آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 2:44 م

الرسول الأكرم... حقوق الأطفال

رضي منصور العسيف *

اهتم الإسلام بالإنسان اهتماماً بالغاً وأعطاه قيمة عليا ورفع من مكانته وفجر طاقاته كل ذلك ليعيش حياة مليئة بالعزة والكرامة ليعيش حياة طيبة.

كانت المرأة تعيش حياة الذل والتهميش والقتل فجاء الإسلام لتكون المرأة عنصراً فعالاً في المجتمع.

كان البعض يعيش حياة العبودية والاستضعاف وجاء الإسلام وحرر الإنسان وفك قيوده وكما يقول تعالى: ”وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ“ الأعراف /157 وجعله ينطلق في رحاب الحياة الحرة.

بل حتى الأطفال كان لهم مكانة عليا في المنهج النبوي، فقد أكد رسول الله ﷺ عدة حقوق من شأنها أن تعطي للطفل لتصقل شخصيته وتهيئه لخوض غمار الحياة، وفي هذا المقال نكر لكم بعض الصور من سيرة وكلمات النبي الأكرم ﷺ:

اختيار أحسن الأسماء

للاسم دور مهم في شخصية الإنسان ولذا لابد من اختيار الاسم الذي يرمز إلى الصفات والخصال الحميدة والذي يبعث في الآخرين الراحة والفرح والطمأنينة ولذا كان رسول الله ﷺ يغير الأسماء القبيحة في الرجال والبلدان. فقد وفد على النبي ﷺ «رجل» فقال:

ما اسمك؟ فقال: بغيض. قال: أنت حبيب فسماه حبيبا [1] .

وهكذا أوجب رسول الله ﷺ على الوالدين اختيار أفضل الأسماء للأبناء والتي توقظ في الطفل معاني الأخلاق والمشاعر النبيلة، ولذا قال رسول الله ﷺ: سموا أولادكم أسماء الأنبياء. وروي رسول الله ﷺ: إن أول ما ينحل أحدكم ولده الاسم الحسن فليحسن أحدكم اسم ولده [2] .

العدل بين الأولاد

العدل من مكارم الأخلاق التي ورد ذكرها في لقرآن الكريم حيث يقول ربنا ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90]. ويقول رسول الله ﷺ: العدل جنة واقية وجنة باقية [3] .

وللعدل عدة صور العدل في الحياة الاجتماعية بين الزوج وزوجته وبين الأولاد والعدل في الحياة المهنية: العدل بين الموظفين وغيرها من الصور.

وتأتي العدالة بين الأولاد من أهم الصور حيث أن التربية على العدل من شأنها أن تنعكس على بقية الجوانب الأخرى ولذا نجد التأكيد على هذا الجانب حيث يقول رسول الله ﷺ: اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يبروكم. وعنه ﷺ: اعدلوا بين أولادكم كما تحبون أن يعدلوا بينكم في البر واللطف. وعنه ﷺ: إن الله تعالى يحب أن تعدلوا بين أولادكم حتى في القبل [4] . ففي أبسط القضايا لابد أن يكون رب الأسرة عادلا.

حق التعليم

إن تعليم الطفل هو حق من حقوقه كإنسان ويجب على الوالدين بذل الجهد في تعليم أولادهم كما ورد عن رسول الله ﷺ: حق الولد على والده أن يعلمه الكتابة والسباحة والرماية وأن لا يرزقه إلا طيبا [5] .

وفي جانب آخر يركز الرسول الأكرم على ضرورة تعليم الطفل للقرآن الكريم فيقول ﷺ: من علم ولدا له القرآن قلده الله قلادة يعجب منها الأولون والآخرون يوم القيامة [6] .

وفي عصرنا الحاضر تتأكد هذه الدعوة من حيث تهيئة البيئة والأدوات المناسبة للتعليم بما يتناسب ومتطلبات العصر كما لا ينبغي التركيز على التعليم التقليدي وإنما يتعدى ذلك للتعليم الإبداعي وتعلم مهارات الحياة ليتخرج جيل من المبدعين المتميزين.

اللاعنف مع الصغار

يشمل العنف ضد الأطفال جميع أشكال العنف ضد الأشخاص دون الثامنة عشرة من العمر وأحد هذه الأشكال ما يطلق عليه بالعنف الوجداني أو النفسي كتقييد تحرّكات الطفل والتوبيخ والسخرية والتهديدات والترهيب والتمييز وغير ذلك من الأشكال غير الجسدية للمعاملة العدائية.

وعند قراءة الروايات الشريفة نجد أنّ الإسلام يحرص بشدّة على رحم الصغار والعطف عليهم، ففي الحديث عن رسول الله ﷺ انّه قال: «ليس منّا من لم يوقّر كبيرنا ويرحم صغيرنا» [7] .

وورد عنه ﷺ - لما قبل الحسن والحسين «عليهما السلام» فقال الأقرع بن حابس: إن لي عشرة من الأولاد ما قبلت واحدا منهم -: ما علي إن نزع الله الرحمة منك! [8] .

[1]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 2 - الصفحة 1364
[2]  المصدر السابق ج 2 - الصفحة 1364
[3]  المصدر السابق ج 3 - الصفحة 1838
[4]  المصدر السابق ج 4 - الصفحة 3673
[5]  المصدر السابق ج 4 - الصفحة 3679
[6]  المصدر السابق ج 3 - الصفحة 2522
[7]  الكافي: ج2 ص165 باب إجلال الكبير ح2
[8]  ميزان الحكمة - محمد الريشهري - ج 4 - الصفحة 3670
كاتب وأخصائي تغذية- القطيف