آخر تحديث: 24 / 4 / 2024م - 6:21 م

هل نحب ونكره بحدسنا الإحصائي؟

كاظم الشبيب

نحن نتأثر بتجاربنا الشخصية. لا يمكن أن نكون حياديين مع تجاربنا الذاتية. نحن عشناها لحظة بلحظة. انكوينا بمرارتها. سعدنا وفرحنا بحلاوتها. لذلك، كلما كانت تجاربنا مليئة بالحب والدفئ والتسامح سوف نُرجح خيارات الحب والعفو في علاقاتنا مع الناس وفي مواقفنا تجاه الغير. بينما إذا كانت تجاربنا الشخصية مليئة بالقسوة والعنف والكراهية فاننا، قد نكون أكثر ترجيحاً لخيارات الشدة والحزم والقسوة والكراهية في إدارة علاقاتنا بمن حولنا من أهل الهويات المختلفة. 

لا يمكن الإدعاء بعدم تأثرنا بتجاربنا، خبرتنا، مطالعاتنا، أسفارنا، علاقاتنا، محيطنا وبيئتنا التي نشأنا فيها. جميعها تخلق فينا ما يسمى ب ”الحدس الإحصائي“ ذاك الذي يجعلنا نرجح هذا الخيار وننصرف عن ذاك الطريق، أو نميل لهذا الأمر وترك ذاك الموضوع. ف ”عندما تتراكم الخبرة عند ميكانيكي السيارات والأطباء، غالبا ما تسمح لهم خبراتهم البديهية تلك بتشخيص المشكلة بسرعة. يعرف خبراء الشطرنج، بداهة وبنظرة واحدة على اللوحة، الحركة التالية الصحيحة. يستخدم العمال اليابانيون الذين يفصلون جنس فراخ الدجاج مهارة اكتشاف الانماط التي اكتسبوها بالتدريب والخبرة لفصل الذكور والإناث حديثة الفقس بدقة فورية. وبالنسبة لنا جميعاً، تتيح لنا التجربة الاجتماعية، عندما نلمح ولو «جانباً بسيطاً» من سلوك الآخرين، أن نعرف مقدار طاقتهم ودفئهم“. * 

يستخدم عموم الناس ”الحدس الإحصائي“ بشكل عفوي وتلقائي دون تعلم هذا العلم، أو دون تدريب عليه. هي ملكة فردية. طبيعة ذاتية. عملية يمارسها الإنسان من تلقاء نفسه. بيد أن المرء بحاجة ماسة للوصول إلى مرحلة إدارة حدسه الإحصائي بدلاً من أن يديره حدسه فيأخذه إلى حيث لا يريد في أقواله وأفعاله ومواقفه تجاه الأقارب والأباعد من الناس الذين يتعامل معهم في حياته. هي عملية توازن ما بين الحدس الإحصائي والتعقل نحوعقلنة الأمور والمشاعر والسلوك، حتى لا نحب بإفراط أو نكره بتفريط، وكي لا نخلط بين الحدس الحقيقي والحدس الوهمي. فهل نعي ذلك؟.

في المقطع المرفق بعض الفائدة مع بعض التحفظ: الحدس والوسوسة والتجارب التراكمية مع الكتور هاني الغامدي: 

* ص 151 كتاب السذاجة