آخر تحديث: 19 / 4 / 2024م - 1:33 ص

اَلِلشَّقاءِ وَلَدَتْني اُمّي، اَمْ لِلْعَناءِ رَبَّتْني،... مناجاة الخائفين

المهندس أمير الصالح *

عدد ليس بالقليل من أبناء الجيل الجديد، Z، مُتعلقون أحلام الثراء السريع كما هم مُتعلقون بوجبات الأكل السريعة والألعاب الرقمية العنيفة والأفلام السينمائية المثيرة. فترى ونرى عدد ليس بالقليل من المراهقين يؤمنون إيمانا شبه قطعي بصحة كل ما يرد في فضاء النت واليوتيوب والانستغرام والسناب شات والتك توك من إعلانات عن أساليب سهلة لجني مداخيل مالية عالية دونما أي جهد! وهذه الإعلانات استدعت مني عقد بحث مبسط في الموضوع لإيجاد أجوبة مقنعة. ومن وجهة نظري يحتاج هذا الموضوع إلى تدارس مُعمق من قبل أطراف رسمية وأهلية مختلفة، وعقد ندوات مكثفة ومكاشفة وتنبيه للشباب قبل أن يُستدرج بعض شباب وطننا وينتهي بهم المطاف كضحية لبعض فخاخ أهل الإغواء المالي والجسدي والإجرامي.

شخصيا كلما تصفحت تطبيق اليوتيوب والانستغرام والسناب شات، تنهال علي دعايات مُغرية تروج لإمكانية حصد أموال جيدة بشكل شهري والمتصفح جالس على كنب منزله! وذاك حسب إدعاء الإعلان! بحثت عن تعليل صادق وناهض لبعض تلكم الدعايات وحقيقة تجارب بعض الشعوب الأخرى في هذا المضمار. وقفت على جواب جزئي لا يتعلق بالإعلانات الآنفة ولكن يتعلق بإعلانات لشركات تعمل من بُعد وتهتم باستقطاب المهندسين المحترفين والمحللين الماليين والكتاب المبدعين وأصحاب مهارات الرسم على تطبيق الأوتوكاد ممن لديهم خبرة في الهندسة وإنجاز دراسات جدوى اقتصادية وإجراء رسومات هندسية وبرمجيات. وأما ما يتعلق بالإعلانات الواردة في السناب والانستغرام عن حصاد مالي بشكل دوري دونما جهد والمدغدغ لأحلام الصغار والمراهقين، فإني صرفت جهد حتى وقفت على جواب أيضا جزئي للتساؤل وقد لا يمثل كل الحقيقة إلا أني أؤمن بأن هناك روايات عدة لذات الموضوع من أطراف عدة تستحق الوقوف عندها مطولا.

وجدت في قناة يوتيوب تحمل اسم vice وتنشر عدة أفلام وثائقية استقصائية تحقق في مواضيع الجريمة وصغار السن والتطبيقات الاجتماعية والتضليل للأدمغة وغسيل الأموال. وقد صُعقت من كمية الأموال التي يمررها أهل السوء وأهل الجريمة عبر استغفال المراهقين الأبرياء بمسميات التجارة والربح المريح والسريع. وأصبح واضحا بعد مشاهدة عدة مقاطع فيديو في اليوتيوب أن هناك أطراف مجرمة وغير أخلاقية تستغل حاجة المراهقين الحالمين بالثراء السريع في تمرير عمليات غسيل أموالها عبر استدراج المراهقين في العمل لديها كمستقبل للأموال ومُعيد إرسالها من خلال استخدام حسابهم البنكي. في مقابل ذلك يصرفون مكافأة مالية للمنخرطين بنسبة معينة من الأموال الممررة عبر حساباتهم البنكية. وهذه تعد جريمة أو مساعدة على الجريمة ولها عقوبات مغلظة في معظم دول العالم. ولمن يود الاطلاع عن مصدر المعلومات تلك يمكنه مشاهدة كامل الفيديو كما ورد من المصدر:

وكما أورد صاحب كتاب ”trading life“ ومؤلف كتاب blood، gun and money، يجب أخذ كامل الحيطة والحذر من أساليب المجرمين والخبثاء والخبيثات في اختراق عامة الناس لاستغلالهم حاجة الناس للعمل والمال. ولكون الكثير من المراهقين يستنزفون جل أوقاتهم على السناب شات والانستغرام وددت أن أنوه للعلم والإحاطة والتنبيه. أكتب هذه الأسطر وأنا أدعو الله بأن يحفظ الشباب والفتيات ممن ولجوا سوق العمل حديثا وأن يكونوا حذرين من أي استغلال أو استغفال. وكلي أمل أن يصغي أبناء وطننا الحبيب لنصائح والديهم والمحبين لهم ويحذروا من استدراج أشرار قومهم والأقوام الآخرين والشياطين. فإن من يقع في حبال أولئك الشياطين وينهون مستقبله سيكون وضعه عند انكشاف واقعه مصداق لسان حال هذا المقطع من الدعاء ”اَلِلشَّقاءِ وَلَدَتْني اُمّي، اَمْ لِلْعَناءِرَبَّتْني فياليتها لم تلدني“.

وختاما، كم من الجميل أن يتصدر الأب حماية أبنائه من حبائل الشياطين. وكم من الجيد أن ينبه المطلعين من أبناء المجتمع الغافلين والغافلات قبل فوات الأوان. الحالمون بالثراء السريع كُثر وأهل القناعة هم الأكثر نجاة.