آخر تحديث: 29 / 4 / 2024م - 1:36 م

رحل سعيد فبهت العيد

يسرى الزاير

اقل من سنتين بقليل هو الزمن الفاصل بين رحيل الحنونة نعوم ورحيل الحنون سعيد.

مقالتي اليوم ليس كما المعتاد مني…

فلا تعميم ولا حيادية ولا حتى تواضع، أنا اليوم اجنح نحو التباهي.

اعمل بعكس مقولة ليس الفتى من قال ذاك ابي ان الفتى من قال ها أنذا.

فأقول أنا الفتاة التي تقول لولا أبي لم أكن أنا ذا ولولا أبي لم يكن ابن عمي ذا خصوصاً وجميع عائلتي الزاير عموماً ولسوف اعرج لما هذا القول مني بأخر المقالة.

باختصار اليوم اكسر قيود اللباقة والتواضع وانتفش كطاووس واقول الرجال تصنع للعائلة اصل وفصل، حسب ونسب، تحمل أجيالها مسؤولية الحفاظ على مكتسباتها الشرفية الأخلاقية.

قال الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [الحجرات: 11.

عن الدعوة إلى حسن الخلق…

قول الله تعالى في سورة آل عمران: ﴿وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ.

قول الله تعالى في سورة البقرة عن القول الحسن: ﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا.

قول الله تعالى في سورة فصلت: ﴿وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ.

صدق الله العلي العظيم.

خلاصة القصد:

لقد جمع فقيدنا الغالي سعيد من كل تلك الصفات الحسنة والأخلاق الكريمة حتى صار كما باقة الورد أينما حل فاح عبيره وابتسمت الحياة من حوله.

أما بعد فأقول:

حثنا الله تعالى على اجتناب المعاصي والتنابز بالألقاب والغرور وسوء الخلق…. الخ

ايضاً حثنا على توارث الاخلاق الحميدة واشاعة الفضيلة والمحبة والتسامح والتعاون والإيثار وكل ما إلى ذلك من أخلاقيات وسلوكيات تسهم في بناء لحمة الأسرة والمجتمع والتآلف بين الناس.

في هذه المقالة المرتبكة التي تطغى عليها لغة العاطفة والانحياز…

أحدثكم وأعرف مسبقا اني لن اجيد ولن أوفي ولو القليل القليل لما يستحقه مقام فقيدنا الغالي، الوفي، الكريم، الحنون، المتواضع، الخلوق، المحب، الشهم، المحترم جداً…..ابو وسيم.

سعيد محمد حسين محمد جواد الزاير

ابن عمي لأبي وابن عمي وخالتي لأمي.

تفضل سماحة الشيخ حسن الصفار مشكوراً اليوم في خطبة الجمعة بذكر بعض من ملامح شخصية فقيدنا ومالها من وقع إيجابي على نفوس الناس واشاعة روح المحبة والسعادة في المجتمع.

هنيئاً لفقيدنا هذا الذكر الجميل في خطبة الجمعة المباركة.

وهنيئاً لنا جميعاً شرف صلة الرحم والدم معه.

أما أنا سوف أسمح لنفسي أن اخذكم بجولة في أنحاء الجمال لرجل المحبة والحنان والسلام.

قبل ذلك دعوني اخبركم ماذا يعني ابناء عمي لي بشكل خاص ولجميع بنات العائلة عموماً. لمن تسمح لي النيابة عنها منهن.

إن أحببتم تباهي فلكم ذلك، وإلا الحقيقة إنني اصبوا لتذكير جميع افراد عائلتي الاحتفاظ بهذه العلاقات المميزة بيننا ونقلها لابناءنا.

كما ليت تكون لدينا كمجتمع صحوة تجاه العلاقات الأسرية والعائلية والاجتماعية البناءة.

من هو سعيد أبو وسيم: هو العقيد متقاعد في حرس الحدود السعودي.

ذاك العسكري الذي عمل لحين تقاعده في أشرف المهن واكثر المواقع أهمية وحساسية بخدمة الوطن.

سعيد هو ذو الهيبة والشموخ بالبدلة العسكرية.

وبالزي الشعبي البسيط هو خادماً للحسين وصديقاً ومحباً للجميع.

رجل عسكري بمعنى الكلمة أمام الواجب، قوة وحزم، مهابة وسمو.

أما خارج العمل فهو منتهى الرقة والحنان.

هو ابتسامة رسمت على ثغر الصغير والكبير.

هو بحق انسان قل نظيره ويكفي أن نشاهد رجل تجانست فيه قوة شخصية العسكري مع حنان يفوق حنان الأمهات.

لا أبالغ إن أخبرتكم أنه حين تراه بصحبة أطفال العائلة لن تفرق من منهم أبناؤه ومن هم أقرباؤه.

صور لا تمحى من الذاكرة لكم بعضاً من فيض.

كنا اطفال بنات واولاد يشحن سيارته ويجوب بنا في الأنحاء داخل البلد وخارجها.

لا ادري

كيف كانت سيارته السيدان تحمل هذا العدد الكبير من الأنفس كبار واطفال.

اما ان كانت السيارة بيك اب حدث ولا حرج الحارة كلها في الغمارة.

أينما كان سعيد كان السعد والفرح.

حقيقة حنانه منقطع النظير..أخذ حنانه من الله يرحمها امه وصحيح ان خالتي حنانها فياض وعلى الجميع، انما ان يكون رجل وعسكري بهذا القدر الغزير من الحنان لهو أمر مختلف.

كما أخذ من صفات المرحوم عمي محمد حسين الصدر الواسع والروح الحانية، أما الشيء المميز جداً بعلاقتهما كأب وأبن من وجهة نظري البحتة ان عمي رحمه الله كان يحترم ابنه جداً بشكل ملفت هذه الفكرة راودتني الان وانا اكتب المقال فابتسمت لأنه فعلاً تذكرت كيف كان يعامل سعيد غير الكل.

غير هذا وذاك كان رحمه الله له اسلوب مميز جداً وهو الذي جعلنا لا نشعر بأنه يمرض أو يتقدم في السن فقد ظل في نظرنا سعيد ابو وسيم صاحب الشيمة والبشاشة والنشاط والحيوية.

وبالطبع كانت معاملته للبنات تختلف عن الاولاد فدوماً للبنات معاملة خاصة تليق بهن اما الاولاد معظمهم تعلموا السباحة على يديه.

مناسباتنا افراحنا وحتى احزاننا كانت لفتاته وكرمه تضفي عليها رونقاً خاصاً مميزاً وذكريات لا تمحى.

سعيد حتى زوجته فوزية أبو السعود حفظها الله وجبر مصابها، صبغها بملامحه وصفاته، نعم نرها لا تكل ولا تمل

من خدمة الحسين والتفاني في خدمة زوجها وتربية اطفالها وايضاً احبت عائلته وتجانست معهم كما هو تماماً حتى بتنا نشعر أنها واحدة من العائلة لا زوجة أحد رجالها.

وهذا بحد ذاته واحدة من مميزات المرحوم فكم من الرجال الذي يجعل من زوجته أحد أركان كيانه بكل ما تعنيه الكلمة من معنى حيث ارتبطت صورتهما معاً في مخيلتنا.

ساعد الله قلبك وألهمك الصبر والسلوان ام وسيم.

سعيد:

معلم حكيم، ترك وراءه حياة مليئة بالمثل والأخلاق لمن أراد أن يمتثل ويقتدي ويغير ويبدل من نفسه.

هو قدوة تذكرنا بكيف يجب أن نعيش بين الناس وكيف يليق بنا أن نموت.

كانت هداياه مميزة جداً لجميع الاعمار.

العاب للصغار..الأكبر كتاب تعليم الصلاة، وكذا تتدرج الهدايا إلى احجبة واكسسوارات وسبح وادعية و…..لكل مناسبة هديتها ولكل عمر وجنس ما يليق به.

الحديث عن مناقب الراحل الحي بقلوبنا ابداً لا تنتهي، لذا سوف اعود لنقطة البداية اختم بها….

عندما اقول يحق لي كما لكل الناس ان نقول ذاك أبي….

اقصد لابد لنا من التمييز بين الاكتفاء والاقتداء.

فلا يكفي المرء كون من كان أباه بل عليه الاقتداء بما كان عليه أباه.

فطبيعي ان يفخر الشخص بابوه ويعتز ويقتدي به.

إنما نادراً في هذا الزمن ان يفخر الشخص ويتباهى بابن عمه.

العائلة نعمة كبيرة والحفاظ على قيمتها مسئولية أكبر هذا باختصار شديد.

بهذه المناسبة الحزينة لفقد قلب العائلة النابض حب وعطاء، زينة اعياد القطيف، حلوياتها ولعبها…. الدمعة الحسينية الساكبة، رفيق المساجد والعتبات المقدسة، الابن البار والوالد المربي الفاضل السمح، الفخر والاعتزاز، الأخ العضيد الكبير الداعم، الوفي الحاتمي الخصال.

ابن العم، الصديق، الرؤف، السند، عبقري الوصال.

احر التعازي أخص بها اسرته واخوانه واختاه ووالدتي ووالدي وجميع أفراد عائلتي الحبيبة وعموم محبيه.

الفاتحة لروحه وأرواح جميع امواتنا واموات المؤمنين.

عظم الله اجوركم عائلتي الحبيبة وحفظكم الله ورعاكم.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 6
1
أم حسن
[ القطيف ]: 6 / 11 / 2021م - 3:10 م
إن من نعمة الأبوة التي هي الأعلى..
أن يصنع الله رجالا آباء في المجتمع ولكل منهم بصمة..
حتى اليتيم...بفضل الله وكرامة لأبيه.. يضع في طريقه الأخيار..
عندما يكتب الشخص عن شخص آخر ..يظنون أنك لا تذكر أباك
بل هو العكس
هذه نعمة من أبيك لك أولا..تربيتك وقلمك....وجود أمثال سعيد..

رحمه الله..
لا فض قلمك المميز عزيزتي يسرى.
2
عيسى العيد
[ تاروت ]: 6 / 11 / 2021م - 4:40 م
مقال جميل يحكي عن صفات ابو وسيم داخل عائلته لكن اضيف اني رأيته بام عيني يتعامل مع من هم خارج عائلته بنفس الحنية والابوة.
فقد ابو وسيم خسارة لكن ذكراه خالدة في اولاده ومحبيه
3
ابومحمد القطيفي
[ القطيف ]: 7 / 11 / 2021م - 12:06 ص
مقال جميل ، ورسم لهذه الشخصية المتميزة وإن ذهبت يبقى أثرها حاضراً بالنفوس ، لم نستغرب
صفة الكرم في الحاج سعيد فهو من عشيرة كبيرة وعريقة من القطيف عرفت بالكرم والضيافة لكل من حظي بمعاشرتهم والتعرف عليهم ، رحمك الله يا حاج سعيد ولعشيرة الزاير الكريمة التعازي برحيلك
4
يسرى الزاير
[ القطيف ]: 8 / 11 / 2021م - 2:39 م

الغالية دكتورة/ ام حسن
توارد الخواطر بيننا كبير وهذا بحد ذاته دعم واضافة للنفس قبل الكلمة…
رحم الله جميع من رحلوا عنا وتركوا الاثر الجميل بحياتنا ونفسياتنا ورحم الله المؤمنين اجمعين.
حفظكم الله ووفقكم الى كل خير.
5
يسرى الزاير
[ القطيف ]: 8 / 11 / 2021م - 2:42 م
عيسى العيد
من طيبكم واصلكم…ما عليكم زود الجميع خير وبركة
والله يجعلنا جميعاً من الساعين للخير واسعاد الغير..
رحمه الله وجميع امواتنا وامواتكم والمؤمنين.
الله يحفظكم ويطول اعماركم.
6
يسرى الزاير
[ القطيف ]: 8 / 11 / 2021م - 2:46 م
ابو محمد القطيفي
الله يحفظكم ويطول اعماركم ويرحم امواتنا وامواتكم واموات المؤمنين
جزاكم الله خير الجزاء
كلماتي قليلة في حق المرحوم ابو وسيم وكلماتكم وثنائكم لهو من طيبكم واصلكم وبعض ما عندكم.