آخر تحديث: 18 / 4 / 2024م - 1:06 ص

الشيخ الصفار: لا يجوز للواعين أن يسكتوا أمام دعوات القطيعة والتنافر المجتمعي

الشيخ حسن موسى الصفار
الشيخ حسن موسى الصفار
جهات الإخبارية

قال الشيخ حسن الصفار إنه لا يجوز للواعين من أبناء المجتمع أن يسكتوا أمام دعوات وتوجهات القطيعة والتنافر في مجتمع المؤمنين.

وتابع: إصلاح ذات البين واجب ديني اجتماعي، ويندرج تحت عنوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

جاء ذلك خلال خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية، وكانت بعنوان: التأليف بين القلوب نهج نبوي.

وطالب الشيخ الصفار أن تسود في مجتمع المؤمنين دعوات التآلف والوئام.

وأضاف: إن وجود توجهات تدعو إلى القطيعة والتباعد بين مكونات المجتمع، تعني نقض غرض الدين ومخالفة النهج النبوي، والإضرار بمصالح المجتمع الإيماني.

وتأسف بشدّة لحصول بعض مظاهر النزاع والخلاف في مجتمع المؤمنين فلا يجد أحد نفسه معنيًا بمواجهتها والدعوة إلى معالجتها.

وتابع: لن تقتصر أضرار القطيعة على طرفي الخلاف والنزاع بل ستصيب آثاره السلبية كيان المجتمع كله.

وبمناسبة ذكرى ميلاد رسول الله ﷺ قال: إن التأليف بين القلوب نهج نبوي مارسه النبي ﷺ بسيرته وسياسته، وأكّده بتعاليمه وتوجيهاته.

وأبان أن النبي محمد ﷺ جاء برسالة الإسلام ليعيد صياغة الأفكار وبناء النفوس، فينقل ذلك المجتمع من حالة العداء والفرقة، إلى أجواء التآلف والوحدة.

وتابع: كان النجاح حليف رسول الله ﷺ في انجاز هذه المهمة بأعلى حدّ ممكن، وفي زمن قياسي بهر كل الباحثين في تاريخ المجتمعات البشرية، والتحولات الاجتماعية.

وأضاف: وقد عدّها القرآن الكريم من أهم مظاهر نعمة الله تعالى على ذلك المجتمع.

وأشار إلى أن المجتمع العربي قبل الإسلام كان يعيش جاهلية ينعدم فيها الوعي وتضعف فيها القيم الأخلاقية، فقد كان الحال السائد فيه هو الاحتراب والخصام والتقاتل والتنازع.

وأوضح أن النهج النبوي اعتمد في التأليف بين القلوب على ركيزة تهذيب النزعة الذاتية لدى الإنسان بتطهير نفسه من الأحقاد والأضغان والحسد والبغضاء التي تسببها الأنانية المفرطة.

ومضى يقول: وهناك ركيزة تنمية النزعة الإنسانية في أعماق الإنسان بحب الخير للناس وحسن الظن بهم والرغبة في الإحسان إليهم.

وتابع: كلما قويت النزعة الإنسانية في نفس الإنسان كان أبعد عن كراهة الآخرين والإساءة إليهم، وأقرب إلى محبتهم والإحسان إليهم، حتى لو كانوا خصومًا له.

وأبان أن من الركائز التي اعتمدها النبي ﷺ ركيزة ترشيد السلوك وأخلاق التعامل بالحث على حسن القول، والتشجيع على حسن المعاشرة.

وتابع: وهناك ركيزة تعزيز العلاقات الحسنة بين الناس ومعالجة المشاكل والخلافات الطارئة عبر تشجيع إصلاح ذات البين والدعوة للمحبة والتعاون.