آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 4:57 ص

‏‎قَضِية ورأي

جمال حسن المطوع

‏‎كُنا في جَلسة عائلية نتجاذب فيها أطراف الحَديث فَتَطَرقَ بعضَنا إلى موضوع اجتماعي ذات أهمية على واقِعنا المَعَاش حيث يصُب حول الدَور الحَيوي والفعَال في تربية الأجيال وتَجَنبُهم المَزالِق والعَقبَات وما يتَطَلب ذلك من جُهد بَنَّاء وفَاعِل وصَبْر وتأني في التَعامُل مع ما يَعيشَه بعض شبابُنا من ظواهِر سلبية تؤثر على حياتَهم ومُستقبَلهِم.

‏‎مِن ضمن هذه الظَواهر المُقلِقة والمُلفِته انعدام تَحَمُل المَسؤولية عند قِيادَتَهُم المَركبَات وعدم التزامهم بِقواعد المرور الضرورية وما يُخَلِفَه ذلك التَسيُب مِن مآسي وإعاقات صِحية مُزمِنة قد تُصَاحِبهُم طوال فترة حياتَهم، مِمَا يُشَكِل هَدراً للطَاقَات الشبابية.

‏‎وتسليط الضوء على هذه الظاهِرة تَتَطلب دِراسَتَها مِن جميع جَوانِبَهَا، فَإن للآباء دوراً مُهِماً في الحَد مِنها بِالتَوعية والتَوجِيه وحَث الأبناء والتَركِيز عليهُم لأن تَحَمُل المَسؤولية تَنطَلِق أولاً مِن البيت، فالآباء يقع عليهُم العِبء الأكبر في إبراز مَخَاطِر عدم الالتزام بِقوانِين السَير والحَركة المُرورية وما ينتج عنها مِن مَخاطِر وحوادِث مُمِيتة لا سمح الله، خَاصةً وإننا نُلاحِظ هذه الأيام مدى تَهَور بَعض أبنائِنا عند قِيادَتَهم لِلمَركبات وما نراه رأي العين ومدى التَجاوِزات وانفلات بَعضاً مِنهم عِند التَقَاطُعَات وقطع الإشارات المرورية التي قد تؤدي لا سمح الل?ه إلى حوادِث مُمِيتة في جانِبِهم وجانِب الطرف الآخر الذي لا حول له ولا قوة.

‏‎يأتي كُلُ ذلك نَتِيجة التَهور والمُبالغة في السُرعة الجِنونية ومِما يُؤسَفْ له هو زَهق أرواح بريئة تَتَيتَم فيها عوائِل وتَتَرَمَل أرامل لا نَاقَة لهم فيها ولاجَمل، وتُلاحظ هذه الأيام إنك عِندما تَنصَح بَعضاً مِن الشَباب بِالتَروِي والتأني عِند قِيادة المَركَبة، تراه يُجَادِل مَعَك بِكَلِمَات غَير مَعقولة ولا مَقبولة وشِدة في التَخاطب لأنك اختلفت مَعَه فِي وُجهات النَظر تَتَعَلق بِالسُرعة الزائدة والالتفاف المُتهور، فَتُحاول أن تسدي له نصيحة لِوجه الل?ه ولكن تأخُذَه العِزة والإصرار على ارتكاب الخَطأ وقد نسي أو تناسى أن القِيادة فن وذوق وأخلاق، عِلماً إن الدولة حَفِظَها الل?ه قد كَرسَت جُهدها في مُحاربة هذه الظَواهر السَلبية بِوضعِها قوانين ردعية مُلزِمة لِكل السائقين لِمُحَاربة هذه الظاهِرة المُستَشرية.