آخر تحديث: 11 / 5 / 2024م - 11:56 ص

الكشف عن اضطراب نقص الانتباه بشكل أكثر دقة

عدنان أحمد الحاجي *

بتحليل تقلبات الحالات الدماغية المختلفة، تعرف باحثو علم الأعصاب في Synapsy علامة عصبية جديدة لاضطراب نقص الانتباه مع أو بدون فرط النشاط.

6 يناير 2022

مراجع من قبل الأقران

المركز الوطني للكفاءة في البحث «مؤسسة العلوم السويسرية» سنابسي Synapsy

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 35 لسنة 2022

Detecting attention deficit disorder more accurately

January 6,2022

تشخيص الراشدين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة «ADHD» يرتكز على معايير عدم الانتباه والاندفاعية.

تمامًا كما أن لأسباب اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أساس بيولوجي، فإن اكتشاف علامات حيوية biomarkers يمكن أن يساعد في تشخيص وعلاج هذا الاضطراب، الذي له أحيانًا عواقب وخيمة على سلامة الشخص وعائلته وحياته المهنية والاجتماعية. بدعم من مركز الأبحاث الوطني سينابسي Synapsy، ركز باحثو علم الأعصاب من جامعة جنيڤ «UNIGE» ومركز تصوير الطب الحيوي «CIBM» ومستشفى جامعة جنيڤ «HUG» اهتمامهم على مقاربة جديدة مستخدمين تخطيط كهربية الدماغ EEG «انظر [1]  تسمى الحالات الدقيقة microstates «انظر [2]  للتعرف على البصمات العصبية لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. تُستخدم تقنية الحالات الدقيقة لدراسة الجوانب الزماكانية الكلية للنشاط الدماغي. باستخدام هذه التقنية، اكتشف فريق البحث أن حالة معينة من النشاط الدماغي المرتبطة بالنوم والانتباه استمرت لفترة أطول لدى المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. النتائج المنشورة في مجلة الطب النفسي البيولوجي: علم الأعصاب المعرفي والتصوير العصبي Biological Psychiatry: Cognitive Neuroscience and Neuroimaging «انظر 3»، تقدم دليلاً على وجود علامة حيوية أكثر رصانةً لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وبالتالي تساهم في مساعدة تخصص الطب النفسي على أن يصبح تخصصًا طبيًا أكثر دقة.

اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة يصيب 5٪ من الراشدين، مما يجعله أحد أكثر الاضطرابات النفسية شيوعًا. التشخيص السريري الحالي يعتمد فقط على استبيانات تركز بشكل أساسي على أعراض عدم الانتباه والاندفاعية.

بيد أن باحثي علم الأعصاب يتكهنون بأن أسباب اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، على رغم من أنها لا تزال غير معروفة جيدًا، لها أساس بيولوجي وجيني، مما يوحي بأنه قد توجد علامات حيوية يمكن أن تساعد في تشخيصه. كان هذا هو هدف هذه الدراسة الجديدة المدعومة من قبل سينابسي Synapsy، وهو مركز بحثي جمع بين الطب النفسي وعلوم الأعصاب على مدى الاثني عشر عامًا الماضية لفهم الأساس العصبي للاضطرابات النفسية المختلفة على أمل إيجاد وسائل أفضل لتشخيصها وعلاجها.

البحث عن أداة تشخيصية أفضل

تعتبر دراسة الدماغ البشري مهمةً صعبة لأننا لا نستطيع الوصول مباشرة إلى الدماغ لدراسة آلياته الخلوية والجزيئية. وبالتالي، تًستخدم وسائل فحص غير باضعة، مثل مسح الدماغ أو مخطط كهربية الدماغ «EEG». وسيلة الفحص الثانية «أي EEG» تستخدم شبكة من أقطاب مستشعرات كهربائية توضع على فروة رأس الشخص المعني لقياس المجالات الكهربائية الصادرة عن الشبكات العصبية واسعة النطاق[4] . كشفت الدراسات الحديثة عن نشاط غير طبيعي في مخطط كهربية الدماغ بين المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، مما يشير إلى أن تطور الدماغ brain development غير الطبيعي «الشاذ» قد يكون سببًا لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.

لسوء الحظ، البيانات تتباين كثيرًا من دراسة إلى أخرى، مما يجعلها علامات حيوية غير موثوقة على اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. ”ترجع هذه التباينات إما إلى عدم التجانس الواسع للعوامل المسببة لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة أو إلى حقيقة أن تحليلات مخطط كهربية الدماغ التقليدية ليست أداة جيدة لدراسة هذا النشاط لأنها لا تأخذ في الاعتبار الجوانب الزمكانية للحالات الدماغية“. كما قال توماس روس الباحث في قسم الطب النفسي وعلم الأعصاب في كلية الطب في جامعة جنيڤ UNIGE.

الحالات الدقيقة الدماغية تكشف عن علامتين حيويتين

نشاط الدماغ يتقلب على التوالي من حالة إلى أخرى عندما يكون أثناء الراحة، بارزًا ترتيبات مكانية مختلفة في المجال الكهربائي لمخطط كهربية الدماغ. يتحدث باحثو علم الأعصاب غالبًا عن خمس حالات ”دقيقة microstate“ أو ترتيبات رئيسة، مرمزة بأحرف من A إلى E. تبقى هذه الحالات المختلفة مستقرة لحوالي مائة مللي ثانية وتتحول من حالة إلى أخرى، ومن هنا جاءت تسميتها بالحالات الدقيقة microstate. يمكن أن يكتشفها مخطط كهربية الدماغ، ويمكن استنباط ترددها ومدتها وترتيب ظهورها من التسجيلات.

باستخدام هذه المقاربة، وجد الباحثون اختلافات بين الراشدين المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة وغير المشخصين به. يبدو أن الحالة الدقيقة للدماغ «A» لها مدة أقصر بين المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. ”بمقارنة هذه الملاحظة بالبيانات المأخوذة من الاستبيانات السريرية، لاحظنا أن هذه الحالة تتلازم تلازمًا عكسيًا بأعراض عدم الانتباه،“ كما قال ڤيكتور فيرات Victor Férat، الباحث في مختبر مسح الدماغ الوظيفي والمؤلف الأول للدراسة. ومن المثير للاهتمام، لاحظ الفريق أن مدة الحالة الدقيقة D أطول في المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة، وأن هذا مرتبط باضطراب نوم متزايد، وهو عَرَض من الأعراض النمطية لاضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة.

الموثوقية المنضبطة

تمامًا كما ينبغي أن تكون النتائج العلمية قابلة للتكرار في هذا المجال، لهذا كرر فريق البحث تحليلاتهم على مجموعة منفصلة من المراجعين للتحقق من قابلية تعميم نتائجهم. بالتعاون مع البروفيسور مارتن آرنس Martijn Arns، رئيس معهد برينكلينكس Brainclinics في هولندا، المجموعة الأولى من البيانات من ستة وستين مراجعًا مشخصًا باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ومن ستة وستين شخصًا في المجموعة الضابطة تم التحقق من صحتها وذلك بمقارنتها ببينات نتائج تجربة أجريت على مجموعة منفصلة من اثنين وعشرين مشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة واثنين وعشرين شخصًا من مجموعة الضبط [غير مشخصين بالاضطراب]، تم تسجيلهم في مستشفى جامعة جنيڤ HUG من قبل وحدة تقص الانتباه وفرط الحركة ADHD برئاسة البروفسور نادر بيرود Nader Perroud، المؤلف المشارك للدراسة. قال فيكتور فيرات: ”في هذه الحالة، استطعنا تكرار النتائج المتعلقة بالحالة الدقيقة D، ولكن لم نستطع تكرار نتائج للحالة الدقيقة A“.


الصورة: الحالة الدقيقة الدماغية D هي الأكثر بروزًا بين المشخصين باضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة ويمكن استخدامها كعلامة حيوية وظيفية غير باضعة. يعد هذا تقدمًا ملحوظًا لتقييم هذا الاضطراب النفسي الشائع والمتنوع.

وهكذا يبدو أن الحالة الدقيقة D تصلح أن تكون علامة حيوية دماغية قابلة للتكرار لتشخيص اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. علاوة على ذلك، يبدو أن هذه العلامة مقترنة أيضًا باضطراب النوم لدى هذه الفئة من الناس، وهو جانب رئيس من جوانب اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة. وبالتالي تكشف هذه النتائج عن أداة قيمة للبحث والتشخيص وحتى العلاج. قال ذلك توماس روس بحماس: ”يمكن مراقبة هذه العلامة الحيوية في الوقت الفعلي أثناء تدريب الدماغ باستخدام الارتجاع العصبي[5] ، على سبيل المثال“.

مصادر من داخل وخارج النص

[1] - https://ar.wikipedia.org/wiki/تخطيط_كهربية_الدماغ

[2] - https://chem.libretexts.org/Bookshelves/Physical_and_Theoretical_Chemistry_Textbook_Maps/Supplemental_Modules_ «Physical_and_Theoretical_Chemistry» /Thermodynamics/Energies_and_Potentials/Entropy/Microstates

[3] - https://www.sciencedirect.com/science/article/pii/S2451902221003190?via%3Dihub

[4] - ”الشبكات الدماغية واسعة النطاق هي عبارة عن مجموعة مناطق دماغية واسعة الانتشار تُظهر اتصالا وظيفيا بينها، يمكن رصده بالتحليل الإحصائي لإشارة التصوير المغناطيسي الوظيفي، أو طرق التسجيل الأخرى مثل تخطيط أمواج المداغ تصوير مقطعي بالإصدار البوزيتروني وتخطيط الدماغ المغناطيسي“

https://ar.wikipedia.org/wiki/شبكة_دماغية_واسعة_النطاق

[5] - ”"الارتجاع العصبي أو تلقيم راجع عصبي «Neurofeedback» هو تقنية حديثة تستخدم ليس فقط في علاج الكثير من الأمراض النفسية والعصبية وإنما في تحسين القدرات الذهنية والمعرفية، حيث يتم توصيل مجسات إلكترونية لقياس موجات الدناغ. تثبت المجسات على جهة الرأس الخاصة بالفص المراد تدريبه من الدماغ وتوصل بجهاز لرسم الدماغ. ومن ثم يتم التوصيل إلى جهاز الكمبيوتر. وبواسطة برنامج خاص يتم ربط الموجات بلعبة تظهر كصورة على شاشة الحاسوب. يركز المريض أفكاره لتحريك اللعبة على شاشة الحاسوب، وكلما ركز المريض على الموجات الصحيحة تحسن الأداء الخاص بهذه اللعبة. ويرى المريض ذلك أمام عينيه على الشاشة مما يجعله يركز أكثر بغرض تحسين أدائه. وتكون النتيجة هي تدريب المريض على التحكم في إصدار الموجات الصحيحة من الدماغ وتتحسن بالتالي قدراته على التحكم في تفكيره والتركيز على ما يفكر فيه. هذه الطريقة تغني عن اعطاء المريض أدوية لتهدئته إذ ربما تجعله مدمنا. تؤدي تلك الطريقة لعلاج قصور الانتباه وفرط الحركةADHS، وهي تتطلب العديد من الجلسات حتى يضمن نجاح هذا العلاج.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/ارتجاع_عصبي

المصدر الرئيس

https://www.eurekalert.org/news-releases/939397