آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:00 م

لماذا يتبنى البشر الطقوس؟

عدنان أحمد الحاجي *

لماذا يتبنى البشر الطقوس؟ قد تكون الأمراض والاخطار سببًا لهذه السلوكيات.
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 323 لسنة 2021

?Why do humans embrace rituals? Disease and danger may be at the root of the behaviors
By Tim Vernimmen
January 13,3021

في وقت سابق من هذا الشهر «يناير 2021»، شارك الناس من جميع أنحاء العالم في واحدة من أكبر الاحتفالات الطقوسية للبشرية. للاحتفال بدورة أخرى للأرض حول الشمس [المترجم: هذه كناية عن الاحتفال بالسنة الجديدة في أول يناير من كل عام]، أنشطة العام الجديد تتضمن ألعابًا نارية وقبلات وقرارات [المترجم: قرارت يتخذها الشخص في أول السنة لكي يعمل على انجازها خلال السنة، كإنقاص الوزن مثلًا] - بالإضافة إلى بعض الممارسات الخاصة بثقافات معينة، كطهي البازلاء والخضروات في جنوب شرق الولايات المتحدة الأمريكية [1] ، وأكل العنب مع دَقة الساعة الثانية عشرة عند منتصف الليل في بداية كل سنة ميلادية في إسبانيا [2] ، أو حرق الدمى التي تمثل العام المنصرم في أمريكا الوسطى والجنوبية [3] .

جميع الثقافات البشرية لها طقوسها - عادة ما تكون سلوكيات رمزية متكررة نمارسها على أنها هادفة، على الرغم من أننا لا نستطيع عمومًا تفسير طريقة عملها المفترضة. هذه الطقوس يمكن أن تقوي وتعزز الإحساس بالمجتمع والمعتقدات المشتركة، لكن تنوعها المحير يمكن أيضًا أن ينفِّر الناس ويفرقهم، لا سيما عندما استفز طقوس محترمة لثقافة ما ثقافة أخرى على أنها غريبة / غير مألوفة.

معظم الباحثين الذين يدرسون الطقوس يعتبرون أن أصولها الغامضة هي إحدى خصائصها المميزة لها. لكن في الآونة الأخيرة، أصبح الباحثون يعتقدون في أنه قبل أن تصبح الطقوس اجتماعية صرفة ومتميزة جدًا، ربما الكثير منها بدأ كمحاولات لتفادي كارثة ما.

ربما ساعدت الطقوس الثقافات البشرية على الحفاظ على سلوكيات اعتقد الناس أن من شأنها أن تحافظ على سلامتهم، حتى بعد أن نُسي السبب الأولي لهذا السلوك، وفقًا لمؤلفي عدد من الأوراق البحثية الحديثة المنشورة في عدد خاص من مجلة Philosophical Transactions of the Royal Society B [4] .

حاليًا، وسط جائحة كوفيد-19، انتهج البشر مرة أخرى سلوكيات جديدة استجابة لهذا الخطر، على الرغم من أنه من السابق لأوانه معرفة ما إذا كان أي من هذه السلوكيات ستُتخذ طقوسًا «ستطقسن» بالفعل. بحكم التعريف، لن يكون هذا هو الحال إلا عندما تكون لأهمية هذا السلوك للمجتمع الأولوية / موقع الصدارة على استعماله العملي في تفادي الأمراض أو الكوارث، كما يقول الباحث في علم النفس مارك نيلسن Mark Nielsen من جامعة كوينزلاند في أستراليا. هذا ما يميز الطقوس عن الممارسات الثقافية الأخرى، كالطبخ.

”عندما تتعلم طهي طبق معين لأول مرة، فقد تُقلِّد وصفة غيرك في الطهي، ولكن بمجرد أن تحضر الطبق عدة مرات، فقد تقوم بطهي الطبق بطريقتك الخاصة“. هذا النوع من شخصنة الأشياء لا يحدث عادةً مع الممارسات المطقسنة، كما يوضح، والتي تُكرر باهتمام شديد حتى ”تفقد قيمتها الوظيفية في النهاية [المترجم: القيمة الوظيفية هي المنفعة المتصورة المشتقة من قدرة البديل على الأداء الوظيفي أو النفعي أو المادي، بحسب [5] ]، وتُمارس من أجل قيمتها الاجتماعية بدلاً من ذلك“ [المترجم: القيمة الاجتماعية هي القيمة الكمية للأهمية النسبية التي يوليها الناس للتغييرات التي تحدث لهم في حياتهم، بحسب [6] ].

الراحة في الروتين

في المناطق التي تنتشر فيها الكوارث الطبيعية والأمراض ويزداد فيها احتمال العنف والمرض، تميل المجتمعات إلى أن تكون ”أكثر تماسكًا“ [7] ، مما يعني أن لديها أعرافًا اجتماعية أقوى وتسامحًا أقل للسلوك المنحرف، كما تقول ميشيل غيلفاند Michele Gelfand، باحثة في علم النفس في جامعة ماريلاند. كما أنهم يصبحون أكثر تديناً، معطين أولوية عالية للسلوكيات المطقسنة.

وجد بحث غيلفاند أن نوجهات الناس بشأن التوافق الاجتماعي [8]  تتغير عندما يتعرضون لتهديدات أو حتى لمجرد تصورهم للخطر. عندما عرض فيلم ”العدوى“ في دور السينما في عام 2011 - وهو الفيلم الذي يصور قصة خيالية عن جائحة عالمية -، أجرت غيلفاند وزملاؤها دراسة استقصائية وجدت أن الأشخاص الذين غادروا دور السينما شعروا بمزيد من العداء تجاه المنحرفين اجتماعيًا [10] 

عندما نتحرك جميعًا تزامنيًا «بانسجام»، أو نؤدي نفس الحركات بطريقة ثابتة «متوقعة predictable»، كما تتطلب الطقوس غالبًا، يمكن أن تخلق هذا الحركات المنسجمة إحساسًا بالتضامن يبعث على الإطمئنان. وفي مواجهة الخطر، قد يكون التعاون الجماعي مسألة حياة أو موت.

”ثقافة الجيش هي مصداق رائع“ كما تقول غيلفاند. الحركات الجماعية المتزامنة التي تمارسها الوحدات العسكرية حول العالم تعدهم للعمل كوحدة واحدة في الأوضاع الخطرة.

يمكن أن تساعد الطقوس أيضًا الناس في التغلب على أنواع الخوف والقلق الأخرى. يعتقد مارتن لانغ Martin Lang من جامعة ماساريك Masaryk في جمهورية التشيك أن القدرة على التنبؤ بالطقوس تجعلها مريحة بطبيعتها. وجد فريق بحث مارتن لانغ، على سبيل المثال، أن النساء في جزيرة موريشيوس لم يشعرن بالقلق بشأن إلقاء خطاب عام بعد أدائهن المتكرر لطقوس الصلاة في معبد هندوسي [11] .

إنسانية الطقوس

بعض الظواهر التي تشبه ظاهريًا الطقوس قد لوحظت لدى الرئيسيات الأخرى، كما يقول الباحث في علم الرئيسيات كاريل ڤان شايك Carel Van Schaik من جامعة زيورخ بسويسرا، والذي درس تطور الثقافة في إنسان الغاب «السعلاء، [12] ». كجميع الحيوانات، الرئيسيات تولد بغرائز تساعدها على تفادي المخاطر والأمراض، ويمكنها أيضًا أن تكتسب مهارات تفادي المخاطر بعد مرورها بتجربة سيئة أو من خلال مراقبة الرئيسيات الأخرى في مجموعتها.

ومع ذلك، لم يجد الباحثون أي دليل على أن الرئيسيات غير البشرية تنخرط في طقوس حقيقية، كما يقول ڤان شايك. ”هذه الملاحظات انبثقت فقط من عقولنا الثقافية، والتي تطورت في بيئة غير عادية اختلقناها لأنفسنا.“

يعتقد ڤان شاليك Van Schaik أن العديد من الطقوس الاجتماعية نشأت عندما بدأ البشر بالعيش في مجموعات بالغة الكبر، خاصة بعد أن أتاحت الزراعة لعدد كبير من السكان العيش في نفس المكان. ”هذا القرار المصيري عرّض البشر لجميع أنواع العنف والكوارث والمرض، من نزاعات بين أفراد الجماعة الواحدة إلى الحروب بين الجماعات إلى الأمراض المعدية التي يمكن أن تنتشر حاليًا بسرعة عبر قرى بأكملها“ كما يقول.

ولمنع حدوث مثل هذه الكوارث، كما يقول، استغل الناس عقولهم الذكية والمتقلبة. ”نظرًا لأننا اجتماعيون جدًا، أعتقد أننا نميل إلى أن نفسر أي سوء حظ على أنه شيء فعله بنا شخص ما - روح أو شيطان أو إله - ربما لأن سلوكنا أزعجه. ولذا حاولنا إيجاد طريقة للقيام بأشياء تمنع حدوث مثل هذه الكوارث مرة أخرى“.

العديد من الطقوس الدينية، على سبيل المثال، تعالج العادات الصحية hygiene والجنس أو الطريقة التي نتعامل بها مع الغذاء بطرق لها علاقة بمخاطر الأمراض، بينما ينطبق البعض الآخر على مسائل الملكية والأسرة التي غالبًا ما تكون أساس النزاعات. ليست كل الطقوس مؤثرة لأننا لا نفهم دائمًا ما هو مصدر الخطر الذي نحاول السيطرة عليه وضبطه. ”لكن البعض منها مؤثر،“ كما يقول ڤان شايك.

الثقافة والتقاليد في بهار الهندية

بالإضافة إلى بروز بعض الطقوس استجابةً للمخاطر، من المحتمل أن تستمر بعض الطقوس بسبب اقترانها المستمر بالوقاية من المخاطر. في ولاية بيهار الريفية في الهند، على سبيل المثال، حيث لا تزال معدلات وفيات الأمهات والأطفال عند الولادة مرتفعة، وثقت الباحثة في علم الادراك كريستين ليغيرCristine Legare من جامعة تكساس في أوستن 269 طقسًا مرتبطًا بالحمل والولادة [13] . و”معظمها يحاول تفادي المخرجات السلبية لهذه الأحداث،“ كما تقول.

تقول ليغير Legare إن نسبة كبيرة من هذه الطقوس في فترة ما قبل الولادة، مثل الطعام المغذي الذي يُحضّر للأم لتناوله في يوم چهاتي Chhathi، وهي طقوس هندوسية تقام في اليوم السادس بعد الولادة، تتوافق تمامًا مع النصائح الطبية الحديثة. ”ربما الكثير من هذه الطقوس لا ينطوي على ضرر“، في حين أن تلك التي تشكل خطورة، مثل إعطاء الرضيع حمامًا فور ولادته أو إعطائه حليبًا اصطناعيًا حتى يتمكن الكاهن أو إمام المسجد من مباركته قبل وضعه على الرضاعة الطبيعية، فهذه الممارسات محفوفة بالمخاطر بسبب عدم توفر الماء النظيف".

تقول ليغير، التي تدرس هذه الممارسات لتتعلم كيف تروج للسلوكيات الصحية بطرق حساسة ثقافيًا [المترجم: أي يمتلك وعيًا بالثقافات ولديه مهارة التواصل بين الأفراد داخل ثقافة معينة أو عبر ثقافات متعددة، بحسب [14] [15] ]، أن هذا يثبت مدى مرونة بعض الطقوس غير المجدية «التي تأتي بنتائج عكسية» بمجرد أن تكتسب أهمية لدى المجتمع. ”من المهم أن تضع في اعتبارك أنه بالنسبة لمعظم الناس، فإن آليات الطب الحديث غامضة تمامًا كغموض الطقوس.“

على الرغم من أن الطقوس التقليدية تناقلتها بنجاح أجيال متعاقبة، فإن ممارسات الطب الحديث جديدة نسبيًا. ”عندما يقول لك الطبيب، أنا آسف، ليس باليد حيلة، لا أستطيع علاجك، قد يكون هذا صحيحًا، ولكنه محبط جدًا أيضًا،“ كما تقول لغير Legare. ”سيذهب الكثير من الناس من حول العالم ويبحثون عن خيارات أخرى.“

تطور الطقوس

في عصر الجائحة، النصائح الطبية العملية، كغسل اليدين، طُقسنت بعض الشيء. ينصحنا خبراء الصحة بالطريقة التي ينبغي علينا أن ننظفهما بالضبط ومدة تنظيفهما، مما يوفر إحساسًا بالراحة وذلك بعد شعورنا أن الغسيل لمدة 20 ثانية كافٍ للتخلص من الفيروس.

المصافحة بالأكواع

الممارسات الاجتماعية الأخرى - مثل المصافحة بالأكواع وعناق الهواء «العناق بلا ملامسة» - هي أيضًا بدأت في الانتشار بين الناس. وقد أصبح لبس الكمامات «أو قرار بعدم ارتدائها» وسيلة لإظهار الولاء لمجموعة اجتماعية وكذلك طريقة ثابتة علميًا للحد من مخاطر انتقال المرض. من غير الواضح ما إذا كانت هذه الممارسات ستتكرر في النهاية لدرجة أننا نسينا لماذا بدأناها أول مرة، لتصبح طقوسًا حقيقية في هذه العملية. لكن جهودنا لفهم سبب اندلاع الجائحة، من التفسيرات الدينية إلى التركيز على كيف عرض البشر أنفسهم للمرض بتسبيبهم أضرارًا بالبيئة، تردد صدى عمليات بحثنا التي أجريناها لنعرف ما ذا فعل أسلافنا لنستحق نحن هذه الكوارث.

لحسن الحظ، كما تقول غيلفاند، أدى بحثنا الذي في جوهره انساني أيضًا إلى أبحاث علمية، ووضعنا في وضع أفضل من ذي قبل لمنع الكوارث في المستقبل. تقول غيلفاند: ”عندما يصب الناس في جميع أنحاء العالم اهتمامهم على هذا الأمر، فقد نتعلم شيئًا ما بالفعل“.

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  https://www.latimes.com/california/story/2020-01-01/black-families-new-years-day-traditions

[2]  https://www.npr.org/sections/thesalt/2012/12/26/168092673/green-grapes-and-red-underwear-a-spanish-new-years-eve

[3]  https://www.atlasobscura.com/articles/new-years-effigies-ecuador

[4]  https://royalsocietypublishing.org/doi/10,1098/rstb.2019,0419

[5]  https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2667096821000173

[6]  https://socialvalueuk.org/what-is-social-value/

[7]  https://www.sciencemag.org/doi/10,1126/science.1197754

[8]  "سلوك الامتثال أو الاتّباعية أو الإمعية «Conformity» هو أن يرى الفرد بعض أفراد المجتمع يتصرفون خطأً في موقف ما، ثم يتبعهم بالرغم من تيقنه من خطأ موقفهم. ومراده ذاك هو عدم رغبته في مخالفة الأكثرية والشذوذ عنهم. قعد لهذه النظرية بتجربة ناجحة عالم النفس الاجتماعي الأمريكيصلمون آش عام 1958م. أصناف من المطابقة أو الامتثال هي كالتالي:

1. الامتثال: المطابقة التي تنطوي على التصرف العلني بسبب الضغوط الاجتماعية في حين يبقي الاختلاف في الرأي الخاص في الحدود الشخصية للفرد.

2. الطاعة: العمل بما يتوافق مع الأمر المباشر.

3. القبول: المطابقة التي تنطوي على كل من التمثيل والاعتقاد من خلال الضغط الاجتماعي. " مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/امتثال_ «علم_نفس»

[9]  ”فيلم العدوى «Contagion» هو فيلم تشويق أميركي من إخراج ستيفن سودربرغإنتاج عام 2011. تدور أحداث الفيلم حول وباء ينتشر بفعل فيروس ينتقل عبر اللمس والهواء ومحاولات الباحثين والمختصين للسيطرة على الوباء واحتواء التداعيات السلبية على النظام الاجتماعي وتقديم مصل لإيقاف انتشار المرض.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/عدوى_ «فيلم»

[10]  https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/23985269/

[11]  https://royalsocietypublishing.org/doi/10,1098/rstb.2019,0431

[12]  ”إنسان الغابة، أو السِعلاة أو السِعلاء، أو أورانغوتان والجمع سَعَالي «Orangutan» لأن وجهه تبدو عليه بعض التعبيرات البشرية كالتفكير مثلا ويحرك شفتيه بأشكال مختلفة يعتقد إنها طريقة من طرق التواصل.“ مقتبس مع التعديل من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/إنسان_الغاب

[13]  https://royalsocietypublishing.org/doi/10,1098/rstb.2019,0433

[14]  ”الحساسية الثقافية، ويشار إليها أحيانًا بالحساسية عبر الثقافات أو مجرد الوعي بالثقافات، هي معرفة الثقافات الأخرى والهويات الثقافية للآخرين والوعي بها وقبولها.“ ترجمناه من نص ورد على هذا العنوان:

https://en.wikipedia.org/wiki/Cultural_sensitivity

[15]  التواصل بين الثقافات هو شكل من أشكال التواصل الذي يهدف إلى مشاركة المعلومات والمعرفة بين الثقافات والمجموعات الثقافية المختلفة. يستخدم مصطلح التواصل بين الثقافات لوصف طائفة واسعة من عمليات التواصل والمشكلات التي تظهر بشكل طبيعي في التنظيمات التي تتكون من أفراد ينتمون إلى ديانات مختلفة ومجتمعات مختلفة وأعراقمختلفة وخلفيات تعليمية مختلفة. يهدف التواصل بين الثقافات إلى فهم كيف يتصرف الأشخاص المنتمون لدول وثقافات مختلفة مع العالم المحيط بهم وكيف يتواصلون هم معه في المقابل وإدراكهم له. يقول الكثيرون ممن يعملون في مجال التواصلات التجارية بين الثقافات أن الثقافة تحدد كيف يمكن للأفراد ترميز الرسائل والوسائط التي يختارونها لنقل تلك الرسائل وكيف يفسرونها. " مقتبس بعد التعديل من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/التواصل_بين_الثقافات

[16]  https://www.nationalgeographic.com/environment/article/protecting-land-animals-will-mitigate-future-pandemics-report-says

المصدر الرئيس
https://www.nationalgeographic.com/science/article/why-do-humans-embrace-rituals-disease-and-danger-may-be-at-the-root