2019، ارتفع معدل الوفيات في الولايات المتحدة من مرض الزهايمر في إجمالي عدد السكان بشكل ملحوظ من 16 إلى 30 حالة وفاة لكل 100 ألف حالة، بزيادة قدرها 88٪.

• من بين جميع مناطق الولايات المتحدة، معدلات وفيات مرضى الزهايمر كانت الأعلى في المناطق الريفية في منطقة ولايات الجنوب الشرقي الأوسط في أمريكا [ولايات كنتاكي وألباما وتنسي ومسيسبي] حيث يبلغ معدل الوفيات من مرض الزهايمر 274 وفاة لكل 100 ألف من أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 65 عامًا.

معدل الانتشار العالمي للخرف متوقع أن ينمو بسرعة حتى عام 2050

للتنبؤ بشكل أكثر دقة بانتشار الخرف على المستوى العالمي وايجاد تقديرات على المستوى الدولة، إيما نيكولز، الباحثة في معهد القياسات الصحية والتقييم في كلية الطب بجامعة واشنطن، وزملاؤها استفادوا من بيانات جُمعت من عام 1999 إلى 2019 من دراسة مشروع العبء العالمي. دراسة المرض «GBD، انظر[3]  »، وهي مجموعة شاملة لتقديرات الاتجاهات الصحية في جميع أنحاء العالم. تهدف هذه الدراسة أيضًا إلى تحسين التوقعات السابقة بإدراج معلومات عن اتجاهات عوامل احتمال الاصابة بالخرف.

وجدت نيكولز وفريقها أن الخرف سيرتفع من حوالي 57,4 «50,4 إلى 65,1» مليون حالة على مستوى العالم في عام 2019 إلى ما يقدر بنحو 152,8 «130,8 إلى 175,6» مليون حالة في عام 2050. ولوحظت أعلى الزيادات في شرق جنوب الصحراء الكبرى وشمال أفريقيا والشرق الأوسط. أفادت نتائج تحليلهم أن الزيادات المتوقعة في الحالات يمكن أن تُعزى إلى حد كبير إلى النمو السكاني والشيخوخة، على الرغم من أن الأهمية النسبية لهذين العاملين تختلف حسب المنطقة.

علاوة على ذلك، توقعت نيكولز وفريقها انتشار الخرف الذي يعزى إلى التدخين وارتفاع مؤشر كتلة الجسم «BMI» وارتفاع نسبة الجلوكوز في بلازما الدم أثناء الصيام مستخدمين العلاقة المتوقعة بين عوامل احتمال الاصابة بالخرف هذه وانتشارة. ووجدوا زيادة قدرها 6,8 مليون حالة خرف على مستوى العالم بين عامي 2019 و2050 بسبب التغيرات المتوقعة في عوامل الاحتمال بالاصابة هذه على وجه التحديد. بشكل منفصل وبالمقابل، وجد الباحثون أن التغييرات المتوقعة في مستويات التعليم ستؤدي إلى انخفاض انتشار الخرف ب 6,2 مليون فرد على مستوى العالم بين عامي 2019 و2050. وإذا أخذت مجتمعة، تقترب هذه الاتجاهات المتناقضة من معادلة «موازنة» بعضها البعض.

”ستتيح هذه التقديرات لواضعي السياسات «التشريعات» وصناع القرار ليفهموا بشكل أفضل الزيادات المتوقعة في عدد المصابين بالخرف بالإضافة إلى دوافع هذه الزيادات في بيئة «وضعية» جغرافية معينة،“ كما قالت نيكولز. ”تؤكد الزيادة الكبيرة المتوقعة في عدد المصابين بالخرف على أن هناك حاجة حيوية للبحوث التي تركز على اكتشاف علاجات تخفض من فعالية المرض وتقدم هذا المرض والتدخلات الفعالة المنخفضة التكلفة للوقاية من الخرف أو تأخير ظهوره.“

الدراسة نُشرت مؤخرًا في مجلة الزهايمر والخرف: مجلة جمعية الزهايمر Alzheimer’s & Dementia: The Journal of the Alzheimer's Association «انظر[4]  »، استخدمت نيكولز وفريقها مجموعة البيانات نفسها ليقدروا أن معدلات الوفيات من مرض الزهايمر قد زادت بنسبة 38,0٪ بين عامي 1990 و2019.

”بدون علاجات فعالة لإيقاف أو إبطاء أو منع مرض الزهايمر وجميع أنواع الخرف، سيستمر هذا الرقم في الازدياد إلى ما بعد عام 2050 وسيستمر في التأثير في الأشخاص ومقدمي الرعاية والأنظمة الصحية والحكومات على مستوى العالم“. ”بالإضافة إلى العلاجات، من الأهمية بمكان الكشف عن تدخلات مصممة بحسب ثقافة مجتمع بعينه تقلل من احتمالات الإصابة بالخرف من خلال عوامل نمط حياة كالتعليم والغذاء والتمارين الرياضية.“

دراسة جمعية الزهايمر الأمريكية لحماية صحة الدماغ من خلال تدخلات نمط الحياة لتقليل احتمالات الاصابة «مشروع محاولة مدته سنتان لتقييم ما إذا كانت تدخلات نمط الحياة التي تستهدف تزامنيًا العديد من عوامل احتمال الاصابة قادرة على حماية الوظائف الإدراكية لدى كبار السن الذين هم أكثر عرضة لاحتمال التدهور الادراكي. والمعروف بمشروع US POINTER، انظر [4]  ] هي أول دراسة من هذا القبيل يتم إجراؤها على مجموعة كبيرة من الأمريكيين في جميع أنحاء الولايات المتحدة المعرضين لاحتمال متزايد من التدهور الادراكي.

تشير تقديرات عدد حالات الإصابة بالخرف المبكر «من شُخص بالخرف وهو لم يبلغ ال 65 سنة بعد» إلى 350 ألف حالة جديدة سنويًا

تعتبر البيانات الخاصة بالخرف المبكر «YOD، انظر[5]  »، وهو شكل من أشكال الخرف حيث تظهر أعراضه قبل بلوغ الشخص 65 عامًا، محدودة للغاية. لفهم حدوث هذا النوع من الخرف المبكر YOD بشكل أفضل، أجرى ستيڤ هيندركس Stevie Hendriks، الطالب في جامعة ماسترخت Maastricht في هولندا، وزملاؤه مراجعة منهجية للدراسات المنشورة خلال الثلاثين سنةً الماضية والتي أفادت عن عدد الذين أصيبوا بالخرف قبل بلوغهم 65 عاماً.

وجد هيندركس وفريقه، بشكل عام، أن المعدل العالمي لعدد حالات الاصابة بالخرف كان 10 حالات جديدة كل عام لكل 100 ألف شخص. كما وجدوا أن عدد حالات الاصابة بالخرف تزداد مع تقدم العمر. تفيد هذه المعلومات أن حوالي 350 ألف شخص في جميع أنحاء العالم يصابون بالخرف المبكر كل عام. معدلات عدد حالات الاصابة بالخرف بين الرجال والنساء متشابهة، وكانت الأعلى لمرض الزهايمر، يليه الخرف الوعائي[6]   والخرف الجبهي الصدغي[7]  .

”يجب أن ترفع النتائج التي توصلنا إليها من مستوى الوعي لدى المتخصصين في الرعاية الصحية والباحثين وصانعي السياسات لأن نتائجنا تثبت أن عددًا كبيرًا من الأشخاص يتأثرون حديثًا بالخرف المبكر «أبكر من 65 سنة» كل عام،“ كما قال هندريكس: ”وهذا يثبت الحاجة إلى الاستثمار في الرعاية الصحية المصممة خصيصًا لهذه المجموعة الخاصة من المرضى [المصابين بالخرف المبكر] والمزيد من الأبحاث حول أفضل السبل التي يمكننا من خلالها تقديم الدعم والوقاية من الخرف المبكر وعلاجه أيضًا.“

”المصابون بالزهايمر المبكر[5]   يواجهون صعوبات فريدة عندما يتعلق الأمر بالتشخيص والأسرة والعمل والشؤون المالية والرعاية المستقبلية - مع الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها إدارة الغذاء والدواء - أصبحت خيارات العلاج ممكنة.“ بل الدعم والمعلومات متاحة ”. كما قالت كريستين كليفورد Kristen Clifford، رئيسة برنامج جمعية مرض الزهايمر“ ولدى المرء القدرة على وضع خطة جديدة وتحديد كيف يختار أن يعيش حياة أفضل[8]   في وجود المرض. "

تعاني المناطق الريفية في الولايات الجنوبية من أمريكا من عبء غير متناسب للوفيات الناجمة من الزهايمر

على الرغم من الزيادة المطردة في متوسط العمر على مدى العقود العديدة الماضية في الولايات المتحدة، إلا أن هناك تباينًا متزايدًا في معدلات الوفيات بين سكان المناطق الحضرية «المدنية» والمناطق الريفية. من المحتمل أن يكون هذا التناقض نتيجة للعديد من الفوارق الصحية التي يعاني منها سكان الريف مقارنة بنظرائهم في المناطق الحضرية «المدنية»، بما في ذلك الوضع الاجتماعي الاقتصادي socio-economic المنخفض، ومستويات مرتفعة من الأمراض المزمنة ومحدودية توفر خدمات الإنترنت، وقلة الحصول على الخدمات الصحية بما في ذلك الرعاية الأولية.

لمعرفة الاختلافات الجغرافية في معدل وفيات مرض الزهايمر على وجه التحديد، استخدم أمبار كولشريشتا، Ambar Kulshreshtha، من جامعة إيموري Emory، وزملاؤه بيانات من المركز الوطني للإحصاءات الصحية لدراسة الاتجاهات في معدلات وفيات مرض الزهايمر بين عامي 1999 و2019 حسب مستويات التمدن.

وجد كولشريشتا وفريقه أنه في الفترة من 1999 إلى 2019، ارتفع معدل الوفيات الناجمة عن مرض الزهايمر في إجمالي عدد السكان بشكل كبير من 16 إلى 30 حالة وفاة لكل 100 ألف شخص، بزيادة قدرها 88٪. تبين أن المناطق الريفية في جميع أنحاء الولايات المتحدة لديها معدلات أعلى للوفيات الناجمة من مرض الزهايمر مقارنة بالمناطق المدنية. كانت هذه المعدلات هي الأعلى في المناطق الريفية في ولايات الجنوب الشرقي الأوسط في أمريكا [ولايات كنتاكي وألباما وتنسي ومسيسيبي] حيث بلغت 274 لكل 100 ألف شخص في أولئك الذين يبلغون 65 عامًا وما فوق، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المناطق المدنية في ولايات اقليم وسط المحيط الأطلسي [ولايات نيويورك وبنسلفانيا ونيوجيرسي] حيث كانت معدلات الوفيات هي الأدنى.

”دراستنا تثبت أن هناك تباينًا متزايدًا في معدل الوفيات الناجمة من مرض الزهايمر بين المناطق المدنية والريفية. يمكن أن يكون هذا التناقض مرتبطًا أو قد يكون نتيجة للتباينات الصحية المدنية والريفية الأخرى، بما في ذلك الحصول على الرعاية الأولية والخدمات الصحية الأخرى، والمستوى الاجتماعي والاقتصادي، والفترة ما بين العلم بظهور الأعراض والتشخيص [المترجم: تُعرف هذه الفترة ب TDD، بحسب[9] ، والنسبة المتزايدة من كبار السن الأمريكيين الذين يعيشون في هذه المناطق. قال كولشريشتا“ التعرف على أسباب هذه الاختلافات الصحية وفهمها أمر بالغ الأهمية لتخصيص الموارد الاجتماعية والصحية العامة بشكل مناسب. "

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - https://www.alz.org/aaic/overview.asp

[2] - https://www.nia.nih.gov/sites/default/files/2017-06/global_health_aging.pdf

[3] - https://ar.wikipedia.org/wiki/عبء_المرض_العالمي

[4] - https://alz-journals.onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10,1002/alz.042236

[5] - https://www.alz.org/help-support/i-have-alz/younger-onset

[6] -: الخرفُ الوعائي vascular dementia هو ضعف في الوظيفة الذهنية، ينجم عن تضرر في نسيج الدِّمَاغ بسبب ضعف أو انقطاع التروية الدموية؛ وعادةً ما يكون السبب هو السكتات، سواء عدد قليل من السكتات الكبيرة أو الكثير من السكتات الصغيرة. " مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.msdmanuals.com/ar/home/اضطرابات - الدماغ - والنخاع - الشوكي - والأعصاب/الهذيانُ - والخرف/الخرفُ - الوعائي

[7] - ”الخرف الجبهي الصدغي «Frontotemporal dementia»، هو عَرَضٌ سريري يحدث نتيجة التنكس الفصي الجبهي الصدغي والذي يتميز بفقدان الخلايا العصبية التدريجية التي تنطوي في الغالب على الفص الجبهيأو الفص الصدغي، وصفه لأول مرة أرنولد بيك في 1892. تشمل العلامات والأعراض الشائعة تغييرات كبيرة في السلوك الاجتماعي والشخصي، واللامبالاة، وكسر الخواطر، وعدم المقدرة على التعبير وتقبل الآخرين. حالياً، ليس هناك علاج شامل لهذه الحالة، ولكن هناك علاجات من شأنها أن تساعد على تخفيف الأعراض“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/الخرف_الجبهي_الصدغي

[8] - https://www.alz.org/help-support/i-have-alz/live-well

[9] - https://bmcmedicine.biomedcentral.com/articles/10,1186/s12916-016-0690-7

المصدر الرئيس

https://alz.org/aaic/releases_2021/global-prevalence.asp