آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 7:46 م

هل سنعود للمبالغات والإسراف في أفراحنا وأتراحنا؟

عباس سالم

لم تعد حفلات الأعراس اليوم حافلة بالموائد الدسمة ونغمات“الأناشيد”التي كانت تتصدر الموقف، واختفت المظاهر السلبية في بعض المناسبات عندما جاء فيروس كورونا لتنبيه الناس عن تلك المبالغات والإسراف في الأفراح والأتراح، وبدلاً من ذلك أصبح التباعد الإجتماعي وغياب المعازيم نغمة سائدة في الكثير من المناسبات الإجتماعية.

قبل جائحة كورونا كان البعض في المجتمع استهلاكياً بطبعه في الكثير من أمور الحياة نتيجة لشراء واقتناء الأشياء غير الضرورية، والتي باتت تؤثر في مسار حياة البعض منا بصورة كبيرة، وأصبح الكثير من الناس في المجتمع يعانين بسبب الديون نتيجة الجري وراء هوس الإصدارات الحديثة لبعض ما نملكه من أجهزة وغيرها من الماركات العالمية وتغييرها لمتابعة الموضة.

كل فتاة تحلم بأن يكون حفل زفافها أسطوريًا، لذلك إن البحث عن فستان ليلة العمر ليس بالأمر السهل بالنسبة للعروس المقبلة على الزواج، حيث تقوم بتمشيط الأسواق بحثاً عن ذلك الفستان الذي ربما يكون بأغلى الأثمان، وكل عروس تضع فى اعتبارها بعض الاشتراطات التى يمكنها اختيار الفستان على أساسها، ربما لتحقيق حلمها في إبهار ولفت أنظار الحضور الكبير للمعازيم والمكان الذى سيقام فيه حفل الزفاف، بالرغم من أن لفه وتكييسه هي النهاية الحتمية لذلك الفستان الثمين.

اغلب العروسات كنا يلجأن لتلك الفساتين الضخمة المنفوشة لكي تتناسب مع إطلالاتهن الجميلة فوق مسرح الصالة التي تطربها أنغام الموسيقى على الأنوار الصاخبة داخلها التي ربما فيها البذخ والتباهي بمظاهر كذابة، إلا أنه اليوم فى ظل الاستغناء عن الصالات عند الكثير من الناس وإقامة عقد القران فى المنزل بعيداً عن المبالغات الغير ضرورية حيث اتجهت الكثير من الفتيات لاختيار الفساتين البسيطة الخالية من تلك التفاصيل.

أسهمت إجراءات الوقاية من فيروس «كورونا» في خفض تكاليف الزواج، وتجنيب الشباب اللجوء إلى البنوك المسعورة للاقتراض منها، بعد القرارات الصائبة من الجهات المختصة في الدولة رعاها الله بتحديد أعداد المدعويين، وفرض اشتراطات صحية صارمة على صالات الأفراح والصالونات النسائية والرجالية، حيث اقتصرت حفلات الزواج في المحيط الأسري من دون فرق الطقاقة ولا ولائم الطعام التي يتزاحم عليها الحضور لإشباع هوس الجوع ورمي ما تبقى في حاويات القمامة.

فاليعلم الناس ليتهم يعلمون أن فيروس كورونا ربما جاء لتنبيه الناس وإجبارهم على استخدام عقولهم، وإعادة حساباتهم في المبالغ المكلفة على كماليات الزواج والتي قد تتجاوز أل 50 ألف ريال أقلها لليلة واحدة..!! بين رسوم صالتي الأفراح الرجالية والنسائية، ورسوم الفرقة الموسيقية ”الطقاقة“ إضافة إلى بقية التكاليف التي تشمل فستان الزفاف والولائم والحلويات وغيرها، فبدأ الشباب بالإكتفاء بعقد القران فى المنزل والتخلى عن كافة التفاصيل السابقة، لنجد أنفسنا وقد عدنا إلى بساطة حفلات الزفاف التى كانت تعقد فى الماضي.

ختاماً أتمنى أن يستمر برتوكول ”كورونا“ وأن لا تعود تلك المبالغات في حفلات الأفراح والأتراح، وأن يبتعد كل عريس من أبناء مجتمعي عن صالات الأعراس وعن الاقتراض من البنوك لأنها مسعورة، وأن يفكر كل خطيبين بخلو عرسهما من الأعباء المادية التي ترهق جيوبهم وهما في أمس الحاجة لها اليوم، وأن يكونوا مدركين لمفهوم الحياة التي تحتاج إلى قراءة مفهوم الاقتصاد فيها.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 1
1
نقاء السماء
[ تاروت ]: 18 / 10 / 2021م - 6:38 م
أحسنت اخي الكريم ،،
ياليت قومي يعقلون ويأخذون من تجربة الأزمة درس وعِبرة ،،
فيتركون هذه العادات الدخيلة على مجتمعنا ، وهذا الإسراف والبذخ الفاحش على سلوكيات لو أمعنوا التفكر والتعقل بها ،، لرأوا ان هذه الأموال الطائلة التي تُصرف في أشياء تافهة بل أحياناً تصل الى عدم رضا الله تعالى وبالتالي حرمانهم من التوفيق والبركة .