آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:41 م

أي رجل فقدت يا أرض القطيف!!

غالية محروس المحروس

عندما يرحل أحد الشيوخ العظماء ورجال الدين ينقص الكون من أركانه!! وهنا لا أرثي اليوم رجلا عاديا أو شخصا عابرا أو حتى رمزا ديني، من الصعب رثاء قامة دينية كقامة سماحة الشيخ الفاضل عباس المحروس، الذي أفنى حياته في سبيل الخدمة الحسينية والذي منحها الكثير الكثير، لذا ينبغي أن أنعي وأعزي أهل القطيف برحيل سماحة العلامة الفاضل أبو فاضل الشيخ عباس بن علي المحروس، تبكيك القلوب وتنعيك المساجد والمجالس الحسينية وترثيك تراب ارض القطيف، التي تطأها أقدامك وأنت في خدمة أهل البيت.

اليوم تفتقد القطيف كثيرا ”الرجل الشيخ“ الذي خدم المساجد والمجالس الحسينية حينا من الدهر، وبفقد هذه السمة والعلامة الفارقة في المنبر الحسيني نكون قد فقدنا شيخا وعالما لن يجود الزمان بمثله ولن يتكرر!!

لقد بكيت عند سماعي خبر رحيل الشيخ، رغم إن حزني على شقيقي حسن لا زال طريا وموجع!! ولكنني وجدت نفسي مندفعة بعدها بمزيد من الدموع، وانا أشهد عددا من الكتاب يكتبون معبرين بالمشاعر وبكلمات الرثاء عن حزنهم الشديد لوفاة الشيخ الجليل!! حيث رحل الشيخ عن الحياة بصمت، وضجيج بكاء المعزين كان متأججا بالدموع الساخنة!!

نعم لقد سبقني الكثير في الكتابة عن سماحته، رغم إن لهذا الشيخ انطباع استثنائي خاص في ذاكرتي ومخيلتي منذ الصغر، حيث كنا نعيش في حي واحد حي باب الشمال، وهنا لا أجد نفسي في الكتابة الحتمية عن سماحته وذلك لعدم إتساع المجال أمامي للإسهاب في الحديث عن سماحته فالكثير كتب عنه!

لازلت أتذكر سماته الخاصة وميزاته الرائعة منذ صغره من تواضع واتزان وآداب رفيعة، ولقد عرف عنه اعتداله ووسطيته في بعض المواقف حيث يتمتع بحس اجتماعي مسؤول.

كان سماحته نور للقطيف وأهلها ويد خير بيضاء ممتدة بالعطاء، كان كثير التسامح واسع الصدر قل وجوده، ولأجل ذلك فقد نال احترام الجميع وهو بحق مثال رجل الدين الذي نفخر به.

إذا أردت التعرف بحق على سيرة الشيخ المحروس، فما عليك إلا ان تستمع لمجتمع القطيفي، الذي نهل من معين تجربته الحسينية الممتدة وعمق فكره الواسع الذي لا ينضب، الشيخ المحروس جسد إنتمائه لدينه ومذهبه عبر مسيرته وتاريخه الحافل الذي لم يعرف التردد والتراجع.

فليرحم الله الشيخ الفاضل عباس المحروس وليشمله برحمته ومغفرته.