آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 11:56 م

هرمون الأوكسيتوسين المستخدم بشكل واسع كعلاج للتوحد لم تثبت له أي فائدة

عدنان أحمد الحاجي *

 13 أكتوبر 2021

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 291 لسنة 2021

Hormone Widely Used as an Autism Treatment Shows No Benefit

October 13,2021


الأوكسيتوسين، الهرمون الموجود طبيعيًا ويعمل بمثابة مرسال كيميائي في الدماغ، لم يُظهر أي أمارة على مساعدة الأطفال المشخصين بالتوحد على اكتساب مهارات اجتماعية، وفقًا لدراسة كبيرة على مستوي البلاد نُشرت في مجلة نيو إنغلاند للطب[1]  في 13 أكتوبر 2021.

عل الرغم من أنها مخيبة للآمال لأولئك الذين يأملون في أن الأوكسيتوسين قد يكون مفيدًا للأطفال المشخصين بالتوحد، فإن نتيجة الدراسة هذه التي طال انتظارها تكشف حقيقة هذا الدواء الذي أظهر نتائج متناقضة من دراسات أصغر حجمًا وتفتقد للرصانة.

”كان هناك أمل كبير في أن يكون هذا الدواء ناجعًا“. ”شعرنا جميعًا في فريق الدراسة بخيبة أمل كبيرة، ولكن لا يبدو أن الأوكسيتوسين يغير الفعّاليات الاجتماعيةsocial function «انظر[2]  للمشخصين بالتوحد،“ كما قالت الباحثة الرئيسة والمؤلفة الرئيسة للدراسة لينماري سايكيش Linmarie Sikich، دكتوراه في الطب، الأستاذة المساعدة في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية في كلية الطب بجامعة ديوك Duke.


جزيء الأوكسيتوسين

يُستخدم الأوكسيتوسين عادةً للطلق الاصطناعي «تحريض المخاض / عملية الولادة»، ولكن نظرًا لنشاطه / فعاليته في الدماغ، فقد تمت دراسته كعلاج للتوحد. الشواهد الأدلة كانت متضاربة، حيث أفادت العديد من الدراسات الصغيرة حجمًا إلى أنه يحسّن من الفعاليات الاجتماعية[2] والمهارات المعرفية[3]  لدى بعض الأطفال المشخصين بالتوحد، بينما بينت دراسات أخرى عدم وجود فائدة له.

سايكيش وزملاؤها، بما في ذلك كبير المؤلفين جيرمي ڤينسترا - ڤاندرويل Jeremy Veenstra-VanderWeele، MD، من معهد الطب النفسي لولاية نيويورك وجامعة كولومبيا، صمموا تجربة متعددة المواقع / الأماكن[4]  لتقديم أفضل برهان حتى الآن لمعرفة ما إذا كان الأوكسيتوسين علاجًا آمنًا وفعالًا / ناجعًا للأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد.

سجل فريق البحث 290 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 3 و17 عامًا، مقسمين حسب العمر وشدة أعراض التوحد لديهم. قُسم الأطفال بشكل عشوائي على مجموعات متشابهة ومتساوية الحجم لتلقي الأوكسيتوسين أو دواء وهمي «بلاسيبو» على شكل رذاذ في الأنف يوميًا لفترة 24 أسبوعًا.

هدفت الدراسة إلى معرفة ما إذا كان لخطة العلاج بالأوكسيتوسين تأثير قابلًا للقياس في القدرات الاجتماعية للأطفال بناءً على الفحوصات والتقييمات في بداية التجربة وفي منتصفها وفي نهايتها. قدم كل من الباحثين وأولياء أمور الأطفال تقييمات، مستخدمين أدوات تحليلية مألوفة للتوحد.

على الرغم من أن الأوكسيتوسين كان جيد التحمل[5]  وله آثار / أعراض جانبية قليلة، إلا أنه لم يُظهر أي فائدة كبيرة بين مجموعة الأطفال الذين تناولوه مقارنة بأولئك الذين تناولوا الدواء الوهمي.

”وُسف الأوكسيتوسين كرذاذ في الأنف لآلاف الأطفال المشخصين باضطراب طيف التوحد حتى على قبل أن يختبر بشكل كافٍ،“ كما قالت ڤينسترا - ڤاندرويل ”لحسن الحظ، تُظهر بياناتنا أنه هرمون آمن. ولكن لسوء الحظ، ليس أفضل من العلاج الوهمي حين استخدم يوميًا لعدة أشهر لعلاج التوحد. تفيد هذه النتائج إلى أنه ينبغي للأطباء والعائلات أن يصروا على وجود دليل رصين على سلامة وفائدة العلاجات الجديدة قبل تقديمها للمراجعين في العيادة“.

قالت سيكيش إنه لا توجد دراسة أخرى محتملة في المستقبل على الأوكسيتوسين، بالنظر إلى النتائج السلبية التي حصلنا عليها: ”إجماعنا كباحثين هو أنه لا يوجد دليل في هذه الدراسة الكبيرة يملك من القوة بما فيها الكفاية لتبرير المزيد من الدراسات على الأوكسيتوسين كعلاج محتمل لاضطراب طيف التوحد.“

ساهم في الدراسة 32 باحثًا بما فيهم الباحثتين الرئيسيتين.

مصادر من داخل وخارج النص:

[1] - https://www.nejm.org/doi/full/10,1056/NEJMoa2103583

[2] - الطقوس الاجتماعية هي أحد الأمثلة على الفعاليات الاجتماعية، كما فهمناه من نص ورد على هذا العنوان: http://kolibri.teacherinabox.org.au/modules/en-boundless/www.boundless.com/definition/social-function/index.html

[3] - ”الوظائف / المهارات الإدراكية «Cognitive skills / functions» هي مصطلح يشير إلى قدرة الفرد على معالجة الأفكار التي لا ينبغي أن تستنفد على نطاق واسع في الأصحاء. ويعرف بأنه“ قدرة المرء على القيام بالعديد من الأنشطة الذهنية المرتبطة بشكل وثيق بالتعلم / الاكتساب وحل المشكلات. ساعدنا على تلقي معلومات وطاقة وهي تمثل المهارات الواعية مثل الإدراك الحسي الفائق، الاستبصار والتخاطر الذهني والمعرفة المسبقة والقراءة النفسية والتشخيص النفسي. لدى البشر بشكل عام القدرة على استخدام المهارات الادراكية بمجرد ولادتهم، لذا فإن كل شخص تقريباً قادر على التعلم أو التذكر. ومع ذلك، تُختبر هذه المهارة باستخدام اختبارات مثل معدل الذكاء «IQ»، على الرغم من أن لديها مشاكل مع الدقة والاكتمال. في هذه الاختبارات، سيُسأل الشخص سلسلة من الأسئلة أو أداء مهام، لقياس مهارة معرفية محددة، مثل مستوى الوعي والذاكرة والوعي وحل المشكلات والمهارات الحركية والقدرات التحليلية ومفاهيم أخرى مماثلة. " مقتبس ببعض التصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/مهارات_إدراكية

[4] - ”تطبيق نفس البروتوكول السريري في موقعين أو أكثر من مواقع الدراسة المستقلة عن بعضها حيث تجرى دراسة على التدخلات العلاجية / أو تقييم مخرجات الدراسة السريرية على مشاركين.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.nhlbi.nih.gov/grants-and-training/funding-opportunities/foa-Investigator-Initiated-Multi-Site-Clinical-Trials-FAQ

[5] - https://ar.wikipedia.org/wiki/تحمل_الدواء

المصدر الرئيس

https://corporate.dukehealth.org/news/hormone-widely-used-autism-treatment-shows-no-benefit