آخر تحديث: 11 / 5 / 2024م - 11:56 ص

لماذا، في بعض الأحيان، لا نرى ما رأيناه بالفعل

عدنان أحمد الحاجي *

23 أكتوبر 2019

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 36 لسنة 2022

Why، Sometimes، We Don’t See What We Actually Saw

October 23,2019

يقول باحثو علم الأعصاب من جامعة جورتاون إنهم تعرفوا علي كيف يمكن أن يتعرض الناس لـ ”التداخل في المعالجة البصرية“ - وهو عنق زجاجة لإشارات التحكم في التغذية المسبقة «الأمامية» feedforward وفي التغذية الراجعة feedback «انظر[1]  التي يمكن أن تجعلنا لا أن نعي بالمنبهات التي يدركها دماغنا.

في مجلة الرؤية Vision «انظر[1] ، يصف الباحثون ماذا قد يحدث عندما يُطلب من الدماغ معالجة معلومات أكثر من امكانياته. تحدث هذه الظاهرة، التي أطلقوا عليها اسم ”التداخل في المعالجة البصرية“، عندما تُكلف الخلايا العصبية، المشغولة بمعالجة إحدى الصور، بمعالجة صورة أخرى بسرعة كبيرة، ونتيجةً لذلك لا تصل إحدى الصورتين أو كلاهما إلى الإدراك الواعي[2] .

”أفادت دراسات سابقة أن الناس قاصرون نوعًا ما في رؤية أشياء مثيرة للاهتمام تظهر زمانيًا قريبة من بعضها البعض، على الرغم من أن الدماغ البشري يتمكن من معالجة ما يصل إلى 70 صورة في الثانية الواحدة“، كما قال كبير الباحثين في الدراسة، باحث علم الأعصاب ماكسيميليان ريزنهوبر Maximilian Riesenhuber، برفسور علم الأعصاب بجامعة جورجتاون. ”تُثبت دراستنا أن هناك محدودية للجهاز البصري وتفسر لماذا وعينا قاصر عن مواكبة تلك السرعة. عندما يقول لك أحدهم أنه لم ير شيئًا حدث أثناء حالة من الفوضى، فربما كان محقًا أنه لم يرَ شيئًا، لكنه لم يعرف أنه رآه“.

تقدم الدراسة دليلاً على النظرية القائلة بأن حالة عنق الزجاجة يمكن أن تحدث في المسار العصبي الذي يتلقى المنبهات البصرية [أي الأشياء التي يراها المرء]. يبدأ هذا المسار في الجزء الخلفي من الدماغ ويمتد إلى الأمام، ويعالج الإشارات المرئية بسرعة حتى القشرة الأمامية «”التغذية الأمامية“»، ثم يرسلها مرة أخرى إلى المناطق التي تمت فيها معالجة المنبهات أول مرة «”التغذية الراجعة“».

”يبدو أن موجة التغذية الراجعة مهمة للمشاركين حتى يصبحوا مدركين للمحفزات التي عالجتها أدمغتهم في مسار“ التغذية الأمامية، " كما يوضح ريزنهوبر.

تضمنت الدراسة سلسلة من تجارب مخطط كهربية الدماغ EEG حيث شاهد المشاركون صورًا لمشاهد طبيعية عُرضت عليهم في دفعات قصيرة بمعدل 12 صورة في الثانية، وأجابوا عن عدد الصور التي تحتوي على حيوانات، وأيضًا ما هي تلك الحيوانات.

التداخل في المعالجة البصرية يحدث عندما يتم تنشيط الجزء الخلفي من الدماغ مرة أخرى بصورة ثانية قبل اكتمال حلقة التغذية الأمامية والتغذية الراجعة اللازمة للصورة الأولى.

يقول الباحثون إن استنتاجاتهم ليست ذات صلة فقط بكيف ومتى وأين يمكن أن تظهر محدودية كفاءة قدرات معالجة الدماغ، ولكن لها أيضًا تداعيات تمتد من الوعي إلى التعلم والانتباه.

”بالإضافة إلى طرح نظرية تشرح السبب الكامن وراء عدم الوعي، توضح دراستنا أيضًا كيف نتجنب“ تداخل ”الإشارة العصبية وبذلك نزيد من مستوى الوعي“، كما يوضح المؤلف الرئيس للدراسة جاكوب جي مارتن Jacob G. Martin. ”عندما قللنا تجريبيًا التداخل بين أوجه التغذية الأمامية والتغذية الراجعة للمحفزين الاثنين [وهما الصورتان، انظر أعلاه]، لاحظنا تحسنًا في الرؤية وكذلك في تصنيف الصور [الصور التي تتضمن حيوانات وما هي تلك الحيوانات].“