آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 9:48 م

في اليوم الوطني 91.. حب الوطن يجمعنا

عالية آل فريد *

ذكرى اليوم الوطني مناسبة خالدة في قلوبنا تشعرنا بالفخر والاعتزاز لأننا أبناء هذه الدولة وننتمي إليها، ولما نعيشه من إستقرار في وطن الأمن والأمان، ولما نراه من منجزات عظيمة ننعم بها ونتفيأ بظلالها اليوم كمواطنين.

فما تحقق في بلادي من تقدم خلال فترة زمنية وجيزة عد إنجازا مبهرا للعالم أجمع، وتحد مستمر لازالت تسجل فيه المملكة العربية السعودية انتصارا وفوزا جديدا مطلع كل يوم.

هذا الشعور بالانتماء والفخر هو الذي يدفعنا إلى بذل قصارى جهدنا في مختلف ميادين العلم والعمل والمعرفة للحفاظ على المكانة المرموقة والعالية التي وصلت لها المملكة، وللمشاركة في رسم مستقبل أكثر تميزا ورفعة لنا ولأجيالنا القادمة.

الوطن هو ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا، وهو ذكرياتنا موطن آباءنا وذكريات أجدادنا وأمجادنا وفضله علينا كبير، فمهما تحدثنا عنه أو كتبنا لن نوفيه حقه، وتمر بنا هذه المناسبة ونحن ولله الحمد في خير وأمان وقوة ومجد وعز ولُحمة وطنية لا مثيل لها، في هذا اليوم تتجلى مشاعر الحب الصادق في أروع صورها في المحبة والتعاون وفي الولاء والانتماء لأرضنا الطيبة هذه الأرض العظيمة أرض الحرمين الشريفين، مما يحتم علينا تعظيم هذه القيم في نفوسنا وترسيخها في قلوبنا جميعا فهي مصدر قوتنا وتلاحمنا، وهي التي تحفظ وحدتنا الوطنية سر تقدمنا ونهضتنا، وهي التي تجعلنا نرتقي بذواتنا وبمن حولنا فالأوطان لاترتقي إلا بعطاء أبنائها والدولة الحديثة لا تبنى إلا بسواعدهم.

في هذا اليوم نستذكر جهود المؤسس المغفور له الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله الذي وحد البلاد تحت راية التوحيد وحقق الإنجازات وأرسى قواعد التكامل بين القيادة والشعب لتكوين أمة عظيمة بعطاء قيادتها ووفاء شعبها، وتتعاقب الإنجازات ليبقى الوطن شامخا وقويا في مختلف الظروف وشتى المحافل لتتواصل مسيرة النماء حتى عهدنا الزاخر بقيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وولي عهده الأمين لتتابع مسيرة العطاء والنماء والارتقاء بالوطن والمواطن والأخذ بالمملكة إلى مكانة عالية ومميزة.

فالمتأمل يرى قصة الإنجاز الزمني الذي اختصر المسافات والأزمان، ومقابل كل التحديات التي كانت تواجهها الساحة على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي سعت القيادة السعودية لتشكيل رؤية 2030 وفق أهدافا واضحة بعزيمة صلبة وإرادة جادة، فاستمر العمل والإصرار لتحقيق الأمنيات والتطلعات بالتصدي والوقوف في وجه تلك التحديات، وبفضل الطموح الصادق والسعي الحثيث سرعان ما أثبتت الأيام السبق نحو تحقيق الريادة في مختلف القطاعات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة، فمع ظهور الرؤية قطعت السعودية شوطا كبيرا في التطور والتحديث، فسارت هذه الرؤية ومضت في ركابها وتواصلت التنمية متخطية كل أبواب المستحيل.

إن أهم منجز حققته رؤية المملكة هو ترسيخ الوحدة الوطنية وإرساء المساواة وتعزيز قيم المواطنة بين أبناء المملكة سواء بسواء في الحقوق والواجبات سعيا لتحقيق العدالة الاجتماعية باعتبارها أساس وطريقا للبناء الحضاري، واحترامها لإنسانية المواطن وصون كرامته لأنه القوة الحقيقية المستدامة وهو الرهان الذي لا خسران فيه، لذلك نحن مدعون جميعا قيادة وشعبا أكثر من أي وقت مضى للتضامن والتكاتف ولتعميق الولاء والانتماء الصادق والتقدير المتبادل للحفاظ على الوطن، نحن بحاجة لصفاء القلوب وتحسين النوايا وتدعيم الثقة والتواصل وطي صفحة الماضي فقد تجاوزنا مراحل كثيرة من التحديات. والوطن بثراء أقاليمه وإنسانه وتنوعه وتعددية ثقافته ورسوخ تاريخه يجمعنا ويجعلنا نعشقه ونذوب في هواه، ولأننا شركاء في خيراته وفي بناءه وتنميته يدعونا ذلك إلى الانفتاح والاندماج الواسع والرحب لاستيعاب كافة المكونات الاجتماعية، وللانطلاق بحيوية طبيعية وفاعلية تاريخية نحو تحقيق السلم الاجتماعي والتسامح والتعايش المجتمعي في إطار الوطن الواحد والمصالح المشتركة لنشكل نسيجا متجانسا ومتناغما فريدا من نوعه نضاهي به كل البلدان، إننا نحب وطننا وهو يعيش فينا لا نعيش فيه، وهو يستحق منا الكثير فمهما أعطينا فعطاءنا لا يضاهي ما يقدمه لنا في رد الجميل.

إن ما حققته المملكة وعززته رؤية 2030 من برامج وخطط ومبادرات متنوعة تشمل مختلف الجوانب التعليمية والتنموية والخدمية والبنية التحية ومشاريع النهضة الحضارية من إنجازات ثرية وهائلة في التنمية والاقتصاد وما أحدثته من إصلاحات جذرية في أنظمتها وتشريعاتها ونظم إدارتها، وما أجرته من تغييرات عامة وشاملة في كافة المجالات المختلفة يعجز عنه التعبير، ومع كل ذلك حرصت الرؤية على أن تكون المملكة العربية السعودية مصدر فخر لأبنائها ومواطنيها، فكان اهتمامها بالمواطن وجعله في سلم الأولويات والاهتمام بصحته وأمنه وسلامته، وسخرت إمكاناتها ومقدراتها لتعليمه والنهوض به ليرتقي الوطن بشبابه ويكون قادرا برؤيته الطموحة في مواكبة التقدم محافظا على تاريخه وهويته في الإسهام بشكل فاعل في بناء وطنه وفي صنع مستقبل واعد ومشرق.

واهتمت بالمرأة وآمنت بمشاركتها، إذ حظيت المرأة السعودية بالرعاية الكاملة وتمتعت بحقوقها في مجالات متنوعة ولم تألو الدولة جهدا في توفير كل مقومات الدعم والتشجيع لها ومساندتها بالقرارات السياسية والتشريعات القانونية واستقلالها الاقتصادي وضمان حقوقها، والتأكيد على دورها التنموي في المجتمع، وفي مختلف القطاعات الحكومية والخاصة عبر استراتيجية ”التمكين“ التي رسختها رؤية 2030 برعاية خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - ”بأن المرأة عضو فعال في مسار التنمية الوطنية ومجالاتها، وشريك ذو حقوق كاملة“ وأكد ذلك مؤسس الرؤية ولي العهد الذي أعلن من أول يوم ”أنه مناصر لحقوق المرأة وتمكينها باعتبارها مثل قوي وفعال في المجتمع بحكم تأثيرها الكمي والكيفي“ في التنمية،

فأثبتت المرأة السعودية دورها ومشاركتها، فتبوأت أعلى المناصب القيادية والسياسية والدولية، وسجلت تفوقا في مجال ريادة الأعمال والأعمال التجارية، وأصبحت تعمل وتشارك في نهضة الوطن، حتى بات العالم اليوم مشدودا بالإعجاب بها وبإنجازاتها وبحضورها المتألق محليا وإقليميا ودوليا.

وهاهي اليوم المملكة العربية السعودية بلد الأمن والاستقرار والتحديث والتنمية بمواطنيها تسابق الزمن بجهود متماسكة تتوالى في تحقيق النجاحات على مختلف الصعد وتتصدر موقعها في مصاف كبريات دول العالم وترسم صورة الإبداع في ظل القيادة الفخورة بوطنها وشعبها.

إن احتفالاتنا بهذا اليوم تجدد وفرحتنا تزداد وتزدان بها قلوبنا قبل أن تتزين بها شوارعنا وطرقاتنا ولاء وحبا وإخلاصا واجتهادا ووفاء وحرصا على رفعة الوطن وحفاظا على عزته وشموخه. سائلة المولى أن يحمي بلادنا ويحفظ قادتها، وكل عام والمملكة العربية السعودية قوية وفتية ورائدة على درب مسيرة التنمية والازدهار والتقدم.

كاتبة وباحثة سعودية «صفوى».