آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 7:41 م

روح الأخوة

صالح مكي المرهون

روح الأخوة رباط الأرواح وبساط الأفراح.

العائلة أرواح متناغمة لاتستطيع إلا أن تمضي مجتمعة في ذات الطريق، تتألق بالحب والود والوفاء تسقيها ابتسامات أفراد العائلة.

وإذا ما انحرف احد الأفراد عنه فأنه سيتوجه إلى طريق وعر يصعب عليه أن يجد فيه من يشاركه لحظات لا تنبت إلا إذا سقتها ابتسامات أفراد العائلة.

فتلك الشجرة المسماة بالعائلة والتي تأصلت جذورها فينا منذ كنا صغارًا، كان كل شيئ يكبر كلما كبرت بما فيها روح الأخوة التي لم تبارح طفولتنا تقحم نفسها بين شجاراتنا اللحظية وتقف حاجزًا حتى لايتجاوز معها الخصام سوى بضع دقائق كانت تكسونا فرحًا لنرتدي ضحكاتنا لأجمل ذكريات وعند ما نرتكب جرائمنا البريئة تحرضنا على أن يبرر كل واحد منا خطيئة الأخر.

وحان الوقت كي يمر ربيع العمر علينا فنصبح زهورا قابلة للتمايل مع أي نسيم عابر، ولكننا حين نميل ونخطئ تومئ روح الأخوة لنا مشيرة إلى المكان الصحيح الذي يجب أن نبقى ثابتين فيه وإن تعرضنا لظروف قاسية تدفعنا بذراعيها إلى الخلف تسندنا يكفيها حتى لا نسقط، إنها روح تحكم شد وثاق المودة والحب بين القلوب، فلاتستطيع إلا البقاء في دماء بعضنا ولو باعدت المسافات والخلافات بيننا، لابد من لحظة إلى يوم تصفى فيه القلوب ويرجع ضحكنا فيه معا، أو يوم سقط فيه أحدنا فمد الآخر له يده يساعده على النهوض، لحظة تنعش قلب الأخوة ليعود نبضه من جديد بعد أن صدم بتفاهات الحياة ودخل في غيبوبة خلاف، فتعود الألفة لتطغى على الأرواح من جديد وكأن حادثًا لم يحدث وكأن حديثًا لم يقال، فتلك كانت مجرد قطرات بللت ثياب الأخوة وخربتها قليلاً ثم جفت وغسلها التسامح والتصافح لتعود كما هي من المفترض أن تكون!

اللهم اجمعنا على الحب والمودة والألفة مع عوائلنا انك سميع مجيب.