آخر تحديث: 16 / 5 / 2024م - 11:52 م

الأطفال المشخصين بطيف التوحد الذين لديهم أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة المصاحب يتخلفون في مقاييس الاستقلالية والتواصل الرئيسة

عدنان أحمد الحاجي *

18 فبراير 2019

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة زقم 360 لسنة 2021

Children on the Autism Spectrum with Co-occurring ADHD Symptoms Lag Behind in Key Measures of Independence and Communication

February 18,2019


 

دراستان جديدتان قدمتا نظرة متعمقة جديدة عن الصعوبات التي يواجهها الأطفال المشخصين بطيف التوحد ممن تظهر عليهم أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة «ADHD». وفقًا لنتائج توصل لها باحثون من مستشفى الأطفال في فيلادلفيا «CHOP»، يواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في السلوك التكيفي[1] ، وهو مقياس رئيس للاستقلالية «الاعتماد على النفس،[2] .

بالإضافة إلى ذلك، تعرف الباحثون بشكل دقيق على وصلات وظيفية ضعيفة في شبكتين كبيرتين من شبكات الدماغ لدى الأطفال المشخصين بالتوحد ممن لديهم أعراض اضطراب نقص الانتباه فرط الحركة.

الدراسة الأولى، التي نُشرت في مجلة الأكاديمية الأمريكية للطب النفسي للأطفال والمراهقين[3] ، حللت السلوك التكيفي، وهو مقياس رئيسي يقيس كيف يكون الشخص قادرًا على القيام بوظائفه بشكل مستقل في المنزل والمدرسة والمجتمع. مهارات التواصل ومهارات الرعاية / الاعتناء الذاتية [أي يعتني بنفسه ذاتيًا بدون الحاجة إلى مساعدة من حوله] والمهارات الاجتماعية[4]  هي أمثلة على السلوك التكيفي. العديد من المجالات التي يُحتاج فيها توظيف هذه المهارات غالبًا ما تكون مضطربة لدى الأطفال المشخصين بطيف التوحد، والفجوة بين الأطفال المشخصين بالتوحد وبين الأطفال الطبيعيين عادةً ما تتسع أثناء فترة المراهقة. الوقوف على العوامل التي تتسبب في اضطراب السلوك التكيفي وفهمها قد تميط اللثام عن منعطفات حاسمة تساعد على التدخلات العلاجية.

فقد أثبتت الدراسات المنشورة سابقًا أن الأطفال المشخصين بالتوحد والمشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة المصاحب يعانون من اضطرابات في السلوك التكيفي بشكل أكبر مقارنةً بأولئك الذين لا يعانون من اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. بيد أن هناك العديد من الأطفال المشخصين بطيف التوحد من غير المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، ولكن لديهم بعض سلوكيات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. لذلك، يعتقد الباحثون في احتمال أن وجود هذه السلوكيات يمكن أن يؤثر في كيف يقوم الطفل بأداء وظائفه في كل من المنزل والمدرسة.

”باستخدام دراسة الحالات والشواهد[5] ، أردنا معرفة ما إذا كانت أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة مرتبطة بالسلوك التكيفي بغض النظر عما إذا كان الأطفال المشخصين بطيف التوحد مشخصين أيضًا باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أم لا،“ كما قال بنجامين يريس Benjamin Yerys، دكتوراه وباحث في علم النفس في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية للأطفال والمراهقين في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا CHOP، وهو طبيب نفساني للأطفال في مركز أبحاث التوحد في CHOP والمؤلف الرئيس للدراسة. هذه الدراسة هي أيضًا الدراسة الأولى التي تبحث فيما إذا كانت هذه العلاقة بين أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وبين السلوكيات التكيفية موجودة أيضًا في بيئة المدرسة ”. يُعد اثبات هذه العلاقة في أكثر من بيئة «مكان» أمرًا بالغ الأهمية لإثبات الآثار بعيدة المدى لأعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في قيام الطفل بأداء وظائفه“.

وجد الباحثون أن أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يمكن أن تتنبأ بدرجات اختبار السلوك التكيفي بين الأطفال المشخصين بطيف التوحد، حتى بعد مراعاة العوامل المهمة الأخرى، كالعمر والجنس ومعدل الذكاء وأعراض التوحد. أظهرت الدراسة أن هذه العلاقة كانت موجودة في بيئتي المنزل والمدرسة. [شرح موجز عن الاختبار في[6] ، وشرح تفصيلي عنه في [7] ]

بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن هذه العلاقة بين أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وبين سلوكيات التكيف موجودة بالفعل، حتى إذا تم التعرف على الطفل على أن لديه اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، لكن لم يستلم تشخيصه رسميًا. ذكر الباحثون أن هذا الاكتشاف اكتشاف مهم لأن أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة قد تكون لها أولوية منخفضة كهدف علاجي لدى الأطفال المشخصين بطيف التوحد إذا لم يستوفوا معايير التشخيص السريري لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.

”تفيد هذه الدراسة بأن الأطفال المشخصين بطيف التوحد الذين لا تستوفي أعراض اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه لديهم معايير التشخيص التقليدي الكاملة لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة قد يظلون مستفيدين من علاجات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة،“ كما قال الدكتور روبرت شولتز، مدير مركز أبحاث التوحد وكبير مؤلفي هذه الدراسة.

في دراسة منفصلة نُشرت في مجلة الطب النفسي البيولوجي: علم الأعصاب الاستعرافي والتصوير العصبي Biological Psychiatry: Cognitive Neuroscience and Neuroimaging «انظر[8] ، وجد ييرس Yerys وزملاؤه دليلًا جديدًا على أن الروابط الوظيفية الضعيفة في شبكتين دماغيتين مهمتين لعمليات التفكير العليا - شبكتا الجبهية الجدارية frontoparietal network والبطنية ventral network - لهما علاقة بأعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في الأطفال المشخصين بالتوحد. هذه هي الدراسة الأولى التي تربط بين أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في شبكتي دماغ الأطفال المشخصين بالتوحد وتستند إلى دراسات سابقة على الشبكات العصبية لدى الأطفال الذين يعانون من أعراض التوحد واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة[9] .

”للمضي قدمًا في هذا الدراسة، يجب علينا تعريف خصائص / بروفيلات profiles الدماغ والسلوك المتعلقة بالتحكم الاستعرافي cognitive وعمليات الدماغ الرئيسة الأخرى الكامنة وراء أعراض اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في إطار التوحد،“ كما قال يريس. ”بعد تعريف الخصائص، يمكننا ايجاد علاجات أو حزم من علاجات للخصائص المختلفة لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة في مجتمع التوحد. نأمل كمتخصصين في هذا المجال أن يؤدي اتباع مقاربة علاجية تناسب كل فرد بعينه إلى زيادة إمكانية تحقيق مخرجات ونوعية حياة أفضل على المدى الطويل بحزم علاجية تشمل أدوية وعلاجات سلوكية[10] “.

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - ”السلوك التكيفي «Adaptive behavior» هو نوع من السلوك يُستخدم لتكييف أنواع من العادات والسلوكيات والتوجهات. وغالبا ما يوصف السلوك التكيفي بأنه نوع من السلوك الذي يسمح للفرد بتغيير عاداته «سلوكياته» غير البناءة أو التخريبية، إلى عادات أكثر فائدة وفاعلية. وغالبا ما تكون هذه العادات عادات اجتماعية أو شخصية. على سبيل المثال، يمكن توجيه العادات «السلوكيات المتكررة» «مثل مداومة استخدام الانترنت وتضيع الوقت» نحو شيء خلاق أو بنَّاء «كالكتابة في موسوعة». بعبارة أخرى، تكييف السلوك غير المرغوب لإنتاج شيء آخر نافع ومفيد.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/سلوك_تكيفي

[2] - ”الاستقلالية «الاعتماد على النفس» independence يشار إلى مهارات الحياة «العيش» أحيانًا على أنها مهارات العيش المستقل [التي يكتسبها الشخص ويستخدمها للاعتماد على نفسه] أو مهارات الحياة اليومية. تشمل هذه المهارات الأساسية أنشطة الرعاية الذاتية / الشخصية [الاعتناء بنفسه ذاتيًا]، والطهي وإدارة الأموال والتسوق وتنظيم وترتيب غرفته واستخدام وسائل النقل. التنقل [سيارات وغيرها]. يتم تعلم هذه المهارات تدريجيًا بمرور الزمن، بدءًا من المنزل في سن مبكرة جدًا ثم تتطور بشكل أكبر خلال فترة المراهقة والبلوغ.“ ترجمناه بتصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.autismspeaks.org/life-skills-and-autism

[3] - https://www.jaacap.org/article/S0890-8567 «19» 30106-6/fulltext

[4] - ”المهارات الاجتماعية social skills: هي أي مهارة تمكن الإنسان من التفاعل والتواصل مع الآخرين، ومن خلالها تظهر الأعراف والعلاقات الاجتماعية بعدة صور لفظية وغير لفظية. والغرض من التواصل هو توصيل الشخص رسالته للآخرين بوضوح وخالية من أى غموض. والقيام بذلك ينطوي على بذل جهد من كل من مرسل الرسالة والمتلقي. في كثير من الأحيان يساء تفسير الرسائل من قبل المتلقي، عندما لا يتم الكشف عن هذا، فإنه يمكن أن يكون سبب في حدوث التباس كبير وجهد وفرص ضائعة. في الواقع، يعتبر التواصل ناجحًا فقط عندما يكون كلٌ من المرسل والمتلقي قد فهما نفس المعلومات نتيجة لعملية التواصل. فشل عملية التواصل ونقل الأفكار والآراء يتسبب في انهيار التواصل وخلق الحواجز التي تقف في طريق الأهداف - سواء على المستوى الشخصى أو المهنى. وتسمى العملية التي يجري بها تلقي هذه المهارات بالتنشئة الاجتماعية. كما أن هناك مصطلح المهارات الشخصية ويُشار إليه أيضاً بالمهارات البشرية أو بمهارات التواصل؛ تًعرّف بأنها المهارات التي يستخدمها أي شخص ويوظفها ليتفاعل ويتواصل مع الآخرين، وتشمل هذه المهارات مهارة الإقناع، والاستماع الفعّال، ومهارة التفويض والقيادة والقدرة على حل المشكلات والتفكير الفعال.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/مهارات_اجتماعية

[5] - دراسة الحالات والشواهد «تُدعَى أيضًا بدراسة الحالة والمرجع» هي نوع من الدراسات الرصدية «الدراسة بالملاحظة» تُحدَّد فيها مجموعتان موجودتان تختلفان في النتائج وتقارنان بناءً على بعض السمات السببية المُفترضَة. تُستخدَم دراسات الحالات والشواهد لتحديد عوامل قد تساهم في حدوث حالة طبية وذلك من خلال مقارنة المشاركين في التجربة الذين لديهم هذه «الحالة / المرض» «يسمون مجموعة الحالات» مع مشاركين ليس لديهم هذه «الحالة / المرض» لكنهم متشابهون في كل ما عدا ذلك «يسمون مجموعة الشواهد». تتطلب هذه الدراسات موارد أقل، لكنها تعطي دليلًا أضعف على التداخل السببي من التجربة المنضبطة المعشاة. نحصل من دراسة الحالات والشواهد فقط على نسبة الأرجحية وهو مقياس أدنى لقوة التلازم بالمقارنة مع الاحتمال النسبي. " نقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/دراسة_الحالات_والشواهد

[6] - ”مقياس السلوك التكيفي هو أحد المقاييس التي يمكن استخدامها لقياس مدى فعالية الفرد في التعامل مع المطالب الطبيعية والاجتماعية لمجتمعه. ويعد هذا المقياس من أهم المقاييس التي توفر تقديراً لسلوكيات المعاقين ذهنياً، وغير المتوافقين انفعاليا. كما يمكن استخدامه مع غيرهم ممن يعانون من مظاهر أخرى للتعويق. إلا أن هذا لا يمنع من استخدامه مع الأسوياء. سواء أكانوا كبارًا أم صغارًا في السن. صمم الجزء الأول منه لتقييم مهارات الفرد وعاداته في عشر مجالات سلوكية تمثل عناصر الارتقاء الاستقلالي الشخصي في الحياة اليومية وهي السلوك الاستقلالي ويشمل تناول الطعام واستخدام المرحاض والنظافة والمظهر والعناية بالملابس ارتداء وخلع الملابس واستخدام وسائل النقل وأعمال استقلالية أخرى كالطهي وأعمال المطبخ والمنزل. كما يشمل التعامل بالنقود ومهارات الشراء ومعرفة الأعداد والوقت، وكذلك مهارات التواصل المختلفة والعلاقات الاجتماعية.“ مقتبس بتصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.help-curriculum.com/?page_id=121

[7] - https://faculty.ksu.edu.sa/sites/default/files/fynlnd.pdf

[8] - https://www.biologicalpsychiatrycnni.org/article/S2451-9022 «19» 30001-1/fulltext

[9] - ”عمليات التفكير العليا هي مفهوم من مفاهيم إصلاح التعليم التي تعتمد على التصنيفات التعليمية مثل تصنيف بلوم. وتعتمد هذه الفكرة على أن هناك بعض أنواع عمليات التعلم التي تتطلب تجهيزًا معرفيًا وإدراكيًا أكبر من الأنواع الأخرى، ولكنها تمتلك أيضًا فوائد أعم من تلك الأنواع. على سبيل المثال في تصنيف بلوم، نجد أن المهارات تتضمن عملية التحليل والتقييم والتأليف «إنشاء معرفة جديدة» وجميع هذه المهارات يُعتقد أنها من متطلبات للتفكير العليا، والتي تتطلب تعلمًا مختلفًا وطرق تعليم مختلفة عن طرق تعلم الحقائق والمفاهيم. وتتضمن مستويات التفكير العليا عملية تعلم مهارات تقييمية معقدة، مثل التفكير النقدي وحل المشكلات. وتعد عملية التفكير العليا عملية صعبة التعلم والتعليم ولكنها أيضًا متاحة بشكل كبير، وذلك لأن مثل هذه المهارات هي الأكثر استخدامًا في المواقف الروائية «أي مواقف أخرى غير تلك التي تم تعلم المهارات فيها».“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/عمليات_التفكير_العليا

[10] - ”العلاج السلوكي «Behaviour therapy» يسمى أيضاً العلاج النفسي السلوكي وهو مصطلح واسع يشير إلى العلاج النفسي السريري الذي يستخدم تقنيات مشتقة من السلوكيات و/ أو علم النفس المعرفي. يبحث في سلوكيات محددة ومتعلمة وكيف تؤثر البيئة، أو الحالات العقلية للأشخاص الآخرين، في تلك السلوكيات، ويتكون من تقنيات تعتمد على نظرية التعلم، مثل المستجيب أو التكييف الفعال. علماء السلوك الذين يمارسون هذه التقنيات هم إما محللون سلوك أو معالجوناستعرافيون سلوكيون. هؤلاء يقومون بالبحث عن نتائج العلاج التي يمكن قياسها بشكل موضوعي. لا يتضمن العلاج السلوكي طريقة واحدة محددة فحسب، بل له مجموعة واسعة من التقنيات التي يمكن استخدامها لعلاج المشكلات النفسية للشخص.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/علاج_سلوكي

المصدر الرئيس

https://www.chop.edu/news/children-autism-spectrum-co-occurring-adhd-symptoms-lag-behind-key-measures