آخر تحديث: 29 / 3 / 2024م - 2:48 ص

الدكتور الهاني: إصابات الأطفال ب ”كورونا“ تصل لـ 20%.. و”أوميكرون“ أشد ضراوة على غير المحصنين

جهات الإخبارية محمد الأحمد - القطيف

قدر مدير الطب الوقائي ومكافحة العدوى بالمنطقة الشرقية، واستشاري الأطفال والالتهابات والأمراض المعدية الدكتور حاتم محمد الهاني، نسبة الإصابة بفيروس كورونا لدى الأطفال ب20% من مجموع الإصابات في بعض الدول مؤخرًا، فيما كانت الإصابة لدى الأطفال في المرحلة الأولى من الجائحة قليلة.

وأضاف، ان الإصابة لدى الأطفال ما تزال الأقل بيد ان قابلية الإصابة في الأطفال حاليا في تزايد، وتستلزم التدخل.

خطورة كبرى

وقال خلال الندوة التي نظمها ملتقى ”آراء وأصداء“، مؤخرًا: إن أغلبية الأطفال ليس لديهم أعراض، لكن درجة إمكانية نقلهم الفيروس إلى كبار السن، يمثل خطورة كبرى، خاصةً الذين يعتبرون عاليي الخطورة، كالذين لديهم مشاكل طبية مزمنة أو مشاكل بالمناعة.

وأوضح ان نسبة الأطفال الناقلين للفيروس ليست كبيرة مقارنة بالبالغين.

أحماض أمينية

وأشار إلى أن الفيروس يتكون من مصفوفات ”أشبه بأرقام القفل“، وهذه تمثل آلافًا من الأحماض الأمينية المصفوفة، وفي كل مرة يتكاثر الفيروس ينتج عن ذلك اختلاف في هذه المصفوفات في بعض الأماكن.

وأضاف، اننا نعرف الضابطة لعدد هذه التغيرات، لكن المؤكد أن هذه التغيرات شبه حتمية.

تغيرات ونتائج

وبين أن لهذه التغيرات نتائج، فقد تؤدي هذه التغيرات إلى وفاة الفيروس نفسه، وتحدث تغيرات غير متوافقة مع حياة الفيروس نفسه، وكذلك حدوث تغيرات أشد ضراوة، وأشد انتشارًا، أو العكس.

وتابع: "اكتشفنا خلال ممارسات الفيروس في الواقع، أن الفيروس أصبح أكثر انتشارا، بالإضافة إلى تكون حالات الإصابة به باتت أشد وكذلك تكون خفة حالات الإصابة بحيث صارت أقل انتشارا، ولا تستدعي عناية طبية، وهذه التغيرات الأخيرة إيجابية.

تكاثر الفيروس

وشدد على أن التغير ”التحور“ هو حتمية مرتبطة بتكاثر الفيروس، فضلًا عن كون هذه التغيرات تؤثر في الفيروس، فقد تؤدي إلى وفاته، أو قد تجعله أشد ضراوة، أو أقل ضراوة أو أكثر انتشارا، أو أقل بحسب طبيعية التغير الحاصل.

وأكد، إن التحور لا يتوقف، لأن التحور هو جزء من طبيعة سلوك الفيروس.

رصد علمي

وأكد وجود رصد علمي للتطورات التي تحدث للفيروس، لكن لا يمكن التنبؤ بطبيعة هذا التغير الذي حصل للفيروس إلا من خلال واقع الممارسة الحياتية لسلوك الفيروس في الكائنات الحية التي يصيبها.

كائنات وميكروبات

وذكر أن هناك ميكروبات تعيش مع الإنسان، وهذه تمثل تحديا للإنسان، وفشل الإنسان في بعض الأحيان، ونجح في أحيان أخرى في التخلص من هذه الميكروبات التي تعيش معه.

وتابع: ”عبر التاريخ كان هناك تحد بين هذه الكائنات الحية في الوجود وبين الإنسان، وهذا جزء من صراع الحياة، إلا أن الحالة توحي بتحوله إلى مستوطن مثله مثل غير“.

فعالية اللقاحات

وقال: إن المعرفة بالفيروس تتطور، ومواجهته تتطور، واللقاحات فعالة، وسرعة إنتاج اللقاحات للمتحورات باتت أكثر سرعة، حيث ظهرت العلاجات الفعالة بشكل كبير، وهناك أدوية تقضي على الفيروس بنسبة 85??، ونسبة الشفاء بإذن الله تعالى تصل إلى 85??، كما توجد علاجات عن طريق الفم، وعلاجات وريدية، وهي ذات فعالية عالية، والوضع حاليا أحسن مما سبق.

غير المطعمين

واكد ان أكثر المصابين بمتحور ”أوميكرون“ والذين يحتاجون الاستشفاء - الإدخال إلى المستشفى - هم غير المطعمين، حيث ظهرت أول دراسة في جنوب أفريقيا في نوفمبر، وهي الدولة التي اكتشف فيها الفيروس، أبانت أن غالبية الذين يحتاجون الاستشفاء هم من غير المطعمين بلقاح كوفيد - 19، وأن الغالبية العظمى من المطعمين لا يحتاجون إلى الاستشفاء.

جرعات معززة

وبين أن أوميكرون هو أشد ضراوة على غير المحصنين سابقا، وسرعة انتشاره أكثر من الأصناف السابقة.

وأشار إلى عدم وجود حالة واحدة من الذين تلقوا الثلاث الجرعات من اللقاح احتاجت الإدخال بالمستشفيات مع إصابتها بأميكرون، فالجرعات المعززة وظيفتها أن تبقي المناعة في مستويات عالية، وتكون فعالية اللقاح ضد أوميكرون أيضا متحققة.

مضادات مناعية

وذكر أن التطعيمات ذات شقين سلبي وإيجابي، وأن التمنيع السلبي هو إعطاء المضاد الذي يستهدف مواجهة الفيروس أو البكتيريا خلال فترة معينة ”المضادات المناعية“ نحو مضاد الحصبة «حيث يكون فاعلا خلال فترة معينة شهر أو شهرين أو ثلاثة، حسب مدة بقائه في الجسم»، ثم تنخفض نسبته في الجسم بعد ذلك، وهذا النوع من الطعوم يعطى لأغراض معينة ولحالات معينة ولفترة من الحماية محددة.

تمنيع إيجابي

وتابع: النوع الثاني هو التمنيع الإيجابي، ويكون من خلال اللقاحات، وهي لا تعطي مضادات حيوية جاهزة، بل تستحث وتستثير جهاز مناعة جسم الإنسان، وهو بعدئذ يفرز المضادات التي تواجه الفيروس، مكملًا: هذه المضادات الإيجابية ذات فعالية أقوى تظل فترة أطول، وقد تظل في بعض الحالات مدى الحياة.

إنجاز بشري

واعتبر هذه اللقاحات من أهم الإنجازات البشرية عبر تاريخ العلم، وبمراجعة المدونات والمنشورات حول الأمراض التي كانت سارية بين البشر مثلا قبل 50 سنة والآن، سيلاحظ أنه بفضل اللقاحات اختفت بعض الأمراض عن وجه الأرض، فلا نرى حاليا حالات الجدري أو شلل الأطفال، كذلك الدفتيريا والتيتانوس بدأ ينخفض بشكل كبير جدا، وأمراض كثيرة لم يمكن السيطرة عليها إلا باللقاحات.

وبين إن أي أحد يشكك في فعالية اللقاحات، فهو بحاجة إلى إعادة قراءة التاريخ الطبي والمدونات الطبية من بداية التدوين الطبي وحتى الآن، كي يطلع على هذه الأمور بشكل واقعي.

طبيعة اللقاحات

وأشار إلى أن طبيعة اللقاحات أنها تختلف في مكوناتها، ويتبع ذلك أي جزء من المناعة يستثار، وبالتالي فعالية المضادات التي يفرزها الجسم خلال اللقاح.

وأوضح أن ”موديرنا“، و”فايزر“، يحملان نفس التقنية، ونتائجهما متقاربة في تكوين المناعة، وقد حققا نسبا تاريخية في إعطاء مناعة تتجاوز 90??، وهذا أمر جدا رائع، فيما أسترزنيكا «اوكسفورد» يعتمد على تقنية مختلفة، حيث يعتمد على وجود وسائط ناقلة لمادة اللقاح، وهذا يختلف في تأثيراته وفعاليته عن اللقاحين السابقين، فهو أقل فعالية من موديرنا وفايزر، فهما أكثر فعالية منه.

تغيرات الجو

وقال: إن تغيرات الجو بشكل عام تؤثر في انتشار الفيروسات التنفسية كالأنفلونزا، أو الفيروسات الشبيهة بالأنفلونزا وفيروسات كورونا، ومنها كوفيد - 19.

وأضاف، ان الاتجاه إلى الانتشار يكون من بداية شهر أكتوبر «أو نوفمبر» ويمتد عادة إلى شهر مارس، وأحيانا يتأخر إلى أبريل؛ هذا هو الموسم الذي يتخوف منه من انتشار الفيروسات التنفسية.

أعراض مشتركة

وأكد أن الإنفلونزا الموسمية لا زالت تمثل مشكلة كبيرة على صحة الإنسان، بالإضافة إلى ذلك، توجد مشتركات في الأعراض بين الفيروسين «الإنفلونزا وكوفيد - 19»، مما يجعل إمكانية التحصين ضد أحدهما يمنع اختلاط واشتباه الأعراض مع الفيروس الثاني.