تأثير الدواء الوهمي يزيد عن ثلثي أعراض لقاح كوفيد-19 البعيدة عن موضع تلقي الحقنة
اكتشف باحثون أن تأثير الدواء الوهمي يزيد عن ثلثي أعراض لقاح كوفيد-19 البعيدة عن موضع تلقي الحقنة
بقلم : جاكلين ميتشل.
18 يناير 2022
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 23 لسنة 2022
Placebo Effect Accounts for More Than Two-Thirds of COVID-19 Vaccine Adverse Events، Researchers Find
Written by: Jacqueline Mitchell
January 18,2022
ثلث المشاركين في التجارب السريرية الذين لم يتلقوا أي لقاح لكوفيد-19 أبلغوا عن أعراض «تأثيرات / أعراض تصيب الأنسجة البعيدة عن موضع تلقي الحقنة [يُعرف ب systemic adverse events، والذي نختصرها هنا بعبارة: الأعراض البعيدة عن موضع تلقي الحقنة، انظر [1] كالصداع والإعياء.
تأثير الدواء الوهمي «دواء الغفل، [2] هو ظاهرة معروفة لتحسين الصحة البدنية [3] أو العقلية [4] للشخص بعد تناول علاج ليس فيه منفعة علاجية دوائية فعالة - عبارة عن حبة سكر، أو حقنة مليئة بمحلول ملحي، على سبيل المثال. على الرغم من أن الأسس البيولوجية والنفسية والجينية لتأثير الدواء الوهمي ليست مفهومة جيدًا، بعض النظريات تشير إلى توقعات المريض إلى أنها السبب الرئيس بينما بعض النظريات الأخرى تقول بأن العوامل المتاتية من ألّاوعي المنطوي ضمن العلاقة بين المريض والطبيب هي التي تقلل تلقائيًا من حجم الأعراض. في بعض الأحيان يمكن أن تسبب تأثيرات الدواء الوهمي ضررًا أيضًا - يحدث ما يسمى ”بتأثير النيسيبو nocebo“ أو الوهم المرضي[5] عندما يعاني الشخص من أعراض ثانوية «آثار جانبية» مؤلمة بعد تناول علاج ليس له فاعلية دوائية «العلاج الوهمي،[2] . نفس تلك الحبة من السكر قد تسبب الغثيان، أو تلك الحقنة المليئة بالمحلول الملحي قد تسبب الإعياء fatigue «انظر [6] .
في تحليل تلوي [7] جديد لتجارب لقاح كوفيد-19 العشوائية الخاضعة للتحكم الوهمي، الباحثون في مركز Beth Israel Deaconess الطبي «BIDMC» التابع لجامعة هارفرد قارنوا معدلات المشاكل / الأعراض الطبية الناتجة من العلاج adverse events «انظر [8] التي أبلغ عنها المشاركون الذين تلقوا حقن كوفيد-19 بمعدل المشاكل الطبية الناتجة عن العلاج التي أبلغ عنها المشاركون الذين تلقوا حقن الدواء الوهمي - التي لا تحتوي على لقاح. في حين وجد الباحثون عددًا كبيرًا من المشاركين في التجربة الذين تلقوا حقن اللقاح أبلغوا عن مشاكل طبية ناتجة عن العلاج [8] . فإن ما يقرب من ثلث المشاركين الذين تلقوا الدواء الوهمي أبلغوا أيضًا على الأقل عن مشكلة طبية واحدة ناتجة من العلاج، حيث كان الصداع والإعياء «6» هما الأكثر شيوعًا بين هذه المشاكل. نشرت نتائج الفريق في المجلة المفتوحة لشبكة جمعية الطب الأمريكية JAMA Network Open «انظر [9] .
مجموعة يأخذون راحة بعد تلقيهم لقاح كوفيد
حلل هاس Hass وزملاؤه بيانات من 12 تجربة سريرية على لقاحات كوفيد-19. شملت التجارب 12 تقريرًا عن تأثيرات / أعراض بعيدة عن موضع تلقي الحقنة systemic adverse event من 22578 متلقٍ للعلاج الوهمي و22802 متلقٍ للقاح. بعد أول جرعة، عانى أكثر من 35 في المائة من متلقي العلاج الوهمي تأثيرات / أعراض بعيدة عن موضع تلقي الحقنة - كالحمى - مع أعراض صداع وإعياء أكثر شيوعًا بنسبة 19,6 في المائة و16,7 في المائة على التوالي. أبلغ ستة عشر بالمائة من متلقي العلاج الوهمي عن مشكلة طبية موضعية واحدة على الأقل، كالألم في موضع تلقي الحقنة أو الاحمرار أو التورم.
بالمقارنة بعد الجرعة الأولى، عانى 46 في المائة من متلقي اللقاح من مشكلة طبية واحدة على الأقل من تأثيرات / أعراض بعيدة عن موضع تلقي الحقنة وأبلغ ثلثا المشاركين عن مشكلة طبية واحدة موضعية «في محل الحقنة» على الأقل. على الرغم من أن هذه المجموعة تلقت علاجًا دوائيًا فعالًا، بعض مشاكلها الطبية الناتجة من العلاج تُعزى على الأقل إلى الدواء الوهمي - أو في هذه الحالة إلى تأثير نوسيبو nocebo - نظرًا لأن العديد من هذه التأثيرات حدثت أيضًا في المجموعة التي تلقت الدواء الوهمي. افادت نتائج التحليل التي قام به هاس Haas وزملاؤه أن تأثير نسيبو nocebo يمثل 76 بالمائة من جميع المشاكل الطبية الناتجة عن العلاج في المجموعة التي تلقت اللقاح وأن ما يقرب من ربع جميع التأثيرات الموضعية قد أُبلغ عنها.
بعد الجرعة الثانية، انخفضت المشاكل الطبية من العلاج إلى 32 في المائة في أوساط المجموعة التي تلقت الدواء الوهمي والتي أبلغت عن أي تأثيرات / أعراض ظهرت بعيدةً عن موضع تلقي الحقنة، و12 في المائة أبلغت عن كل الآثار / الأعراض الموضعية «في موضع الحقنة». في المقابل، أبلغ المشاركون الذين تلقوا اللقاح عن المزيد من أعر اض جانبية، حيث أبلغ 61 بالمائة عن أعراض بعيدة عن موضع تلقي الحقنة، و73 بالمائة أبلغوا عن أعراض موضعية. حسب الباحثون أن تأثير نوسيبو nocebo مسؤول عما يقرب عن 52 في المائة من الأعراض الجانبية المبلغ عنها بعد الجرعة الثانية.
على الرغم من أنه لا يمكن التأكد من سبب هذا الانخفاض النسبي في تأثير نوسيبو nocebo، يعتقد الباحثون أن ارتفاع معدل المشاكل الطبية من العلاج في المجموعة التي تلقت الجرعة لأول مرة ربما أدى بالمشاركين إلى توقع المزيد من هذه المشاكل في الجرعة الثانية. ”أعراض غير محددة كالصداع والإعياء - والتي بينّا أنها حساسة بشكل خاص لتأثير النوسيبو - أُدرجت ضمن المشاكل الطبية الأكثر شيوعًا بعد اللقاح ضد كوفيد-19 في العديد من المنشورات الطبية،“ كما قال كبير المؤلفين تيد ج. كابتشوك، مدير البرنامج في دراسات الدواء الوهمي وبرنامج العلاج النفسي الجماعي الذي يركز فيه المشاركون على الطبيعة والتعبير الصريح عن مشاعرهم العميقة والذي يهدف زيادة الوعي الذاتي وتحسين التواصل الشخصي بين المجموعة «تُعرف ب Therapeutic Encounter». في BIDMC وبرفسور الطب في كلية الطب بجامعة هارفارد.
”تشير الأدلة إلى أن هذا النوع من المعلومات قد يتسبب في أن يخطئ الناس في إسناد الإعياء البدني اليومي الشائع على أنه ناشيء عن اللقاح أو يسبب القلق والهم واللذين يجعلا الناس حذرين بشكل مفرط تجاه الأعياء البدني بشأن المشاكل / الأعراض الطبية الناتجة من اللقاح.“
كابتشوك Kaptchuk وزملاؤه معروفون على أنهم مجموعة كبيرة ومتنامية تمتلك أدلة تُثبت أن التصريح الكامل بالعلاج الوهمي للمريض [على أنه علاج وهمي]، وهو مفهوم يسميه ”العلاج الوهمي الصريح «الذي يعلم به المريض»“، يمكن في الواقع تحسين الحالات المزمنة الشائعة دون أي تأثيرات النوسيبو nocebo. بينما يعتقد بعض الباحثين أن إبلاغ المرضى بالمشاكل الطبية للعلاج قد يسبب ضررًا، لكن كابتشوك يعتقد أنه من الضروري من الناحية الأخلاقية إبلاغ المشاركين بشكل كامل وصريح بمشاكل العلاج الطبية المحتملة للقاحات.
قال كابتشوك ”الطب يقوم على الثقة“. ”النتائج التي توصلنا إليها تدعونا إلى أن إخبار الناس بإمكانية حدوث تأثيرات النوسيبو nocebo يمكن أن يساعد في تقليل المخاوف بشأن لقاح كوفيد-19، مما قد يقلل من التردد في أخذ اللقاح.“
