آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

في يومِ المسنِّين العالميّ.. الشَّيب ولا العيب!

المهندس هلال حسن الوحيد *

بمناسبة اليومِ العالميّ للمسنين الذي مرَّ قبلَ يومين، في الأول من اكتوبر، نرجو من الشَّباب أن يتحملونا، نحن كبار السنّ، فوق الستّين عامًا، الذين من المتوقع أن يتضاعفَ عددنا في جميعِ أنحاءِ العالم ليصلَ إلى أكثر من 1,5 مليار شخص في عام 2050م. وعليهم أن يبذلوا جهدًا أكبر لنحظى بحياةٍ أسعد وأسهل. مطالبنا جدّ سهلة وضئيلة:

اعطونا فرصةً ومساحةً أكبر من الرَّاحة، لأنكم سوفَ تكونون مثلنا، في موقعِ المتلقي في المستقبل. ويومها تودون أن تحصلوا على فرصتكم أيضًا من الشَّباب. وقِّرونا وأجلّونا، تكسبو فينا أجرًا، فقد وردَ عن رسولِ الله صلَّى الله عليه وآله: ”من إِجلالِ الله إجلال ذي الشَّيبةِ المسلم“. لا تستخفوا بأفكارنا، واستفيدوا من تجاربنا. لأننا تقدمنا في العمرِ وصرنا كبارًا في السنّ، نتوقع منكم أن تعطونا بطاقةَ مرورٍ بأمان. نُقدم في دخولِ الباب، يُفسح لنا في المجالس، لا يُنظر لنا بشزر، لا يُرد علينا بقسوة، يُفسح لنا الطريق، وأجمل عبارة هي: إن شاء الله يا عم!

مطالبنا منكم، لا تنفي ولا تمحو اعتزازنا وافتخارنا بكم، ودعوتنا إياكم لمراجعةِ القيمِ التي تسالمَ عليها العقلُ والدِّين والعُرف بأنها قيم محترمة، لا يجب أن تتعرضَ لعواملِ التعرية والانقراض، فقط لأن الجيل تغير - أو تطور - وعليه تتغير القيم والمثل!

أنتم جيلُ الشَّباب لكم ”شره الشباب“، ومنتَهى الحماقة أن يكون هذا الشره على حسابِ القيم الجيِّدة وحسن معاملةِ كبار السنّ. وبالتالي يجب أن لا يؤثر الشَّرخُ والفارقُ بيننا على الثوابتِ والقيم الروحيَّة والاجتماعيّة، وأول مظاهرها احترام وتقدير من هم أكبر سنا.

تذكروا أنه ”لا يمكن الشَّجرة الطيِّبة أن تثمرَ ثمارًا رديئة ولا الشَّجرة الرديئة أن تثمرَ ثمارًا صالحة“. كما تكيلون لكبارِ السنّ يُكال لكم من شبابكم، وكما تُجازون شيبانكم يجازيكم شبابكم!

كنّا مسرورين بالشّباب، وبالشيبِ أيضًا مسرورين، ولقد جرى على لسانِ من سبقونا من كبارِ السن: يا الله بالشَّيب ولا العيب. اليوم نعطيكم الرايةَ تحملوها كما حملناها قبلكم، إذ لو دامت لنا ما وصلت إليكم!

مستشار أعلى هندسة بترول