آخر تحديث: 10 / 5 / 2024م - 10:19 م

من أجمل المواقف التي رأيتها في عيادتي

في مشهد إنساني جميل حضر أبوا أحد الأطفال الذين أعالجهم إلى العيادة معا، للاتفاق على خطة علاجية موحدة لعلاج ابنهم المصاب بمرض الربو.

الجانب الإيجابي في هذا المشهد، أن والدي الطفل منفصلان عن بعضهما منذ فترة، ولكن الأم تواصلت مع الأب واتفقت معه على الحضور إلى العيادة في نفس الوقت الذي ستكون هي موجودة أيضا، وذلك لمناقشة وضع ابنهما الصحي في وجودهما معا، والإجابة عن كل الاستفسارات المرتبطة بذلك، والاتفاق على خطة علاجية موحدة مقبولة من قبل الأبوين.

كانت أجواء الاحترام المتبادل بين الأم والأب تسود أجواء المكان، وكذلك كانت فرحة الطفل كبيرة لوجود والديه معا في مكان واحد.

أبدى الوالدان ارتياحهما من هذا اللقاء الذي جمعهما في العيادة، والذي كان هدفه هو رعاية طفلهما.

مثل هذا الموقف يعكس درجة عالية من الشعور الإنساني تجاه الأبناء والاهتمام بكل ما يرتبط بهم من جوانب صحية وغيرها، ونتمنى انتشار مثل هذه المشاهد العظيمة، في حال حدوث انفصال بين الزوجين، حيث يبقى التواصل بينهما في الجوانب ذات الصلة بأطفالهم.

كثير من المشاهد المعاكسة نراها في حالات الانفصال، ومن بينها أن أحد الآباء اوقف علاج طفليه لمدة عامين وحرمهما من المتابعة في العيادات ومنع إعطاءهما العلاجات، مما سبب تدهورا في صحتهما، وكان هذا التصرف من الأب انتقاما من الأم.

وكذلك نرى مشاهد أخرى أقل قسوة من هذا المشهد، وهي عدم التزام الأب بكل التوجيهات العلاجية، والأخذ ببعضها، مما يؤدي إلى عدم تحسن كامل لحالة الطفل.

لذا فوجود مثل هذا المشهد الجميل المشار إليه في البداية، يبعث على الاطمئنان ويشير إلى الشعور بالمسؤولية.

استشاري طب أطفال وحساسية