آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 2:34 ص

5 أخلاقيات احذر منها

رضي منصور العسيف *

حذر رسول الله ﷺ من جملة من الأخلاقيات السيئة التي تعمل على شقاء الإنسان وتحرمه من السعادة ومن السمو والرفعة، ولذا ورد عن رسول الله ﷺ أنه قال: ”لولا أن الشياطين يحومون إلى قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت السماوات والأرض“ [1] .

وهذه الأخلاقيات تنشأ صغيرة وتبدأ تكبر شيئاً فشيئاً بسبب إهمالها أو عدم وعي نتائجها حتى تسيطر على الإنسان وتفتك بذاته ومن حوله.

لذا لابد من تصفية تفكير الإنسان وتنويره من سيطرة هذه الاخلاقيات، وإرشاده إلى الكيفية السليمة للتعامل معها.

ونذكر في هذا المقال خمس من هذه الأخلاقيات بصورة مختصرة:

سوء الظن... التفكير السلبي

قال رسول الله ﷺ: «إياكم والظن، فإن الظن أكذب الحديث» [2] .

إنّ سوء الظن بالناس والشك بهم من الأمور المنهي عنها يقول تعالى: ﴿يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيراً من الظن إن بعض الظن إثم، فهو يزرع البغضاء والكراهية بين الناس، فيجب على الإنسان أن يحسن الظن دائماً بالآخرين وأن يلتمس لهم الأعذار. وكما قال رسول الله ﷺ: اطلب لأخيك عذرا، فإن لم تجد له عذرا فالتمس له عذرا [3] .

حيث أن التماس العذر للأخرين له الكثير من الإيجابيات فهي راحة نفسية وتحفظ مودة الإخوان، وتقوي أواصر المحبة بينهم. لذا اجعل ورقة التماس العذر مفتوحة دائماً، ولا تضع الخط الأحمر.

لسانك ذو حدين

قال رسول الله ﷺ: بلاء الإنسان من اللسان [4] .

اللسان هو مصدر السعادة أو الشقاء للإنسان، ولذا يجب على الإنسان أن لا يطلق للسانه العنان. والإنسان العاقل هو الذي يهتم بالكلمة الطيبة فلا ينطق إلا حقاً ولا يقول إلا صدقاً، وقد روي عن رسول الله ﷺ - لما سأله معاذ بن جبل عما يدخله الجنة ويباعده عن النار، فأخبره إلى أن قال -: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت:

بلى يا رسول الله، قال: كف عليك هذا وأشار إلى لسانه.

قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟

قال: ثكلتك أمك، وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو قال: على مناخرهم: إلا حصائد ألسنتهم؟! [5] .

العنف البصري

ليس العنف بالضرب والشتم بل قد يكون بالعين، حين تتحول النظرات إلى نظرات مخيفة، تبث الرعب للآخرين، وقد حذر رسول الله ﷺ من هذه النظرات بقوله: «لا يحل للمسلم أن يشير إلى أخيه بنظرة تؤذيه» [6] .

وكذلك لا يجوز النظر للآخرين نظرة الشماتة والاستهزاء أو الإهانة، كما لا يجوز إطالة النظر من ذوي العاهات فقد ورد عن النبي الاعظم ﷺ: «لا تديموا النظر إلى اهل البلاء والمجذومين فان ذلك يحزنهم» [7] .

الغضب دمار للإنسان

الغضب في الحقيقة هو شعور إنساني طبيعي، لكن، حينما يخرج عن السيطرة ويتحوّل إلى مشاعر مدمّرة، فيكون كما يصفه رسول الله ﷺ: الغضب جمرة من الشيطان [8] .

ولذلك فقد يقود إلى مشاكل عديدة سواءً على الصعيد الاجتماعي أو الشخصي والتي تؤثّر بدورها على جودة الحياة بشكل عام.

ولعلاج لنوبات الغضب لابد من التهدئة الذاتية وهي لا تعني السيطرة على السلوك الخارجي الناجم عن الغضب وحسب، وإنّما التحكّم في مشاعرك الداخلية أيضًا، واتخاذ خطوات حقيقية لتهدئة نبضات القلب والتخفيف من مشاعر الحنق والسخط، واستعادة المشاعر الطبيعية الساكنة. وهذا ما عبر عنه رسول الله ﷺ بقوله: ألا أخبركم بأشدكم؟ من ملك نفسه عند الغضب [9] .

[1]  بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج 60 - الصفحة 332
[2]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 2 - الصفحة 1785
[3]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 2 - الصفحة 1784
[4]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 4 - الصفحة 2780
[5]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 4 - الصفحة 2780
[6]  جامع السعادات: 2/214,7» بحار الأنوار: ج16، ص122,8» ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 3 - الصفحة 2264
[9]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 3 - الصفحة 2265
كاتب وأخصائي تغذية- القطيف