آخر تحديث: 20 / 4 / 2024م - 4:24 م

قد تؤدي بعض السلوكيات الشائعة في مرحلة الطفولة إلى اضطرابات القلق

عدنان أحمد الحاجي *

قد تؤدي بعض السلوكيات الشائعة في مرحلة الطفولة إلى اضطرابات القلق في وقت لاحق من العمر - دراسة

29 سبتمبر 2021

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 306 لسنة 2021

Some common childhood behaviours may lead to anxiety disorders in later life - study

29 September 2021

ساعد بحث جديد من جامعة أوتاغو النيوزلندية في التعرف على أي من سلوكيات الأطفال المعينة قد تزيد من احتمالية ظهور اضطرابات القلق في مرحلة البلوغ وفي المقابل، أي من هذه السلوكيات قد لا تسبب همًَا للوالدين وبقية أفراد الأسرة وخبراء مرحلة الطفولة.

استخدمت الدراسة، التي نُشرت في المجلة الطبية الدولية المرموقة: الطب السيكولوجي Psychological Medicine «انظر [1] ، بيانات من دراسة صحة ونماء مدينة كرايسشرش Christchurch النيوزلندية «CHDS» المشهورة عالميًا في جامعة أوتاغو Otago، وهي دراسة طولية لمواليد أتراب [أي مولودون في نفس الفترة من السنة] مكونة من 1265 طفلًا ولدوا في مدينة كرايستشيرش [يطلق عليها باللغة الماورية لسكان نيوزلندا الأصليين: مدينة أوتاوتاهي Ōtautahi] على مدى أربعة أشهر في عام 1977.

البحث الذي أجراه ناثان مونك Nathan Monk طالب الدكتوراه حينئذ في جامعة أوتاغو في مدينة كرايستشيرش، تتبع 15 سلوكًا من سلوكيات القلق الشائعة بين مجموعة أتراب CDHS من سن السابعة إلى التاسعة، وقارن النتائج بمجرد مقابلتهم وتقييمهم على مدى الفترة الزمنية. المجموعة التي خضعت للدراسة الآن في منتصف الأربعينيات من عمرهم.

”لقد أثبتت الأبحاث الدولية السابقة بالفعل وجود صلة بين سلوكيات القلق لدى الأطفال واضطرابات القلق اللاحقة «راجع قائمة لأنواع من اضطرابات القلق الرئيسة في [2] ، ولكن ليس بهذا المستوى من التفاصيل التي تناولته دراستنا،“ كما يقول مونك. ”هذه الدراسة جديدة من حيث أنها تتيح لنا فرصة التعرف على أي السلوكيات من سلوكيات مرحلة الطفولة المعينة هي الأكثر تأثيرًا.“

وجد مونك وزملاؤه أن العديد من السلوكيات التي لوحظت في مرحلة الطفولة - بما في ذلك نزعة الطفل إلى البكاء بسهولة وفي كثير من الأحيان، ميله إلى القيام بعمل أشياء بمفرده وكذلك ظهوره دائمًا حزينًا وبائسًا - كلها تنطوي على احتمالات متزايدة للإصابة باضطرابات قلق في مرحلة المراهقة والبلوغ[2] .

في المقابل، سلوكيات أخرى، كالخجل من أطفال آخرين والخضوع submissive لصاحب سلطة ما أو الخوف منه والخوف من الناس بشكل عام، لا تنطوي على احتمالات مرتفعة لظهور اضطرابات القلق عندما يكبر.

”ما وجدناه بشكل أساسي هو أن سلوكيات القلق لدى الأطفال المقترنة بالعزلة الاجتماعية[3]  والحزن يبدو أنها تنطوي على احتمال الإصابة باضطراب القلق في وقت لاحق من العمر،“ كما يقول مونك. ”في المقابل، السلوكيات المتعلقة بالخوف من حالات محددة situational fears «انظر[4]  والقلق في مرحلة البلوغ لا يبدو أنها تحمل نفس احتمالات الإصابة باضطراب القلق.“

سابقًا تعرفت بيانات دراسة CHDS على معدلات عالية بشكل مثير للدهشة للاصابة باضطراب القلق بين مجموعة الأتراب التي خضعت للدراسة، مما يسلط الضوء على أهمية التعرف على عوامل احتمال الاصابة باضطراب القلق المبكرة - خاصة بين الفتيات. ما يقرب من نصف الإناث «49٪» في الدراسة انطبقت عليهن المعايير التشخيصية للاصابة باضطراب القلق خلال فترة المراهقة «14-21 عامًا»، وانخفض هذا المعدل بشكل طفيف فقط إلى 48٪ خلال فترة الرشد «21-40 عامًا». كما وجد أن الذكور تنطبق عليهم معايير الاصابة باضطرابات القلق بمعدلات عالية، حيث تم تشخيص ما يزيد قليلاً عن ربع «27 في المائة» خلال فترة المراهقة بهذه الاضطرابات، وارتفعت هذه النسبة إلى 31 في المائة في مرحلة الرشد.

”هذا البحث يعزز أهمية التطوير الفعال للمهارات والمهارات الاجتماعية في إدارة الانفعالات emotions، لا سيما في الأيام الألف الأولى من حياة الطفل حيث يلعب الوالدان وبقية أفراد الأسرة دورًا رئيسًا“، كما يقول الطبيب النفسي للأطفال والمراهقين بجامعة كانتربيري، والاستاذ المساعد في جامعة أوتاغو في مدينة كرايستشيرش الدكتور كات دونوفان Kat Donovan.

“كل الأطفال «التمريكي tamariki باللغة الماورية» يعانون من القلق في مرحلة معينة ولكنه يسبب همًا فقط عندما يربك / يعطل نموهم / تطورهم ويقلل من فرص الاكتساب التعليمي والعاطفي. هذه النتائج تدعم أساليب العلاج التدخلي interventional treatment المبكر الحالية التي نستخدمها حاليًا مثل العلاج السلوكي المعرفي[5]  والذي يعرف اختصارًا ب CBT وتنمية الوعي بالشعور[6]  للطفل وتشجيع الممارسات التي تعرضهم لما يثير مخاوفهم وهمهم ".

يشدد ناثان مونك على توخي الحذر في تفسير النتائج التي توصل إليها لأنها من بين النتائج الأولى من نوعها، مما يتطلب تكرار التجارب في أوساط مجموعات أتراب أخرى قبل التمكن من المبالغة في تأويل نتائجها.

"الاضطرابات العقلية معقدة بشكل لا يصدق وتنشأ من عمليات لم نفهمها جيدًا حتى الآن. كل شخص فريد من نوعه، ولأن بعض سلوكيات مرحلة الطفولة تتنبأ بمشكلات القلق لاحقًا عندما يكبر الشخص، فإن هذا بالتأكيد لا ينطبق على كل طفل.

”نتائجنا تعتبر وحدة واحدة من النتائج التي تفيد بأن بعض السلوكيات المعينة التي تنطوي علي احتمالات مبكرة للاصابة باضطرابات القلق والتي قد تكون أكثر فائدة لصالح التركيز على التدخلات الوقائية. إذا كان الباحثون الآخرون قادرين على تكرارها في مجموعات أخرى من الناس، فقد نبدأ في رؤية المزيد من الدفع تجاه ذلك. لدينا بعض أساليب النمذجة الإحصائية الجديدة الرائعة المتاحة التي تسمح لنا بإجراء مثل هذه الدراسة، لذلك أنا متأكد من أننا سنواصل اكتساب المزيد من المعرفة في هذا المجال المثير للاهتمام والمهم“.

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/34425926/

[2] - أنواع اضطرابات القلق الرئيسة مستقاة من نص ورد علي هذا الرابط وشرحت بنوع من التفصيل في الفقرات: أ إلى ه

https://www.hhs.gov/answers/mental-health-and-substance-abuse/what-are-the-five-major-types-of-anxiety-disorders/index.html

أ - اضطراب القلق العام أو اضطراب القلق المعمم «Generalized Anxiety Disorder» اختصارا «GAD» هو اضطراب قلق يتميز بأنه مفرط، ولا يمكن السيطرة عليه وغالباً ما يكون غير عقلاني، ويكون بسبب توقعات يومية حول الأحداث والأنشطة. غالباً ما يتداخل هذا القلق المفرط مع الأداء اليومي، حيث أن الأفراد الذين لديهم هذا المرض عادة ما يتوقعون كارثة، وهم قلقون أكثر من اللازم بشأن المسائل اليومية مثل القضايا الصحية والمال والموت، والمشاكل الأسرية ومشاكل الصداقة ومشاكل العلاقات بين أصدقائهم وصعوبات العمل. " مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_القلق_العام

ب - ”اضْطِرَابُ الوَسْوَاسِ القَهْرِيُ «أو اختصاراً الوسواس القهري» هو اضطراب نفسي يشعر فيه المصاب أنّ فكرة معيّنة تلازمه دائماً وتحتلّ جزءاً من الوعي والشعور لديه وذلك بشكلٍ قهري، أي أنّه لا يستطيع التخلّص أو الانفكاك منها، مثل الحاجة إلى تفقّد الأشياء بشكل مستمر، أو ممارسة عادات وطقوس بشكل متكرّر، أو أن تسيطر فكرة ما على الذهن بشكل لا يمكن التفكير بغيرها. كما يُعرّفُ الوسواسُ القهري بأنّه فِكْرٌ متسلّط وسلوك جبري يظهر بتكرار لدى الفرد ويلازمه ويستحوذ عليه ولا يستطيع مقاومته، رغم وعيه بغرابته وعدم فائدته، ويشعر بالقلق والتوتر إذا قاوم ما توسوس به نفسه، ويشعر بإلحاح داخلي للقيام به.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_وسواسي_قهري

ج - ”اضطراب الهلع هو أحد اضطرابات القلقالشائعة جدًا، والتي يجهلها كثير من الناس حتى الأطباء في التخصصات الأخرى. ويظهر الهلع على شكل نوبات من الأعراض الجسمية المفاجئة المصحوبة بالخوف الشديد من الموت أو فقدان الوعي أو العقل.،“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_الهلع

د - ”اضطراب الكرب التالي للصدمة أو اضطراب ما بعد الصدمة يسمى أحيانا اضطراب الكرب التالي للرضح «يرمز له اختصاراً PTSD من Posttraumatic stress disorder» هو نوع من أنواع المرض النفسي حسب النظام العالمي للتصنيف الطبي للأمراض والمشاكل المتعلقة بها. يسبق اضطراب ما بعد الصدمة استنادا إلى تعريف الاضطراب، حادثًا واحدًا أو عدة حوادث كارثية أو تهديدات استثنائية.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_الكرب_التالي_للصدمة_النفسية

ه - ”اضطراب القلق الاجتماعي «SAD» «أو الرهاب الاجتماعي» هو نوع من الاضطرابات التي تحدث للفرد عندما يتعرض للحديث لأول مرة أو حتى بعد فترة من معرفة اشخاص جدد لا يعرفهم فيشعر بالخوف والتوتر الزائدين، وفي المواقف التي يشعر فيها الشخص أنه تحت المجهر أو داخل حلقة التركيز وأن الكل ينظر إليه، فيخاف أن يظهر عليه الخجل أو الخوف أو أن يخطيء أو يتلعثم مما يؤدي به للارتجاف والخفقان وضيق التنفس وجفاف الحلق والتعرق... الخ..“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/اضطراب_القلق_الاجتماعي

[3] - ”العزلة الاجتماعية تشير إلى الغياب التام أو شبه التام للتواصل مع المجتمع، وذلك بين الكائنات الاجتماعية. وغالبًا ما تكون العزلة لا إرادية، مما يميزها عن الميول أو الأفعال الانعزالية التي يقوم بها الشخص متعمدًا، تعددت أسماؤها ولكن المظاهر واحدة. وهي لا تشبه الوحدة المتصلة في غياب التواصل المؤقت مع البشر الآخرين. ويمكن أن تمثل العزلة الاجتماعية مشكلة لأي شخص مهما كان عمره، فقد تظهر في كل فئة عمرية ويحتمل أن ينشأ عن مشاعر الوحدة والخوف من الآخرين أو تقدير الذات وانخفاض تقدير الذات وتقدير الذات السلبي والتعرض لأضرار نفسية حادة..“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/عزلة_اجتماعية

[4] - ”تعتبر حالات الرهاب المحدد من بين اضطرابات القلق الأكثر شيوعًا، ولا تحتاج جميع حالات الرهاب إلى العلاج. ولكن إذا أثرت حالات الرهاب المحدد في حياتك اليومية، تتوفر العديد من العلاجات التي يمكنها مساعدتك في التعامل مع مخاوفك والتغلب عليها — في كثير من الأحيان بشكل دائم. ينطوي الرهاب المحددعلى خوف شديد ومستمر من كائن أو وضع معين لا يتناسب مع الخطر الفعلي. هناك أنواع عديدة من الرهاب، وليس من غير المعتاد التعرض لرهاب محدد من أكثر من كائن أو وضع واحد. يمكن أن تحدث أنواع معينة من الرهاب مع أنواع أخرى من اضطرابات القلق ومنها.. حالات الرهاب المحددة هي الخوف من الحيوانات أو الحشرات، مثل الكلاب أو العناكب والطبيعة، مثل العواصف الرعدية أو المرتفعات“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.mayoclinic.org/ar/diseases-conditions/specific-phobias/symptoms-causes/syc-20355156

[5] - ”العلاج المعرفي السلوكي «Cognitive behavioral therapy» اختصارًا «CBT» هو تدخل نفسي اجتماعي يهدف إلى تحسين الصحة العقلية. يركز العلاج المعرفي السلوكي على تحدي وتغيير التشوهات المعرفية غير المفيدة «مثل الأفكار والمعتقدات والمواقف» والسلوكيات، وتحسين التنظيم العاطفي وتطوير استراتيجيات المواجهة الشخصية التي تستهدف حل المشكلات الحالية. في الأصل، صُمم لعلاج الاكتئاب، ولكن وُسعت استخداماته لتشمل علاج عدد من حالات الصحة العقلية، بما في ذلك القلق. يشمل العلاج المعرفي السلوكي عددًا من العلاجات النفسية المعرفية أو السلوكية التي تعالج أمراض نفسية محددة باستخدام تقنيات واستراتيجيات قائمة على الأدلة..الخ.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان

https://ar.wikipedia.org/wiki/علاج_معرفي_سلوكي

[6] - ”المستوى الأول من الوعي بالشعور «ادراك الشعور او الدراية به emotional awareness» هو معرفة متى تكون المشاعر حاضرة في أنفسنا. ونصبح“ واعين ”بالشعور عندما نفكر فيه لأول مرة أو ندرك أننا نشعر بشيء ما في تلك اللحظة. مثال: قد نشعر بنفاذ صبرنا ونبدأ في النقر بأصابعنا. لكننا في البداية لا ندري أننا ننقر بأصابعنا. ثم قد نلاحظ أننا ننقر بأصابعنا وقد ندرك أيضًا أننا نشعر بنفاذ صبرنا. قد نقول لأنفسنا أيضًا،“ لا أصدق كم علي أن انتظر ”. عندها قد ندرك أننا نشعر بإننا نصدر أحكامًا من خلال الحكم على مدة“ الانتظار. " ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.envisionunlimited.org/sites/default/files/2020-04/Emotional%20Awareness.pdf

المصدر الأساس

https://www.otago.ac.nz/news/news/otago833202.html