آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:38 ص

الألقاب بين اللغة والاستعمال

زكي بن علوي الشاعر

أتقدم بهٰذا المقترح / الاقتراح إلىٰ وزارة الداخلية / دوائر الأحوال الشخصية / المدنية، في بلادنا وغيرها من البلدان العربية.

إن ثمة ألقابًا من قبيل: السلمان، الغانم، الراشد، المحروس، المسعود، الهزيم، السليم، العلي، الحرقانة، الفردان، العبيكان، الجليح، الظبيان، الخريشان، السليس - إن دونت ب «أل» - المحسن

- كذٰلك - المرزوق، والسالم، والحامد، والمبيوق، والطلال، والعمران، والفرج، والزاهر، والنمر، والدخيل...

هٰذه الألقاب ومثيلاتها - وما أكثرها! - لم يؤخذ فيها اشتقاق ولا وصفية أو نسبة تصريفية؛ فليست كالخباز، والصفار، والقصاب، والنجار، والقلاف، والمصلي، والعابد، والسيهاتي، والتاروتي، والعوامي، والصفواني، والقطيفي، والحساوي،...

من هنا، أطلب كتابتها وتدوينها بشكل آخر، وهو أن نكتب ونرسم همزة تحت همزة «أل»، وعلة ذٰلك ما يلي:

لا شك في أننا نفهم من «السلمان - الغانم - الراشد - المحروس - المسعود -...» أن لهٰؤلاء أجدادًا هم: سلمان، وغانم، وراشد، ومحروس، ومسعود... فهم من آل سلمان، وآل راشد، وآل محروس، وآل مسعود...

وأكثر هٰذه الألقاب تعود إلىٰ أفخاذ لقبائل عربية؛ إذ إن أكثر أهل القطيف وغيرها من قبائل عربية استوطنتها؛ لأنها من البلاد الزراعية، وفيها ثروات بحرية، وغير ذٰلك من مصادر الثروة والرزق.

فهٰؤلاء ليسوا منعوتين بألقابهم، ولا مشتقين من موادها؛ بل هم منسوبون إلىٰ أجدادهم المرتجلة أسماؤهم عند تسميتهم، ولم يراع الاشتقاق عند الوضع والتسمية.

لذٰلك؛ لا بد من رسم إملائي نوضح به أصولهم القبلية، وأنسابهم التي أضاعها البعد عن مواطنهم الأصلية، وانشغالهم بالثقافة الحضرية، وإهمالهم أصولهم، بعد تشيعهم.

أقترح كتابة هٰذه الألقاب ومثيلاتها هٰكذا:

إلغانم، إلراشد، إلمحروس، إلمسعود، إلهزيم، إلسليم، إلعلي، إلحرقانة، إلفردان، إلعبيكان، إلجليح، إلظبيان، إلخريشان، إلسليس إلمحسن، إلمرزوق، إلسالم، إلحامد، إلمبيوق، إلطلال، إلعمران، إلفرج، إلزاهر، إلنمر، إلدخيل...

وليست كتابتها بهمزة القطع لتعني أن ننطقها بهمزة قطع؛ ولٰكن للإشارة إلىٰ أصولهم، والمعنى المأخوذ في تلقيبهم، وأنه ليس معنًى اشتقاقيًّا.

ولنا أسوة حسنة فيما قرره أهل الإملاء من كتابة هٰذه الأعلام المؤنثة التالية هٰكذا:

إمتثال، إنشراح، إبتهاج، إبتهال،...

... فإن كتابتها بهمزة قطع تحتانية لا تعني أن تنطق بهمزة القطع؛ بل يبقىٰ نطقها بهمزة الوصل.

والأمر في الألقاب المشار إليها كذٰلك.

فإن أبت دوائر الأحوال المدنية ذٰلك، فلترفع وزارة الداخلية الأمر إلىٰ مجلس الشورىٰ، وليأخذ مجلس الشورى الموقر آراء اللغويين: من أساتذة الجامعات وغيرهم، والأمر أولًا وأخيرًا لولاة الأمر؛ فما قرروا في هٰذا وغيره، وجب علينا الأحذ به.

وإن لم يأخذوا به، فليأمروا بكتابة هٰذه الألقاب مصدَّرة ب «آل»، لا «أل».

لا شك في أن «الصالح والمحروس والنغموش» وغيرها مخففة

- لكثرة الاستعمال - من «آل صالح وآل محروس وآل نغموش»، ولا بد من أن يوضح الرسم الإملائي المعاني ويجليها، وإلا فهو رسم قاصر «بارد»، الآخذ به مخفق في إيضاح مقصوده.