آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 5:41 م

احذروا المنافق

صالح مكي المرهون

إن الشخص الذي يتم وصفه بأنه ذو وجهين، هو ذلك الشخص المنافق، المتقلب المزاج وله شخصية مزدوجة أي الذي يقول ولا يفعل، يظهر بمظهر الخير، أي أنه يقول الخير، ولكن قلبه يكون مليء بالشر والحسد والغيرة والكراهية.

ويعتبر النفاق واحدة من أسوء الصفات المذمومة التي يتحلى بها بين من حوله وكل من يعمل على إثبات وجوده بين أقاربه وأصدقائه وجيرانه والجماعة التي ينضم إليها أو جماعات خيرية يحاول أن يظهر فيها بالمظهر الذي يعمل الإنسانية وهو غير واقعي، يظهر بوجهين يكيفهما كيفما يشاء، ويتلذذ بهما في أذية الآخرين، حيث يكذب ويتصنع الكلام والسعي وراء إفساد القلوب المتآلفة، التي على نياتها، يتصيد أخطاء غيره ويعمل بالخفاء وراء الكواليس كأنه يعمل الخير، وهو في باطنه يحمل الكره والحسد والغيرة. قال الله تعالى عن المنافقين: ﴿في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا.

وقد أكد علماء النفس السلوكي أن النفاق هو تعبير داخلي عن اضطراب نفسي للشخص يحوله إلى شخص غير واضح وغير محبب التعامل معه على المدى البعيد، وقد يحمل هذه الصفة لسنوات عديدة، حيث أن النفاق يعتبر من الأمراض النفسية المستعصية. فقد أكد أساتذة الطب النفسي، أن المنافق خطير على المجتمع، أو الجماعة المحيطة به ويحسبون إليه ألف حساب ويقدرونه ويحترمونه كأنه إنسان يحب الخير، بمعنى آخر منغشين فيه.

الفرق بين الشخص السوي والمنافق هو أن الشخص السوي يكون على قدر من الثقة بما سيقوله ويعمله فلا يغير رأيه وفقا لما يرغبه الآخرين وهو يتعامل بواقعية وصدق بدون زيف مع عدم إخفاء الحقيقة، أما المنافق فهو ذو وجهين غير واضح في أقواله وأعماله وتصرفاته، له شخصية مزدوجة، لذلك يعتبر من أشر الناس على المجتمع. قال رسول الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام: ”تجدون شر الناس ذو الوجهين المنافق الذي يأتي هؤلاء بوجه ويأتي هؤلاء بوجه آخر“.

النفاق له أسباب نفسية ترجع للتنشئة الاجتماعية غير السليمة، ومنها بعض الصفات السيئة مثل الكذب وتصنيع الكلام الواقعي إلى غير واقعي بإخفاء الوجه الحقيقي، وعدم الوفاء بالوعد وخيانة الأمانة حيث يعمل من وراءك ويوحي بأنه يعمل لأجلك، وهو يعمل ضدك.

ومنها أسباب أخرى وهي عدم الثقة في النفس التي تؤدي إلى الإحساس بضعف الشخصية، وأيضا الشعور بالنقص. ومن الأسباب أيضا الطموح الزائد الذي يتجاوز قدراته الشخصية، وكذلك عدم القناعة والرضا بالحال.

وليعلم المجتمع والوالدان أن النفاق خطير ومكتسب وهو ليس جيني، وعلى الآباء أن يكونوا قدوة للأبناء أما أن تكون قدوة حسنة أو سيئة لذلك يجب على الوالدين والمجتمع الالتفاتة لا يوعدون أبنائهم بأشياء ولا يتم تنفيذها.

النفاق داء خطير قد يبتلى به الرجل والمرأة دون إحساس بالمسؤولية.

اللهم أكفنا شر النفاق والمنافقين إنك سميع مجيب.