آخر تحديث: 28 / 3 / 2024م - 7:46 م

في لبنان

زكي بن علوي الشاعر

عشت في جنوب لبنان عامًا؛ بل أكثر من عام.

درست في وطني، وتركت الدراسة، ثم استأنفتها بعد سبع سنوات من الانقطاع.

تخرجت في الجامعة، وقد أصبت بخيبة الأمل والرجاء؛ لأن جامعاتنا لم تكن علىٰ مستوًى عالٍ راقٍ!!

كدت أترك الدراسة في الجامعة، لولا عهد قطعته لسيدتي الوالدة؛ لأنني أنفر من كل ما أقرر أنه مظهر ومنظر، لا يحتويان علىٰ مخبر ذي جوهر!!

وقد أعود إلى الكتابة عن الدراسة النظامية، وأفرغ لها، وأتقدم بمقترحات لوزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي، في وقت آخر.

أعود إلىٰ أيامي الحلوة، وذكرياتي الجميلة في لبنان.

كنت قد هربت من وطني وبلادي الحبيبة؛ فقد كنت - ولا أزال - مصابًا ب «القولون العصبي»، ولم أصبر على الانتظارات الطويلة، والحر الشديد في المحكمة العامة بمحافظة القطيف، وفظاظة بعض القضاة فيها، في تلك الأيام، قبل أن يفرغ لهم ولغيرهم هٰذا الفتى الشجاع، والرجل حق الرجل، من ظهر رجل، من ظهر رجل؛ ذٰلكم هو: سمو سيدي: ولي العهد الأمين.

عشت خارج الوطن الحبيب ثلاث سنوات عجافًا، وتركت عملي «كنت معلمًا»؛ ولٰكني درست في غربتي ما لم أدرسه، في مدرسة، أو جامعة، أو حوزة!!

وعندما وصلت إلىٰ لبنان، حدثت نفسي بالزواج، فتسابق بعض العلماء إلىٰ تزويجي، وكانت المشكلة الوحيدة أن الزواج - حينها - لا يسمح به، إلا بإذن من السفارة السعودية، وكنت أتحاشى الاقتراب من سفارات وطني حينها!!

اللبنانيون - والشيعة منهم - لا يزوجون بناتهم، إلا بعد أن تدرس البنت فكر الخاطب، وخلقه، وطباعه،...

تقدمت إلى امرأة مطلقة، فطلب ذووها أن أقابلها؛ حتىٰ تدرسني دراسة عميقة، في جلسات عديدة، وأنا ابن البيئة التي تعنف من يرفع وجهه، وينظر إلى امرأة.

جلست معها، وقدمت الامتحان الأول، ثم انصرفت، وقد تعلق قلبي بها؛ إذ ما أسرع أن أقع في العشق!! وما أصعب أن أنسىٰ من أعشقها!!

عدت إلىٰ منزلي، وكتبت قصيدة طويلة في تلك المرأة الجميلة المليحة، عرضت فيها لوصف جميع مفاتنها: ما رأيته من وراء المحتشم من الثياب، وما لم أره؛ ولٰكني تخيلته!!

أرسلت القصيدة إلىٰ أخي تلك المرأة، فبعث بها - على الفور - إلىٰ شقيقته، فقرأتها وهتفت بي، فلم أجبها؛ لأنني خشيت أن تشتمني، وتقول لي: قلل الله حياك يا زكيوه!! سود الله وجهك يا أسود الوجه!! يا...!!

وخشيت أن يقتلني إخوتها؛ فأنا غريب، ويا غريب؛ خلك أديب = مؤدب مهذب، وأنا - في نظري - خرجت عن حدود الأدب؛ ولٰكنني لم أضبط نفسي، ولم أستطع التحكم في مشاعري وعاطفتي، ولو قلت لك: لا أزال مراهقًا، حتىٰ يومنا هٰذا، فصدقني!!

وبعد تردد واضطراب وخوف، أجبتها وأنا «أبالع ريقي»، وإذا بها تفاجئني، وتقول: ميغسي يا سيد!! ميغسي ميغسي ميغسي كتيغ كتيغ كتيغ!! هيدا من زوأك!! شعغك كتيغ حلو!! ومشاعغك كتيغ جميلة!!

ولو تغزلت في قطيفية، لـ «فصخت» اللي في «رجولها»، و«عطتني» به علىٰ «راسي».

والسلام عليكم، ورحمة الله وبركاته.