آخر تحديث: 12 / 5 / 2024م - 6:12 ص

من الآن فصاعدًا لم أعد طفلا صغيرا!

عدنان أحمد الحاجي *

من الآن فصاعدًا لم أعد طفلا صغيرا! يتصرف الأطفال البالغون من العمر 10 سنوات كما يتصرف الراشدون، ويعطون المزيد من المصداقية لآراء الراشدين الذين أيدوا أفكارهم في السابق

13 أكتوبر 2021

المعهد الإيطالي للتكنولوجيا - IIT

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 5 لسنة 2021

I’m not a little kid anymore! 10-year-old children act like adults، giving more credit to the opinion of adults who have previously endorsed their ideas.

13 October 2021

Peer-Reviewed Publication

Istituto Italiano di Tecnologia - IIT

يعتبر تعليم الأطفال الصغار وأطفال ما قبل المراهقة «10 - 13 سنة» مهمة صعبة في بعض الأحيان للراشدين [نصطلح عليهم هنا ب «الكبار»]، متذبذبةً بين الأساليب التعليمية المختلفة، كأسلوب التعليم الحازم أو التعليم الحواري «أسلوب فيه أخذ ورد».

حاول باحثون من المعهد الايطالي للتكنولوجيا IIT دراسة مسألتين مهمتين بناءً على العلاقة بين الكبار وبين الأطفال: ما هو نوع القرار الذي يمكن للأطفال اتخاذه أثناء التفاعل مع هؤلاء الكبار؟ وهل يتأثر الأطفال بآرائهم؟ درس الباحثون تصرفات حوالي 65 طفلاً تبلغ أعمارهم 6 و8 و10 سنوات خلال مهمة اتخاذ قرار إدراكي حسي [1] تعاوني مع واحد من هؤلاء الكبار.

تفيد النتائج إلى أن الأطفال البالغين من العمر 10 سنوات، وليس الأطفال الأصغر سنًا، يمتثلون للأعراف الاجتماعية، مثل التأييد المتبادل mutual endorsement، أثناء تبادل الآراء مع أحد الكبار. قد يكون لهذه النتائج آثار مهمة على المستوى التعليمي في كل من المجال المدرسي والأسري، مما يثير أسئلة مهمة بشأن كفاءة الأساليب التعليمية المختلفة تجاه الأطفال الصغار وأطفال ما قبل المراهقة.

نُشرت الدراسة البحثية مؤخرًا في مجلة الجمعية الملكية للعلوم المفتوحة[2]  ​Royal Society Open Science من قبل باحثين من مجموعة أليساندرا سيوتي Alessandra Sciutti، المكونة من الباحثين: يوشوا زونكا Joshua Zonca وآنا فولسو Anna Folsø، في المعهد الايطالي للتنكلوجيا IIT في جينوفا «إيطاليا»، والذي يهدف إلى فهم كيف تكون القرارات والأحكام / الآراء البشرية متحيزةً من خلال السياق الاجتماعي وكيف يمكن أن تترجم هذه الظاهرة إلى تفاعل بين الإنسان والروبوت.


الصورة: أليساندرا سيوتي منسقة مشروع Whisper «للبحث في مفهوم الإنسان المشتَرك باستخدام الروبوتات»، بتمويل من مجلس البحوث الأوروبي «ERC»، والذي يهدف إلى فهم كيف يمكن أن تكون القرارات والأحكام البشرية متحيزة بسهولة من خلال السياق الاجتماعي وكيفية ترجمة هذه الظاهرة في التفاعلات بين الإنسان والروبوت.

ركز الباحثون على حقيقة أن القرارات البشرية تتأثر بآراء الآخرين وأن هذه العملية تنظمها الأعراف الاجتماعية. على سبيل المثال، يعطي الكبار مزيدًا من المصداقية لآراء أقرانهم الذين أيدوا أفكارهم سابقًا، في حين كانوا [أي الكبار] غير مستعدين للثقة في الذين لا يأخذون آراءهم بعين الاعتبار. بهذه الطريقة، تدفع الأعراف الاجتماعية الناس إلى مماشاة أفكار الآخرين للحفاظ على سمعتهم وعلى علاقاتهم اجتماعية مثمرة مع أقرانهم. لكن ماذا عن الأطفال؟

”في دراستنا البحثية، حاولنا أن نفهم ما إذا كان الأطفال يمتثلون لنفس الأعراف الاجتماعية التي يمتثل لها الكبار. هل يثقون دائمًا بآراء هؤلاء الكبار بسبب خبرتهم وجدارتهم العالية؟ أو حتى هل يحتاج الأطفال أن يلتزم الكبار بمعايير اجتماعية معينة في التفاعلات التي تجري بين الأطفال وبينهم، بحيث يتوقع الأطفال أن يعطي الكبار الاعتبار لأفكارهم [أي أفكار الأطفال]؟“ أليساندرا سيوتي كانت منسقة هذه الدراسة البحثية.


في الصورة طفل يتفاعل مع الإنسان الآلي iCub الذي تم تطويره في المعهد الايطالي للتكنولوجيا.

درس الباحثون سلوك «تصرفات» مجموعة من حوالي 65 طفلاً تبلغ أعمارهم 6 و8 و10 سنوات أثناء أدائهم مهمة صنع قرار إدراكي حسي بالاشتراك مع أحد الكبار. اتخذ الطفل والكبير المشترك في التجربه قرارًا إدراكيًا حسيًا ثم تناوب الطفل وهذا الكبير في اتخاذ القرار النهائي، مختارين إما تأكيد قرارهما أو مماشاة قرار الكبير. في نصف التجربة الأول «حالة حساسة»، أخذ الكبير بعين اعتبار الأحكام / القرارت التي أصدرها / اتخذها الطفل، وغالبًا ما يغيّر هذا الكبير رأيه في قراره النهائي ليتماشى مع قرار الطفل. وفي نصف التجربة الآخر من التجربة، أخذ الكبير رأي الطفل في الاعتبار وأكد في كثير من الأحيان قراره الذي أخذه.

”قد يكون لنتائجنا آثار مهمة مترتبة على دراسة نمو وتطور الأطفال،“ كما علق يوشوا زونكا، المؤلف الأول للدراسة والباحث في المعهد الإيطالي للتكنولوجيا. ”يتصرف الأطفال كما يتصرف الكبار عندما يبلغون من العمر 10 سنوات، مما يضفي أهمية كبيوة على آراء الكبار إذا أضفوا هم عليهم المصداقية، بينما يثق الأطفال الصغار في قراراتهم التي أتخذوها بانفسهم، باستقلالية عن تصرفات الكبار“.

تفيد النتائج أن الأطفال البالغين من العمر 10 سنوات تعاملوا بالمثل وردوا الاعتبار الذي تلقوه من الكبار بمثله، مما زاد من مستوى امتثالهم وتماشيهم مع الكبار عندما أبدى الكبار اعتبارًا كبيرًا تجاههم. وبالعكس، عندما تجاهل الكبير رأي الطفل، بدأ بدوره في التفكير بعدم اعطاء اعتبار لرأي الكبير. الأطفال الأصغر سنًا «6 و8 سنوات» يرفضون نصائح الكبار بغض النظر عن مستوى الامتثال الذي أبداه الكبير، مما يشير إلى أن المعاملة بالمثل في سيناريو التأثير الاجتماعي تنبثق في مرحلة لاحقة من التطور الاستعرافي cognition والاجتماعي للطفل.

علاوة على ذلك، تفيد هذه النتائج بأن الأطفال في سن العاشرة يبدو أنهم حساسون بالفعل لتلك الأعراف الاجتماعية التي تنظم تبادل المعلومات التي تظهر في أوساط الكبار، كما بينته النتائج الأخيرة التي توصلت اليها نفس المجموعة البحثية، والمنشورة في مجلة التقارير العلمية «3»، والتي تكشف عن ظهور للتأثير الاجتماعي المتبادل في جماعة الكبار.

يعتقد الباحثون أن هذه النتائج سيكون لها آثار مهمة مترتبة على المستوى التعليمي في كل من المجال الآكادبمي والأسري، مما يفتح أسئلة مهمة على كفاءة الأساليب التعليمية المختلفة تجاه الأطفال وأطفال ما قبل المراهقة.

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - ”اتخاذ القرار الإدراكي الحسي perceptual decision-making هو العملية التي يتم من خلالها جمع المعلومات الحسية المتاحة واستخدامها للتأثير في كيف يتصرف الناس في المحيط.“ وباختصار هي أفعال / تصرفات حسية حركية. " مقتبس من نصين وردا على هذين العنوانين:

https://www.pnas.org/content/113/21/5771

و

https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/B9780128053089000129

[2] - https://royalsocietypublishing.org/doi/full/10,1098/rsos.202124

[3] - http://10,0.4,14/s41598-021-90656-y

المصدر الرئيس

https://www.eurekalert.org/news-releases/931162