آخر تحديث: 25 / 4 / 2024م - 8:31 ص

الإحسان والبر إلى الوالدين

صالح مكي المرهون

الإحسان إلى الوالدين وبرهما واجب، أوجبه الإسلام وهو من الإيمان وأوجب طاعتهما ولهذا أكد القرآن الكريم على ذلك ببر الوالدين والإحسان اليهما في مواضع كثيرة، قال الله تعالى ﴿و وصينا الإنسان بوالديه إحسانا

اذا الإحسان واجب على كل إنسان بأن يبر والديه ويحسن اليهما وهو مسئول عنه امام الله سبحانه وتعالى قبل إحسانه إلى للمجتمع ولهذا كان الاهتمام به في القرآن الكريم بعد عدم الشرك بالله، وتكمن أهميته في انه منبع السلوك الحسن في المجتمع البشري، لأنه الإنسان عندما يحسن إلى والديه قاصدا رد الجميل فاعلا ذلك بإيمان عقلي لا بحاله نفسيه، وبالضرورة سوف يتعلم ذلك الإنسان بأن يشكر الله ويعبده من خلال إحسان الوالدين وبرهما لأنه خالقه وخالق والديه فهو أولى بالشكر والعبادة، ومنها سوف يتعلم الإنسان بأن يحسن للمجتمع والناس الذي هو منهم وخيره من خيرهم شره من شرهم، إذا سوف تتولد هنا نفس صحيحة غير مريضة فعاله في عمل الخير في المجتمع، وطبعا المقصود هنا الإدراك العقلي بأفضلية واوحدية هذا الفعل بالنسبة للوالدين وبرهما والإحسان اليهما لا بالسليقة والفطرة يحمل نفعا عظيما للمحسن لأن الوالدين هما البذرة الأولى ذات الفلقتين في المجتمع البشري، والإحسان إلى الأم مقدم على الإحسان على الأب بشكل عام، ولو فرض المحال ليس بمحال وهنا القرآن الكريم يؤكد على بر الوالدين وطاعتهما في غير معصية الله، قال الله تعالى ﴿وبالوالدين إحسانا ولذلك اهتم الإسلام كثيرا بأمر الوالدين وأوجب طاعتهما وعقوق الوالدين من الكبائر المحرمة في الشريعة والإسلام، وقال الله تعالى ﴿ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا وكذلك قال الله تعالى: ﴿وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أوكلاهما فلا تقب لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ﴿وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا

إذن خير الإنسان بين أن يحسن إلى أمه أو ابيه ولو وجب أن يختار أمه ولذلك من وجهين الوجه الأول أن الأم تضحي وترعى الأبن اكثر من الأب، والرعاية هنا رعاية قلبية وهذا الكلام ليس عموميا شاملا وإنما بمعنى الأغلبية السائدة، اضعف من الأب فهي هنا احق بالإحسان وأعلم

وأقوى ما يمنع العذاب الدنيوي عن الإنسان هو بره بوالديه والإحسان اليهما وهذا ما تعلمناه من الزهراء البتول

ونترك هنا الإحسان إلى الزوجة والأولاد والأقربين لأنه على نفس المنوال، ولأنه الأمر مطروق كثيرا قبل العلماء والباحثين، فلا يحتاج إلى تكرار، إلا أن هناك موارد تدخل ضمن الإحسان لم يركز عليها، ونحن نعرض أهم النقاط فيها وهي الإحسان إلى ذوي الاحتياجات الخاصة وهي أسم على مسمى فهم محتاجون كالمعوق محتاج والحاجة ليست بالضرورة أن تكون ماذية وأكثر ما يحتاجه هو التعويض النفسي جراء نقص حصل لديه كهيل مادي وجسدي أو كدور معروف في المجتمع يخص العمل أو ما شابه فرعايته والإحسان إليه أمر مهم وضروري، اللهم اعنا على بر الوالدين والإحسان اليهما إن الله ولي التوفيق.