آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

كيف نستفيد من الزواج المحمدي المقدس..؟؟

سلمان أحمد الجزيري

قال تعالى: ﴿يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ الأحزاب «32».

ما أعظم أن نتبع ونلتزم بسنة الحبيب المصطفى ﷺ..في كل أمر من أمور حياتنا الخاصة والعامة.. حيث تمر علينا هذه الأيام ذكرى الزواج المبارك للنبي من السيدة خديجة بنت خويلد.. فقد كان زواجا مثالياً بكل ما للكلمة من معنى من أول يوم بدأ وإلى آخر ما انتهى..!!

وبالطبع هذا مسلم به طالما.. علمنا أن الزواج كان بتخطيط وإعداد إلهي رباني لنبيه الأكرم ولكن أين نحن من ذلك ولماذا لا نستفيد من هذه السيرة ومن هذا المشروع المحمدي في حياتنا الزوجية وغيرها.. وهذا كله يندرج تحت البعد عن السنة النبوية المطهرة التي جاءت لنا بخير الدنيا والآخرة ولكن نحن لم نستفد من ذلك لا من قبل ولا من بعد..؟

وللأسف دائما ما نردد انما مسلمون؟

ولكن أيننا عن الإسلام وتعاليمه الحقة؟

فسيرة المصطفى في هذا الزواج أكثر من رائعة وتحتاج إلى دراسات وليس مقال في كيف تم وكيف انتهى..؟

حيث أن الارتباط الإلهي المقدس فيما بينهما أثر وبشكل واضح في هذا الزواج وبشكل كبير خاصة من ناحية حياة النبي ﷺ الشخصية ودوره الرسالي..

وأن الشيء المهم فيه هذا الزواج.. كان يصب في مصلحة الرسالة وتحقيق أهدافها فقد اتسم الحبيب بصدق الحديث وأداء الأمانة وحسن الخلق.. وهي من أهم الركائز لكل إنسان على وجه هذه الأرض وهذا مايفتقده الكثير من المسلمين خاصة في هذه الأيام والذي قل فيه صدق الحديث وانتشر فيه سوء الخلق..؟

وأصبحت حياتنا تحمل صورة إسلامية وليست التزام ديني حقيقي..

ولذلك تجد هذا واضحا في حياتنا الزوجية والتي ظهر فيها سوء الظن وعدم احترام الطرف الآخر.. وكثر الانفصال والطلاق والقادم أسوء طالما نحن في بعد عنها.

بيننا كانت حياة نبينا الأكرم مع السيدة خديجة مليئة بالحب والإخلاص والتفاني من كل طرف للآخر..

فقد قال في حقها مقولة عظيمة:

«آمنت بى حين كفر بى الناس.... وصدقتنى حين كذبنى الناس.. وواستنى حين حرمنى الناس.. ورزقنى الله منها الولد».. وفي حديث آخر بشر جبرائيل النبي من الله تعالى «أن لها بيتاً في الجنة».

وهناك نقاط ينبغي على كل متزوج الانتباه لها جيدا لكي يتحقق له النجاح والاستقرار في حياته الزوجية..

1 - حسن اختيار الشريك كما اختارت السيدة خديجة رسول الله فأحسنت الاختيار

ثم التفاني في محبة الزوج والتضحية له كما قامت به سيدتنا خديجة.

2 - الجميع يعلم أن النبي الأكرم أشرف وأفضل الخلق إلا أنه لم ينظر لهذا الامر ابداً تجاه الآخرين ولم يتغير عليهم لا قبل ولا بعد النبوة..

بل كان يعاملها معاملة خاصة نظرا لفضلها العظيم في دعم ونشر الرسالة وكثير ما كان يشير لمكانتها ومنزلتها.

3 - لم يروي التاريخ ولو موقف واحد سلبي صدر منها تجاه النبي وهذا يدل على علو إيمانها والتزامها خاصة أنها أول من آمن من النساء.

4 - عندما لم تنجب له إلا «السيدة فاطمة» وهي بنت لم يبدي أي منهما تضجر أو تحسر بل كان النبي كثير المديح لها وأوصى كثيرا بالبنات.

5 - مشاركة الزوج في همومه وفي أحلك ظروفه؟ هكذا كانت حتى إذا دخل عليها نسي كل تلك الآلام والمحن التي يعانيها من قريش.

- ولم ينسى لها مواقفها العظيمة.. فقد كان كثير الإشادة بها حتى قال «قام الإسلام على مال خديجة».. بينما لاحظ بعضنا ما يصنع مع شريكه سواء الزوج أو الزوجة؟

وعند حصول أي أمر سلبي لا تجد إلا الاستياء من الطرفين وقليل من يصبر ويرضى على الآخر لمجرد حصوله حتى لو كان هذا عارض أو طاريء فالكثير منا لا يعذر الآخر..؟

- وهي دروس عظيمة ينبغي لكل مسلم.. أن يجعلها النموذج الذي يحتذي به في كل حركة وسكنة في حياته.. بينما مانرى ونشاهد غير ذلك تماما ثم نتشدق ونفتخر بأننا مسلمون نقرأ سيرة المصطفى ولكننا نحن بعيدين عنها ولا نطبق شيء مما جاء فيها..

ولاشك أن رب العالمين سوف يحاسبنا على هجر وترك القرآن وترك هذه السيرة المطهرة والبعد عن هدي وسنة نبيه المصطفى.

والسلام خير ختام.