آخر تحديث: 11 / 5 / 2024م - 8:01 م

بعد الطلاق يتعرض الرجال لخطر الإصابة بأمراض عقلية

عدنان أحمد الحاجي *

26 يناير 2022

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 30 لسنة 2022

When relationships break down، men are at risk of mental illness

Jan 26,2022

مقدمة رضي حسن المبيوق، برفسور علم النفس السلوكي، جامعة شمال أيوا

تعد الخلافات والنزاعات من الأمور الطبيعية في الحياة الزوجية؛ وتحتاج إلى مهارات تواصل ونضج عقلي وقلبي من كلا الزوجين لحل خلافاتهما لكيلا تتراكم وتزداد حدة وتعقيدًا، وربما تتحول إلى أزمات قد تعصف بهذه العلاقة المقدسة وتذهب بها في مهب الريح.

هناك غير سبب لفشل العلاقات الزوجية وتفاقمها حتى تصل إلى شفير حالة عدم امكانية التراجع وبالتالي الطلاق لا سمح الله. وعند الوصول لهذا الحد، قد يضطر الزوجان إلى اللجوء إلى معالج أو متخصص نفسي أسري لتدارك الأمر وعلاج جذور المشكلة.

ومن عنوان المقال المترجم أدناه وبناءً على حيثيات محتواه بإمكاننا أن نتصور في هذه الحالة أن الزوجة هي من سعت وطلبت الطلاق من زوجها، وهذا الطلب في حد ذاته قد يتسبب في حدوث أزمات وإضطرابات نفسية قوية للزوج قبل أن يقع فكيف لو وقع. ولذا يعده رسالة قوية ومدوية قد يترجم رفض زوجته له بمثابة سهم مجنح موجه نحوه يخترق كيانه ويضرب أعماق كبريائه ويهدد وجوده. ولذا قد يتعرض لخطر الإصابة ببعض الإضطرابات بعد الطلاق وتؤثر فيه تأثيرًا بالغًا قد تنعكس عليه سلبًا، مما تدفعه لتقليل من قيمته لنفسه في نفسه وعدم تقديره واحترامه لذاته. وهذه المشاعر السلبية الغامرة بشكل بالغ يصعب أحيانًا تحملها وقد تؤدي تدريجيًا لبروز مشاعر القلق والحيرة والتردد والإكتئاب وضعف الإرادة في البقاء على قيد الحياة مما يدفعه أحيانا إلى الإقدام على إنهاء حياته والانتحار لا سمح الله.

النص المترجم

أكدت دراسة جديدة من جامعة بريتش كولومبيا أنه عندما ينتقل الرجال إلى مرحلة ما بعد الطلاق يكونون أكثر عرضة للإصابة بأمراض عقلية / نفسية، بما فيها القلق والاكتئاب والانتحار.

”يعانى معظم الرجال من بدء ظهور أعراض مرض عقلي / نفسي أو تفاقمه أثناء مرحلة العلاقة المتوترة بينهم وبين شريكات حياتهم أو بعد الطلاق،“ كما يقول المؤلف الرئيس للدراسة الدكتور جون أوليف John Oliffe، وهو برفسور كرسي الأبحاث الكندية، وبرفسور التمريض في جامعة بريتش كولومبيا، والذي يركز في أبحاثه على صحة الرجال العقلية. وأفاد بأن الإتفصال يضاعف من خطر انتحار الرجال بمقدار أربع مرات، وأشار بأن العلاقات المتوترة وكذلك الانفصال والطلاق كلها تؤدي إلى صعوبات صحة عقلية يعاني منها الرجال.

أجرى الدكتور أوليف والفريق في برنامج أبحاث صحة الرجال في جامعة بريتش كولومبيا مقابلات مع 47 رجلاً عن تجاربهم في فترة ما بعد الطلاق من شريكات حياتهم. عندما يواجه الرجال خلافات في علاقاتهم، يميلون إلى التقليل من أهمية المشاكل، مما يتسبب في تصدع العلاقة بشكل أكثر.

”تلعب الذكورية النمطية دورًا في كيف يتفاعل الرجال مع الطلاق“، كما يقول الدكتور أوليف Oliffe، الذي يقود أيضًا مجموعة التميز البحثي في جامعة بريتش كولومبيا في الحد من انتحار الرجال. ”على سبيل المثال، أدى عدم اليقين لدى الرجال بشأن كيف يفصحون عن المشاكل ويحلونها في اطار العلاقة الزوجية إلى انعزال العديد من الرجال بدلاً من أي يسعوا إلى طلب المساعدة. معظم الرجال المشاركين في هذه الدراسة يعانون من فترة ما بعد الطلاق من شريكات حياتهم - مثل الفترة الحزينة التي تعقب الطلاق حيث يفقد الرجل شريكة حياته، أو مسؤلية تربية الأطفال أو الخيانة الزوجية - وكان الهدف الأساس لهؤلاء الرجال هو تجنب الخلافات مع شريكات حياتهم“.

ووجدت الدراسة أيضًا أن الرجال الذين كانوا يعانون من ضائقة شديدة بعد الطلاق استخدموا مواد مخدرة، بما فيها الكحول، للتغلب على مشاعر كمشاعر الغضب والندم والحزن والخجل والشعور بالذنب. هذا بالإضافة إلى عدم اليقين البالغ لما يمكن أن تبدو عليه الحياة بعدم التمكن من قضائهم بعض الوقت مع «حرمانهم من» أطفالهم ومعاناتهم من صعوبات مالية ومن فقدان العلاقات الاجتماعية.

ما يعقِّد هذه النتائج هو العزلة والارباك الناجم من جراء القيود التي تفرضها الصحة العامة بسبب انتشار كوفيد-19، والتي يمكن أن تؤدي إلى زيادة تعاطي الكحول والمخدرات في المنزل، وبذلك يتفاقم الخلاف، مما يؤدي إلى تدهور الصحة العقلية، كما أضاف أوليف.

في الجانب الإيجابي، كشفت الدراسة أنه بعد الطلاق، يوظف الرجال مجموعة متنوعة من الموارد لتلبية احتياجات صحتهم العقلية.

”كانت جهود طلب المساعدة بين هؤلاء الرجال واسعة النطاق وتضمنت جهودًا فردية «يقوم بها الشخص بمفرده»، كالتمرينات الرياضية والقراءة والرعاية الذاتية[1]  بينما قام رجال آخرون باستغلال الشبكات الاجتماعية الموجودة أو توسيع جهودهم للتواصل مع مجموعات الدعم أو حضروا جلسات علاج نفسي[2] ،“ كما تلاحظ غابرييلا مونتانير Gabriela Montaner، رئيسة المشروع والمؤلفة المشاركة للورقة.

عند التفكير في الآثار المترتبة على الخدمات النفسية والتأهيلية، أوضحت غابرييلا أنه على الرغم من أن الرجال يميلون إلى الانتظار حتى حدوث أزمة الطلاق قبل أن يطلبوا المساعدة، إلَّا أنهم قد استثمروا وقتًا وجهدًا كبيرين للمضي قدمًا بعدها، بالإضافة إلى معرفتهم بدورهم في حدوث الطلاق. ”نحن بحاجة إلى إعادة تصور مفهوم تعزيز الصحة العقلية [المترجم: انظر مثلًا، الخدمات التي يقدمها المركز الوطني السعودي لتعزيز الصحة للنفسية، [3] ] للرجال بحيث يشمل بنحو حقوقي المساعدة الذاتية والموارد غير الرسمية وخدمات جماعة الأقران الذكور «انظر مثلًا،[4] بالإضافة إلى الخدمات المهنية.“

وأضاف الدكتور أوليف: ”لطالما تعاملنا مع حالات انفصال وطلاق على أنها بيانات ديموغرافية لفحص عوامل الخطر المحتملة في الأمراض العقلية والانتحار لدى الرجال. نتائج الدراسة الحالية تزودنا بسياقات وتوجيهات مهمة للوصول إلى أصل المشاكل من أجل مساعدة الرجال على بناء علاقات أفضل[5] ، وهذا هو محور عملنا الحالي مع موفمبر Movember الذي يُعنى بصحة الرجال[6] .“.

نشرت هذه الدراسة في مجلة العلوم الاجتماعية والطب[7] 

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - ”الرعاية الذاتية هي“ عملية متعددة الأبعاد ومتعددة الأوجه من الانخراط الهادف في الاستراتيجيات التي يقوم بها الشخص من أجل تعزيز صحته البدنية والعقلية والعاطفية. " ترجمناه بتصرف من نص ورد على هذا العنوان:

https://www.verywellmind.com/self-care-strategies-overall-stress-reduction-3144729

[2] - ”العلاج النفسي أو المعالجة النفسية أو العلاج بالتحليل النفسي هو استخدام الأساليب النفسية في شكل تفاعل شخصي منتظم، بهدف المساعدة على التغيير، والتغلب على المشكلات بطريقة مرجوة، كما يهدف العلاج النفسي إلى تحسين الفرد من حيث الرفاه والصحة النفسية، وكذلك يهدف إلى حل أو تخفيف السلوكيات والمعتقدات والدوافعوالأفكار والعواطف المزعجة، وتحسين العلاقاتوالمهارات الاجتماعية. وتُعتبر بعض العلاجات النفسية مسندة بدليل لعلاج بعض الاضطرابات النفسية.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/علاج_نفسي

[3] - ”المركز الوطني لتعزيز الصحة النفسية: يهدف المركز لتعزيز الصحة النفسية حقوقيا، من خلال العمل على مساعدة المرضى النفسيين وأسرهم، للحصول على الخدمات العلاجية والتأهيلية، وتعزيز برامج الصحة النفسية، وتصحيح المفاهيم المتعلقة بذلك، بالإضافة إلى تنسيق جهود الجهات الحكومية والأهلية الموجهة لهذه الفئة، وذلك لحماية حقوقهم. كما يعمل على تعزيز برامج الصحة النفسية وتصحيح المفاهيم المتعلقة بذلك وتنسيق جهود الجهات الحكومية والأهلية الموجهة لهذه الفئة، وذلك لحماية حقوقهم.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/المركز_الوطني_لتعزيز_الصحة_النفسية

.[4]  - https://www.nami.org/Blogs/NAMI-Blog/August-2018 - /Peer-Support-Helping-Others-Healing-Yourself

[5] - https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10,1002/hpja.463

[6] - موفمبر Movember هو حدث سنويّ بدأ في عام 2004 بهدف التوعية بقضايا الرّجال الصّحيّة، مثل سرطان البروستات والخصية وضغط الدم والانتحار، ويمتد لشهر كامل في أستراليا ونيوزلاندا وجمهورية أيرلندا وكنداو إسبانيا والمملكة المتحدة والتشيك والولايات المتحدة الأمريكية وتايوان وجنوب أفريقيا. وأهم ما يميزه إطلاق الرجال المشاركون فيه لشواربهم، وهو السبب في تسميته ب موفمبر، وهو اسم منحوت من كلمة موستاش Mustache والتي تعني شارب في، وكلمة نوفمبر November وهو الشهر الذي ينطلق فيه الحدث. يشجع موفمبر الرجال على الكشف المبكر عن السرطان من خلال إجراء فحوصات سنوية، والإطلاع على التاريخ المرضي العائلي، كما يسعى إلى تقليل عدد الوفيات. في عام 2012 صنفت مجلة Global Journal موفمبر كواحدة من أفضل 100 منظمة غير حكومية في العالم. " مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/موفمبر

[7] - https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2667321522000014?via%3Dihub

المصدر الرئيس

https://news.ubc.ca/2022/01/26/when-relationships-break-down-men-are-at-risk-of-mental-illness/