آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

ماهي موانع الرضاعة الطبيعية؟

خلق الله حليب الأم ليكون الغذاء المناسب لطفلها، وجعله إضافة لكونه الغذاء الكافي الوافي سريع الهضم شافيا ومعافيا ومحاميا ومدافعا عن الطفل، إلا أن هناك حالات قليلة نادرة يمنع فيها الطفل من تناول حليب أمه، إما بشكل مؤقت أو بشكل دائم، وقد يكون ذلك لأسباب تخص الطفل، أو لأسباب تخص الأم.

فإذا مرض الطفل مرضا شديدا سواءً بعد الولادة مباشرة أو فيما بعد، مما يسبب له عدم القدرة على البلع أو الهضم، وهذا قد يشكل خطورة على الطفل كأن تسبب الرضاعة له دخول الحليب إلى الجهاز التنفسي وإيذاء الرئتين، أو أن يعاني الطفل من عدم استقرار علماته الحيوية كالنبض والضغط، مما قد يسبب للطفل التهابا في الأمعاء إذا تناول أي غذاء، فهنا يمنع الطفل من الرضاعة حتى تتحسن حالته، وكذلك الحال إذا احتاج الطفل لعمل عملية أو تخدير كامل، فإنه يمنع من الرضاعة لمدة أربع ساعات إذا كان يرضع رضاعة طبيعية حصرية، وقد يحتاج للتوقف عن تناول أي شيء لفترة زمنية ما بعد العملية، خاصة إذا كانت العملية في الجهاز الهضمي.

وإذا كان الطفل خديجا أقل من 32 أسبوع حمل، أو كان وزنه أقل من كيلو و500 جرام، فإنه لا يستطيع تناول الحليب من أمه مباشرة، لضعف عضلات فمه، ولأنه لا يستطيع التنسيق بين البلع والنفس، فيجب أن يعطى حليبها عن طريق الانبوب.

وإذا أصيب الطفل بمشاكل أثناء الولادة كهبوط الاكسجين واحتاج للانعاش بعد الولادة، فإنه لا يعطى حليب أمه حتى يتماثل جهازه الهضمي للشفاء.

وإذا كان عند الطفل مشاكل خلقية في الجهاز الهضمي، أو التهابات شديدة في الأمعاء، فقد يحتاج للتوقف عن تناول أي شيء حتى يتماثل للشفاء.

كذلك إذا أصيب الطفل بصفار شديد يوجب تبديل دمه للحفاظ على دماغه، فإنه قد يصوم فترة قبل تبديل الدم وأخرى بعده.

أما إذا كانت علامات الطفل الحيوية مستقرة غير أن لديه سرعة بسيطة أو متوسطة في النفس، فهذا لا يمنع من إعطائه حليب أمه مباشرة أو عن طريق الأنبوب، وكذلك إذا كانت الصفرة بسيطة أو متوسطة ولا تحتاج لتبديل الدم، فيجب أن يستمر الطفل في الرضاعة من أمه، ويعتبر حليب الأم إحدى طرق علاج هذه الأطفال.

وهناك أمراض استقلابية وراثية كثيرة يصاب بها الأطفال بسبب نقص إنزيمات معينة لديهم وجميعها لا تمنع من أن يعطى الطفل حليب أمه - ولكن يجب حساب كمية الحليب الذي يستطيع الطفل أخذها من أمه من قبل أخصائي التغذية الاكلينيكية - إلا إذا كان الإنزيم الناقص هو الإنزيم الذي يهضم مادة اللاكتوز وهو سكر حليب الأم الأساسي أو الانزيم الذي يستهلك سكر الجلكتوز - وهو الناتج من هضم اللاكتوز - فهنا يمنع الطفل من تناول حليب أمه للحفاظ على صحته.

أما إذا كانت الأم مريضة مرضا شديدا أو متوفاة، أو لديها موانع أخرى تمنعها من إرضاع طفلها، فيمكن أن يسترضع ولي الأمر أما ترضع الطفل، وهذا هو البديل الذي توصي به منظمة الصحة العالمية.

فمثلا إذا أصيبت الأم بمرض الدرن النشط أو بمرض الحمى المالطية أو فيروس الهربز البسيط في الحلمة أو حولها وهي ترضع طفلها، فيجب أن تتوقف عن الإرضاع حتى لا تعدي طفلها، وتبدأ في العلاج مباشرة، وفي أثناء ذلك تقوم باعتصار حليبها حتى لا يجف ثديها، وتعود للإرضاع بعد أخذ العلاج المناسب حتى لا تعدي طفلها.

أما إذا كانت الأم مصابة بمرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز فإن إمكانية أن ترضع ابنها من عدمه يعتمد على عدة عوامل، منها توفر العلاج المناسب وتوفر الحليب الصناعي بصورة مستمرة ونظيفة وتوفر الرعاية الصحية للطفل ويجب مناقشة الأم عن خطورة انتقال المرض للطفل مقابل خطورة اصابته بالهزال وأمراض الإسهال خاصة في الدول الفقيرة، أما في مملكتنا الحبيبة حيث تكفلت حكومتنا الرشيدة بعلاج هذه الحالات وتوفير الحليب والرعاية الصحية اللازمة لأطفالها، فإن الأم تمنع من ارضاع ابنها خوفا على الطفل، كما تمنع الأم من إرضاع طفلها إذا كانت مصابة بفيروس تي اللمفاوي البشري، لأنه من الممكن أن ينتقل الفيروس إلى الطفل عن طريق الحليب، وفي ذلك خطورة على حياة الطفل، أما إذا كانت الأم مصابة بالفيروسات الأخرى مثل فيروسات التهاب الكبد الوبائي فلا مانع من استمرار الام بالإرضاع..

أما اذا أصيبت الأم بالفيروسات التنفسية ومنها الكوفيد 19 فانها تستمر في الإرضاع مع اتخاذ إجراءات السلامة، مثل غسل اليدين بالماء والصابون ولبس الكمام والتزام قواعد النظافة العامة،

أما اذا كانت الأم ستعمل عملية فيمكنها الإرضاع حتى بدء التخدير الكامل ويمكنها أن تبدأ بالارضاع بمجرد إفاقتها من أثر التخدير، ولا يمنع الطفل من الرضاعة اذا كان تخدير الأم موضعيا أو نصفيا مادامت الام تستطيع ذلك، وإذا كانت حالة الأم الصحية تمنع الأم من الارضاع فعليها اعتصار حليبها حتى لا يقل، وعليها العمل على زيادته مباشرة بعد أن تتماثل للشفاء.

وأما اذا اصيبت الأم بالتهاب الثدي أو خراج فيه بعيدا عن الحلمة فإن استمرارها في الارضاع يساعد على تماثلها للشفاء العاجل.

وتتعرض أكثر من 90٪؜ من الامهات المرضعات لأخذ أدوية أثناء الارضاع وتعتقد الكثيرات منهن أنه يجب عليها أن تتوقف عن الإرضاع إذا كانت تتناول أدوية ويرى المتخصصين في الرضاعة أن أغلب الأدوية التي تستخدم بصورة كبيرة آمنة مع الرضاعة، إلا إذا كانت الأم تأخذ الأدوية الكيميائية، فإن الطفل لا يستطيع أن يرضع حليبها لأن المواد الكيميائية تفرز في حليب الطفل، وقد تضر الطفل وكذلك إذا أخذت الأم المواد المشعة الفحصية، فإنها تتوقف عن الإرضاع مدة تساوي خمسة أضعاف المدة التي يتخلص فيها الجسم من نصف كمية الدواء.

إن أسباب منع الطفل من الرضاعة من أمه هي أسباب قليلة ونادرة، وعلى الأم سؤال متخصصين في الرضاعة قبل التوقف عن إرضاع طفلها لأي سبب تعتقده، لعلها تجد لديهم الحل الذي يساعدها على الاستمرار في الرضاعة.

استشارية طب حديثي الولادة والخدج، واستشارية الرضاعة الطبيعية بمستشفى القطيف المركزي