آخر تحديث: 23 / 4 / 2024م - 3:44 م

من يحق له أن يتكلم في المال والاستثمار

المهندس أمير الصالح *

في ظل الحراك الحالي القوي في سوق الأسهم المحلية والدولية، يظل صاحب الأسبقية في الحصول على المعلومة هو صاحب جني الأرباح الاكبر ان تم توظيفها بطريقة احترافية من طرفه ووجدت الملاءة المالية لديه. هكذا هي الصورة القائمة منذ عقود ومازالت في بورصات العالم المتقدم وغير المتقدم، وان تم أطلاق عدة تحقيقات وإجراءات رسمية لضمان عدم استغلال رؤساء مجالس الإدارات للشركات وأصدقائهم لتلكم المعلومات عن أداء الشركات في الشراء والبيع للاسهم. إلا أن القليل من الناس هم من يتعاملون في البورصة والنقد الافتراضي والصناديق الاستثمارية والذهب والمعادن النفيسة. وكأن الكلام في هذا المجال الاقتصادي المتوهج فقط للنخب المالية. وانا اخالف كل من يعتزل الحديث عن المال والأعمال والاستثمار لعدم وجود السيولة المالية بيده في الوقت الحالي. لأن استعمال وتوظيف المال يحتاج إلى تأهيل مُسبق ووعي وتأهيل سابق قبل إحراز المال بالكميات الكافية. ثم أن استحصال مهارة تنمية المال هي أهم من الحصول على المال في بداية تأسيس المشوار.

إبان ذروة جائحة الكورونا من العام الماضي، الكل من أبناء المجتمع بمختلف طبقاته تحدث عن المال والأعمال وما آلت إليه الأحوال لعدد ليس بالقليل من شرائح أبناء المجتمع المختلفة وتأثرهم تصدعا بذلك الوباء. حتى طرق سمع الجميع ما حدث من أمور على أسر كثيرة من خسائر في مصادر أرزاقها وإغلاق عدد ليس بالبسيط منهم لموارد أعمالهم أو فقدان وظائفهم. قد يتساءل البعض: هل هذه الدورات الإخبارية في الشؤون الاقتصادية هي دورة حياة طبيعية أم أنها دورة استقطابات أخبار وتحيز انتقائي في التفاعل من قبل البعض مع بعض الأنباء السيئة وترك بعض الأنباء الإيجابية. مما ينتج عنه أن يعيش البعض من أبناء المجتمع، حياة الكفاف وقت الطفرات الاقتصادية ويعيش حياة الفقر المدقع وقت الانحسار والتقشف نتيجة لانحيازه في متابعة الأخبار الاقتصادية المحبطة وتجاوزه عن استغلال الأخبار الاقتصادية الإيجابية. ومن يجالد نفسه في استحصال الكرامة المالية هو اعز عند قومه ومجتمعه ممن يغرق في بحر الإعالة والتواكل على غيره.

وقد يكون التفسير لذلك التدهور في أحوال البعض، هو أن داخل بعض المجتمعات، يكون الحديث في المال والاستثمار ضحية صمت أغلبية الأغنياء خشية منهم من عيون الرقابة وفضول الآخرين ومنافسة المنافسين أو ضحية كلام الحالمين بالثراء الأعمى من المتابعين النهمين للشؤون الاقتصادية وذوي النجاحات المحدودة جدا أو المبالغين غير المتعقلين لإفراطهم في الإيجابية حد الفقاعة، أو ضحية السلبيين الإنعزاليين المتذمرين على طول الوقت. في عالم المال والاستثمار، يرى البعض أنهم لا من الأغلبية من الأغنياء الصامتين استفادوا ولا من الكلام العام الهلامي لما ورد في بعض الكتب والنشرات الاقتصادية العامة استفادوا ولا من كلام السلبيين المتشائمين نجوا وربحوا. وعلى ضوء ذلك يمر الوقت وتأتي طفرات وانكماشات وقفزات وجائحات ولم يستولد البعض ثقافة ريادة الأعمال في جنباتهم وجنبات أبناء الأجيال اللاحقة من أصلابهم. فبين الجفاف في نقل التجارب الناجحة داخل ذات المجتمع والأمطار المعلوماتية عبر النت لمجتمعات سباقه صناعيا وإداريا، لم يتم توليد عدد كاف من شباب عاشق للإقدام الاقتصادي الجريء ببنية محلية وقد يكون البعض استولد الإحباط في داخله والعياذ بالله. فلا عجب إن رأيت من الشباب الطموح من اقتبس كل بناءه التحليلي والنماذج التجارية من مجتمعات أخرى بعيدة عن مراعاة العادات والظروف المحلية.

في أحد التغريدات قال المغرد:

WEALTH LEVEL
BY NET-WORTH

Poor………………………..$0 - $500K
Middle Class…………$500K - $2M
Upper Middle……….. $2M - $4M
Comfortable…………. $4M - $10M
Wealthy…………………. $10M - $30M
Lesser Rich………….. $30M - $80M
Comfortable Rich…$80M - $150M
Rich………………………. $150M - $200M
Seriously Rich………$200M - $400M
Truly Rich…………….. $400M - $800M
Filthy Rich……………. $800M - $2B
Super Rich……………. $2 Billion +

Source: How to get rich by Felix Dennis

وكتب اقتصادي آخر بأن الغني هو من يكون متوسط دخله السنوي يناهز مبلغ 250 الف دولار أمريكي ويمتلك بيت وسيارة خال من التقسيط.

وهذا القول أو ذاك مدعاة للتأمل وتحفيز عقد ورش عمل جادة لإيجاد أرضيات تشجيعية ومحفزات مستمرة داخل كل مجتمع، تجعل الشباب والفتيات يقدمون على ريادة الأعمال بقلوب أكثر جرأة وعقول أقوى بصيرة وأفكار أكثر تجديد في عالم المال والاستثمار والأعمال. وعلى ضوء ما ذُكر أعلاه: أرى وأشجع أن يتحدث الجميع عن فنون الاستثمار وإدارة الأعمال لنكون أقوى كمجتمع وعيا وأسرع اقتناصا للفرص. وأن لا نهدر أوقاتنا مع رجل اعمال غني صامت يحب تبجيل ذاته ويبخل بالمعلومة على أفراد مجتمعه ولا نكترث لقول محبط سوداوي متشائم ولا ننخدع بكلام مفرط مغال.

قد يطرح البعض السؤال التالي مع ولوجنا العقد الثاني من القرن الواحد والعشرون: كم من عقول شابة وناضجة ينبغي لأبناء المجتمع الرياديون الاهتمام بها قبل أن تضمحل تلكم العقول وتنزلق في النقاشات العقيمة والجدالات الصاخبة المتشنجة وتذهب الطاقات هدرا في التنظير دونما جدوى وتزداد الفوهة المالية داخل ذات المجتمع ليكون طبقيا محض؟