آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 1:06 ص

اليوم الوطني والحلول الممكنة

علي جعفر الشريمي * صحيفة الوطن

ما حصل في اليوم الوطني من تحرش وإزعاج وإيذاء للناس من قبل بعض الشباب غير الواعي في بعض مناطق المملكة هو أمر غير مقبول جملة وتفصيلًا، ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال، ولكن في الحال ذاته يمكننا دراسة هذه الأحداث وفهمها ووضع الخطط الإستراتيجية للحد منها وبالتالي منع تكرارها في الأعياد الوطنية القادمة.

وهنا يأتي السؤال: شبابنا كأفراد هم بشكل عام رجال طيبون وأخيار وأخلاقهم جيدة بالصورة الكبيرة، ولكن لماذا إذا اجتمعوا مع بعضهم بعضا وفي مكان واحد تجدهم يتحركون بلا عقول ويتراقصون في الشوارع العامة وعلى أسطح السيارات بلا معنى أو مضمون وغير مراعين لأخلاقيات الذوق العام؟ ما هي الحلول الممكنة لهذا الهيجان السنوي؟ الحل بكل بساطة يكمن في فتح ساحات خاصة بهم ليحتفلوا بالمناسبة، وبالطريقة التي تنسجم مع أعمارهم.

وهنا أتقدم للجهات المسؤولة والمعنية بهذا الاقتراح: أن تتم الاحتفالات والتجمعات في الملاعب الرياضية الخاصة بالأندية السعودية في جميع مناطق المملكة وإقامة مهرجان كامل يبدأ من عصر اليوم الوطني وحتى الساعة الثانية عشرة ليلًا، بحيث تقام فيه برامج فكاهية وعروض بهلوانية ومسرحيات فكاهية وستاند أب كوميدي، واستضافة مجموعة من المؤثرين الواعين في وسائل التواصل الاجتماعي وبعض القطع الموسيقية بين فقرات البرنامج مع استعراض بين فترة وأخرى لأهم منجزات المملكة الوطنية، منذ تأسيسها حتى اليوم، وذلك عن طريق فقرات تعرض بالصوت والصورة عبر شاشات الليزر المعتمدة على تكنولوجية العرض led في مدرجات الملاعب، وكذلك إقامة مباراة استعراضية لمنتخب المنطقة الزاخر بنجوم الدوري مع أحد فرق الدوري السعودي في كل مناطق المملكة، بالإضافة إلى عروض مختلفة لأهم المواهب السعودية في المنطقة.

أعتقد أن مثل هذه الأفكار ستكون نقطة استقطاب لجميع الشباب والفتيات في بلادنا فنحن نملك كل الإمكانيات والقدرات التي تجعلنا مؤهلين لإدارة مثل هذه الفعاليات وإدارة الحشود ما يجعل مثل هذه البرامج ممكنة، وهادفة وممتعة في نفس الوقت، وتكرس الولاء والانتماء للوطن. وبشرط أن يكون الدخول لحضور هذه الاحتفاليات الشبابية متاح للجميع أي أن يكون مجانية وبدون مقابل مادي، وآلية الدخول تكون عبر تذاكر مسجل فيها اسم الشخص ورقمه الخاص، حتى يستفيد منها في فرصة الحصول على سيارة من خلال سحب قرعة للفائزين، ليست سيارة واحدة بل مجموعة سيارات تقدمها مختلف وكالات السيارات ويسوق لها من قبل المؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي، وكذلك فرص الحصول على مجموعة من أجهزة الموبايل والكمبيوترات والايبادات تقدمها أجهزة الاتصالات والتقنيات، ويتم عليها التسويق في كل وسائل الإعلام احتفالا بهذه المناسبة العزيزة على قلوبنا جميعًا بالإضافة إلى كوبونات الأجهزة الكهربائية والمواد الغذائية وغيرها. وشريطة أن تكون هذه الاحتفاليات الوطنية الشبابية تحت رعاية وزارة الرياضة وهيئة الترفيه، وبمشاركة أمانات المناطق والغرف التجارية، ووزارة الثقافة ووزارة الإعلام، تحت تنسيق وإشراف إمارات المناطق.

أعتقد ان هذه الطريقة تحد من هذا العبث وفي الحال ذاته تجعلنا نستمتع بهذا اليوم الغالي علينا.