آخر تحديث: 12 / 5 / 2024م - 1:43 ص

هل يمكن انقاذ هذا الزواج؟

عدنان أحمد الحاجي *

في وجود ما يصل إلى 50 في المائة من الزيجات التي تنتهي بالطلاق، فإن بحثًا جديدًا أجراه علماء النفس يحدد العوامل التي تديم هذا الحب بين الزوجين .

بقلم آنا ميلر

مجلة جمعية علم النفس الامريكية، عدد أبريل 2013، المجلد 44، رقم 4

المترجم : عدنان أحمد الحاجي

المقالة رقم 44 لسنة 2022

Can this marriage be saved?

By Anna Miller

April 2013،

اسأل أي زوجين شابين عن كم يدوم زواجكما، وستجد كثيرًا من يقولان لك إلى الأبد، كما يقول باحث علم النفس بجامعة كلارك جيفري Clark University جنسن أرنيت Jensen Arnett، خبير في مرحلة البلوغ الناشئة [المترجم: مفهوم صيغ حديثًا ويعني المرحلة التي بين أواخر مرحلة البلوغ وأول مرحلة الرشد، مع التركيز على الفترة العمرية من 18 - 25، بحسب [1] ، ونختصره نحن هنا ”بمرحلة الرشد الناشىء“]. في أحدث استطلاع أجرته جامعة كلارك على هؤلاء الراشدين الناشئين، وجد أن 86 في المائة من أكثر من 1000 أمريكي تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عامًا شملهم الاستطلاع يتوقعون أن يستمر زواجهم مدى الحياة. يفترض آرنيت أن المشاركين الذين لم يتوقعوا ذلك لم يخططوا للزواج على الإطلاق.

بيد أن الإحصائيات تشير إلى أن العديد من هؤلاء المتفائلين الشباب يخدعون «يضحكون على» أنفسهم فقط. وفقًا لأحدث البيانات الوطنية الصادرة عن المركز الوطني لإحصاءات الصحة «NCHS»، فإن احتمالية احتفال الزوجين بالذكرى السنوية العشرين لزواجهما هذه الأيام ليست أكبر بكثير من نتيجة قرعة عملة معدنية [مجرد حظ]: 52 في المائة للنساء و56 في المائة للرجال.

على الرغم من أن معدل الطلاق قد انخفض بشكل ثابت وبطيء منذ أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، فقد انخفض معدل الزواج بسرعة، حيث يختار المزيد من الناس الزواج في وقت لاحق من عمرهم «انظر المقال المعنون ب "الوجه المتغير للزواج - وعمر الزواج، [2] . نتيجة لذلك، يقدر الخبراء روتينيًا أن ما بين 40 في المائة و50 في المائة من الزيجات اليوم ستنتهي بالطلاق.

على مدى عقود من الزمن، حاول علماء النفس الإجابة على السؤال الرئيس: ما ذا يحدث عندما يقرر شخصان قالا ذات مرة ”أنهما موافقان على العيش معًا“ مدى الحياة أنهما أفضل حالًا لو انفصلا عن بعضهما [تطلقا من بعضهما]؟

الآن، بفضل الدراسات الطولية[3]  لآلاف الأزواج والأبحاث الناشئة حول شركاء الحياة التي لم يتم دراستها سابقًا بشكل كافٍ، أحد الإجابات أصبحت ماثلة للعيان بشكل أكثر: سبب بقاء الأزواج معًا ليس مجرد نتيجة قرعة عملة معدنية [مجرد حظ] بقدر ما هو علم.

”في هذا الزمن أصبحت لدينا فكرة جيدة عن العوامل التي تؤدي إلى زواج ناجح[4] ،“ كما يقول آرثر آرون Arthur Aron، الباحث في جامعة ستوني بروك Stony Brook.

بعض هذه العوامل، بما في ذلك الخلفية العرقية والوضع الاجتماعي والاقتصادي، خارجة عن سيطرة الزوجين. ولكن، كما يقول علماء النفس، هناك العديد من السلوكيات، مثل كيف يتحدث الزوجان معًا وكيف يتشاجران وحتى نوع المواعيد التي يذهبان معًا فيها، والتي يمكن اكتسابها وممارستها - ويمكن أن تمنح الزوجين المتشاجرين فرصة ألّا يفترقا حتى الموت.

عليكما أن تتصرفا بحسب الظروف المتاحة بما لديكما من أدوات وفرص

تتنبأ العديد من العوامل الديموغرافية بمدى نجاح الزواج، وفقًا لبيانات المركز الوطني لاحصائيات الصحة NCHS. العامل الأول هو العرق: النساء الآسيويات والرجال من أصل لاتيني المولودون في خارج أمريكا، على سبيل المثال، لديهم أعلى فرصة من كل المجموعات الديموغرافية التي خضعت للدراسة بأن زيجاتهم ستستمر 20 عامًا «70 في المائة»، في حين لدى النساء السود أدنى معدل في بقائهن مع أزواجهن [مع شركاء حياتهن] عقدين من الزمن «37 في المائة». بالنسبة للرجال والنساء البيض وكذلك الرجال السود، فإن الفرص تزيد قليلاً عن 50 في المائة في بقائهم مع شركاء حياتهم، وفقًا لتقرير المركز الوطني لاحصائيات الصحة NCHS.

يلعب مستوى التعليم دورًا أيضًا. لدى النساء الحاصلات على درجة البكالوريوس احتمال بنسبة 78 في المائة على الأقل من أن زواجهن سيستمر 20 عامًا، مقارنة بنسبة 41 في المائة بين النساء الحاصلات على شهادة الثانوية فقط، وفقًا لبيانات المركز الوطني لإحصائيات الصحة. العمر عند الزواج هو أيضًا مؤشر على نجاح الزواج: الأزواج الذين تزوجوا في سن المراهقة هم أكثر احتمالًا للطلاق من أولئك الذين انتظروا أطول قبل الزواج. بالإضافة إلى ذلك، الشخص الذي وُلد طفله الأول في سنته الأولى بعد الزواج من المرجح أن يبقى متزوجًا أطول فترةً.

عامل آخر هو ما يتعلق بالموارد المالية. على سبيل المثال، أفاد تقرير نشر عام 2009 من مشروع الزواج الوطني بجامعة ڤيرجينيا أن الأزواج الذين ليس لديهم أصول مالية هم أكثر احتمالًا بنسبة 70 في المائة للطلاق في غضون ثلاث سنوات مقارنةً بالأزواج الذين لديهم أصول مالية بقيمة 10 آلاف دولار. لم يكن ذلك مفاجئًا بالنسبة إلى الدكتورة تيري أوربوخ Terri Orbuch من جامعة ميشيغان وجامعة أوكلاند، التي تقول إن الجدل الذي يدور بين الزوجين حول الأموال - كيف يُنفق ويُحفظ ويُقسم بينهما - يرهق حتى الأزواج الميسورين. في عملها مع مشروع السنوات الأولى للزواج، دراسة طولية لـ 373 من الأزواج الذين تزوجوا في عام 1986 «بتمويل من المعاهد الوطنية للصحة»، وجدت أوربوخ Orbuch أن سبعة من كل 10 أزواج ذكروا الموارد المالية سببًا لمشكلة من مشاكل العلاقة الزوجية. وتقول: ”المال هو المورد الأول للخلافات أو التوتر بين الأزواج“.

الضغط النفسي وقوة السياق [قوة السياق: العوامل المتعلقة بالظروف المحيطة واللحظات التاريخية]

مؤشرات أخرى على الطلاق هي سياقية «بحسب السياق» أكثر من كونها شخصية. توصلت أبحاث علماء النفس إلى أن الضغط النفسي، على سبيل المثال، يمكن أن يتسبب في انهيار أقوى العلاقات الزوجية.

في إحدى الدراسات التي أجريت عام 2012، قامت طالبة الدراسات العليا الدكتورة أبريل باك April Buck، وباحثة علم النفس الاجتماعي الدكتورة ليزا نيف Lisa Neff، من جامعة تكساس في أوستن، بتقييم المذكرات اليومية لـ 165 من المتزوجين حديثًا. كل يوم لمدة 14 يومًا، استجاب كل مشارك للاسئلة المتعلقة بالظروف العصيبة / المسببة للضغوط النفسية «مثل التأخر في الوصول بسبب زحمة المرور»، والطاقة المبذولة للتعامل مع مسببات الضغوطات النفسية هذه، وتفاعلاتهم الإيجابية والسلبية مع شركاء حياتهم، ومستويات رضاهم عن علاقاتهم الزوجية.

ليس من المستغرب أن وجد الباحثون أنه في الأيام المليئة بالضغوط النفسية، أبلغ الأزواج عن سلوكيات أكثر سلبيةً تجاه شركاء حياتهم وأقل رضًا عن علاقاتهم الزوجية. يفترض علماء النفس أن الطاقة المكرسة للتعامل مع الضغوط النفسية تنتقص من الطاقة اللازمة للحفاظ على علاقة جيدة[5] .

الأزواج الذين نادرًا ما يحصلون على فرصة لاستعادة ”ارصدتهم المالية“، مثل الذين يأتون من مجتمعات منخفضة الدخل، يمكن أن يكونوا عرضة بشكل خاص لعدم الرضا الزوجي «6» والطلاق. في إحدى الدراسات التي استخدمت بيانات من حوالي 4500 مشارك في استطلاع برنامج فلوريدا لتكوين الأسرة، وجد باحث علم النفس الاجتماعي بنجامين كارني Benjamin Karney، من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، وزملاؤه أن احتمال تضرر علاقة الأزواج من ذوي الدخل المنخفض من الضغوط النفسية. ومشاكل الصحة العقلية كان أكثر من علاقة الأزواج الأكثر ثراءً.

تحليل مجموعة البيانات نفسها وجد أن جميع المستجيبين على المسح الاستقصائي - بغض النظر عن مستوى الدخل - أبلغوا عن مشاكل متشابهة في علاقاتهم الزوجية، مثل الرغبة في المزيد من الحنان / الوجدان ويعانون من مشاكل للتواصل بشكل فعال مع شركاء حياتهم. بيد أن الفئات ذات الدخل المنخفض واجهت المزيد من المشاكل المتعلقة بالمشاكل الاقتصادية والاجتماعية، كتعاطي الكحول أو تعاطي المخدرات[5] .

يقول كارني: ”[الأزواج ذوو الدخل المنخفض] لا يقولون،“ لو كان لدينا مزيد من التدريب على المهارات ولو كان لدينا مهارات تواصل أفضل ”.“ ولكنهم يقولون، ”لو كان لدينا وظائف أفضل وكان لدينا مزيد من المال ومزيد من الرعاية الصحية ومزيد من رعاية الأطفال، ومزيد من الوقت لنقضيه مع عوائلنا.“

وأشار كارني إلى عمله مع الأزواج من العسكريين كمثال على كيف يمكن للدعم الاجتماعي القوي أن يحمي من نوع الضغط النفسي المزمن الذي يمكن أن يكون ضارًا بالعلاقة الزوجية. وجدت دراسة الفريق الذي يعمل مع كارني أن امكانية أن يتزوج العسكريون أكثر من أن يتزوج المدنيون ومن المحتمل أن لا يتطلقوا من أزواجهم مقارنة بالمدنيين من نفس الفئة العمرية والعرقية وحالات التوظيف ومستويات التعليم «5».

”هناك الكثير من الضغوط النفسية لو كان أحد الزوحين عسكريًا، ولكن في الوقت نفسه، هناك الكثير من الأشياء التي يقوم بها الجيش في محاولة منه لتوفير الحماية ضد هذه الضغوط النفسية والتخفيف من وطأتها،“ كما يقول كارني. ويشمل ذلك توفير الرعاية الصحية ورعاية الأطفال وبدل السكن وبدلات للأطفال. ”يبدو أن هذه الأشياء تؤتي ثمارها“.

التردد وعدم الثقة بالنفس: أمر شائع أم مكروه؟

من العوامل الأخرى التي تنبئ بالطلاق تتمحور حول كيف ينسجم الزوجان - وكيف كان شعورهما تجاه بعضهما - حتى قبل أن يعقدا قرانهما.

وجدت دراسة أجريت عام 2012 على 232 من المتزوجين حديثًا من قبل باحثين في جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، بما فيهم كارني، وكانت الدراسة بقيادة طالب الدكتوراه جاستن لاڤنر Justin Lavner، أن النساء اللواتي أبلغن عن ”التردد وعدم الثقة“ في الاقدام على الزواج كن أكثر احتمالًا للطلاق بمرتين بعد أربع سنوات من الزواج مقارنةً بالأزواج الذين لم تشعر فيه النساء بالشك والتردد. من ناحية أخرى، تردد وعدم ثقة الرجال لم يكن لها مثل هذا المستوى من القوة التنبؤية على الطلاق - الرجال أكثر احتمالًا للشعور بالتردد في البداية[7] .

وأظهرت دراسة أخرى أجراها نفس فريق البحث أن المشاكل الزوجية غالبًا ما تظهر بعد فترة وجيزة من الزفاف. وجد الباحثون أن الأزواج الذين تراجع رضاهم عن علاقتهم الزوجية[6]  خلال السنوات الأربع الأولى من الزواج كانوا في الغالب أولئك الذين أبلغوا عن عدم رضاهم عن هذه العلاقة من البداية[8] .

يفيد التحليل الذي أجرته أوربوخ Orbuch إلى أن المسار من السيئ إلى الأسوأ من المرجح أن يستمر طوال فترة الزواج ويؤدي في النهاية إلى الطلاق. بالنظر في كيف يصنف المشاركون في مشروع السنوات الأولى للزواج سعادتهم الزوجية بمرور الوقت، وجدت هي وزملاؤها أنه يمكن تصنيف هؤلاء الأزواج إلى فئتين: أولئك الذين كانت سعادتهم عالية من البداية واستمرت على هذا النحو، وأولئك الذين بدأت سعادتهم متوسطة أو منخفضة وساءت بعد ذلك[9] .

ادامة الحب

بيد أن العديد من العرسان السعداء ينتهون بالطلاق بعد سنوات من للزواج. لحسن الحظ، وجد علماء النفس أن العديد من الوسائل لتقوية احتمالات بقاء العلاقة الزوجية هي وسائل بسيطة بشكل مدهش. تقول أوربوخ: ”لست مضطرًا أن تذهب في تلك الرحلة التي تكلف 10 آلاف دولار“ فقط لإرضاء شريك حياتك.

ما الذي ينفع؟ حسب آخر الأبحاث:

اعرف أن القليل الدائم خير من الكثير المنقطع. في مشروع السنوات الأولى للزواج، وجدت أوربوخ أن ثلاثة أرباع الأزواج السعداء أفادوا أن شركاء حياتهم جعلوهم يشعرون أنهم معتنًى بهم أو جعلوهم يشعرون بالخصوصية في كثير من الأحيان، بينما أبلغ أقل من نصف الأزواج غير السعداء عن نفس الشيء. وتقول: ”إن القيام بأشياء صغيرة أو قولها بشكل متكرر لجعل شريك حياتك يشعر بالخصوصية وأنه معتنًى به ومحبوب... من المؤشرات القوية على البقاء معًا وعلى كون الزوجين سعيدين وبذلك يتم [منع] الطلاق“. وتضيف أن هذه ”العبارات والمجاملات الإيجابية“ يمكن أن تكون بسيطة ببساطة وضع ملاحظة لطيفة في محفظة الزوج / الزوجة أو الالتقاء والحديث معًا بعد غياب يوم طويل في العمل.

يفيد تحليل أوربوخ بأن الرجال يحتاجون إلى هذه العبارات والمجاملات الايجابية أكثر من غيرهم. الرجال الذين لم يشعروا بذلك من زوجاتهم كانوا أكثر احتمالًا للطلاق بمرتين من أولائك الرجال الذين يحصلون عليها من زوجاتهم. لم ينطبق نفس هذا التأثير على النساء. تفترض أوربوخ أن النساء أكثر احتمالًا أن تتلقى مثل هذه العبارات والمجاملات من آخرين - عناق من صديقة أو مجاملة من شخص غريب في طابور مطعم. وتقول: ”الرجال لا يحصلون على تلك الأشياء من الآخرين في حياتهم، لذا فهم يحتاجونها بشكل خاص من شريكات حياتهم“.

تشجارا بشكل لطيف. يقول جون غوتمان John Gottman، مؤسس معهد غوتمان ومختبر الحب في جامعة واشنطن، إن 69 بالمائة من الخلافات الزوجية لا تُحل أبدًا. لكن الأبحاث تُظهر أن كيف يتعامل الأزواج مع تلك المشاكل المؤلمة التي لا مهرب منها ولا يمكن تفاديها هو الأمر المهم. يقول غوتمان، الذين لديهم علاقات مستقرة وسعيدة يكونون أكثر لطفًا مع بعضهم البعض من الأشخاص الذين تربطهم علاقات غير سعيدة أو يتطلقون. ”غوتمان معروف بقدرته على التنبؤ بأي من العرسان سينتهيان بالطلاق من بعضهما بدقة تزيد عن 90 بالمائة وذلك من خلال ملاحظة كيف يتواصلان مع بعضهما[10]  .“ هؤلاء من نوع الأزواج الذين هم أكثر لطفًا مع بعضهم، وأكثر مراعاةً لبعضهم، ويلطفون من طريقة تذمرهم. "

في الآونة الأخيرة، قاد لاڤنر من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس دراسة أخرى تعيد تقييم كيف يؤثر أسلوب الشجار بين الزوجين في علاقتهما الزوجية. درس بيانات من 136 من الأزواج على مدى 10 سنوات من زفافهم. بعد فترة عقد من الزمان، كان الاختلاف الأكثر بروزًا بين الأزواج المطلقين والذين بقوا معًا هو الطريقة التي تعاملوا بها مع خلافاتهم خلال السنة الأولى من زواجهم. العرسان الذين تشاجروا بغضب وتشاؤم عند مناقشة مشاكل العلاقة الزوجية كانوا أكثر احتمالًا للطلاق بعد 10 سنوات. أثبتت أنماط التواصل بين الأزواج أنها أكثر مؤشرًا على الطلاق من مستويات الالتزام وتقييمات الشخصية ومستوى الضغوطات النفسية المبلغ عنها [11]  

في مشروع السنوات الأولى للزواج، وجدت أوربوخ أيضًا أن التواصل الجيد يميز أسعد الأزواج عن الأشخاص الأقل سعادة. الشركاء الذين أبلغوا عن أنماط سلوك مدمر عندما يتعاملون مع الخلاف في السنة الأولى من الزواج، على سبيل المثال، كانوا أكثر احتمالًا للطلاق بعد سنوات من زواجهم[13]  .

تحدثا عما هو أكثر من غسل الأطباق. ولكن التحدث بلطف في حد ذاته لا يكفي. من المهم أيضًا ما تتحدثا عنه. ”يعتقد معظم الأزواج أنهم يتواصلون مع بعضهم البعض، ولكن ما يتحدثون عنه هو بالفعل ما أسميه“ حديث الحفاظ على الأسرة، ”تقول أوربوخ، أو يفصّلان قوائم المهام التي يقوم كل منهما بها ويقسمان الأعمال المنزلية بينهما. أسعد زوجين هما من يتشاركان في آمالهما وأحلامهما ومخاوفهما. تقول أوربوخ:“ فهما يقضيان الوقت معًا في التعرف على بعضهما بعض".

يسمي غوتمان هذا ”بالمنطقة الوجودية“. إن التحدث عن ”من نحن وما هي مهمتنا وما هو إرثنا [المترجم: عُرّف على أنه ما ينطوي على المشاعر والتصرف وطريقة الحياة، المزيد في [13]  “ يخلق معنىً وهدفًا مشتركًا في العلاقة الزوجية، كما تقول أوربوخ.

احتفلا بالأوقات السعيدة. تشير أبحاث أخرى إلى أن دعم الزوج [الزوج هما الزوج والزوجة] عندما تكون الأوقات جيدة قد يذهب إلى أبعد من ذلك الدعم عندما تكون الحياة صعبة. في ورقة بحثية نُشرت في عام 2012 في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي، وجدت شيلي غابل Shelly Gable، من جامعة كاليفورنيا في مدينة سانتا باربرا، وزملاؤها أن المشاركين في الدراسة الذين شعروا بدعم شريك حياتهم لهم أثناء حدث من الأحداث / أو مناسبة من المناسبات الإيجابية، كالحصول على درجة تقدير عالية في العمل، شعروا بتحسن تجاه أنفسهم وعن علاقاتهم الزوجية. لكن الشعور بالدعم أثناء الأحداث / المناسبات السلبية لم يكن متلازمًا بشكل متسق - وأحيانًا كان هذا التلازم سلبيًا - بمشاعر جيدة مماثلة[14]  .

يوضح الباحثون هذه النتيجة بمقارنتها بجرس إنذار الحريق: لو اختبرت جرس الإنذار هذه ووجدته يعمل، من شأن ذلك أن يجعلك أكثر سعادة ورضا من أن تكتشفه يعمل أثناء حالة حريق. في ذلك الوقت، الهم من الحريق يصرف الانتباه عن ادراك أهمية جرس الانذار هذا.

جازفا. عوامل قليلة تضعف العلاقة الزوجية أكثر من الشعور بالملل، تقول أوربوخ. في مشروع السنوات الأولى للزواج، وجدت هي وزملاؤها، بما فيهم آرون، أن الأزواج الذين أبلغوا عن الشعور بالملل في السنة السابعة من الزواج كانوا أقل احتمالًا للرضا عن العلاقة الزوجية بحلول الذكرى السنوية السادسة عشرة[15]  .

إن التعود على شريك حياتك بمرور الزمن أمر طبيعي، لكنها عملية يمكن تأخير ظهورها «ابطاؤها»، كما تقول سونيا ليوبوميرسكي، دكتوراه، باحثة في علم النفس الاجتماعي في جامعة كاليفورنيا في مدينة ريڤرسايد، ومؤلفة كتاب ”أساطير السعادة“ الذي صدر عام 2013. تنص نظريتها عن تكيف المتعة[16]  على أن الناس معتادون على التغييرات الإيجابية في حياتهم، سواء أكان هذا التغيير عبارة عن زي جديد أو وظيفة جديدة أو خاتم زفاف. تقول: ”المشاعر الإيجابية التي نحصل عليها من التغيير تصبح أقل تواترًا في كل مرة“. ”فالسؤال هو، كيف تبطل عملية تكيف المتعة هذه؟ وكيف تقلل منها؟“

يقول باحثو علم النفس إن الإجابة يمكن تلخيصها في ثلاث كلمات: الجدة novelty والتنوع والمفاجأة. بتجربة أنشطة جديدة ومثيرة معًا، يمكن للأزواج إحياء مشاعر مماثلة لتلك التي كانت لديهم من قبل، كما تقول ليوبوميرسكي. يدعم هذه الأسلوب ما أثبته آرون في دراسة أجريت عام 1993: أن الأزواج كانوا أكثر رضا عن علاقاتهم الزوجية عندما طُلب منهم أن يذهبا معًا في مواعيد ومناسبات أكثر إثارة، مثل المشي لمسافات طويلة أو حضور حفلات. أولئك الذين استسلموا لروتين تأجير الأفلام ومشاهدتها معًا في البيت لم يجنوا نفس الثمار.

”لو فتحت نفسك لفرص جديدة ومفاجآت مستقبلية مع شريك حياتك، فقد يؤدي ذلك إلى تأخير تكيف المتعة هذا،“ كما تقول ليوبوميرسكي.

اعرفا أن الحب وحده لا يكفي. ربما كان أهم درس علمتنا إياه أبحاث العلاقات الزوجية هو أن العلاقات الزوجية، مثل أي التزام آخر، تتطلب جهدًا واعيًا للحفاظ عليه وابقائه حيًا، كما يقول نيكولاس كيرش Nicholas Kirsch، مرشد أسري في بيثيسدا، في ولاية ماريلاند.

”الكثير من الناس يتدربون مدى الحياة على العديد من الأشياء - إذا كنت من عشاق لعبة الغولف، فاذهب إلى الملعب بضع مرات في الأسبوع. إذا كنت محامياً، واصل التعلم. إذا كنت فنانًا، فانخرط في ورش عمل. ولسبب ما، هناك اعتقاد بأننا لسنا مضطرين للعمل على تعلم كيف نكون زوجين ناجحين ومن شأنه أن يأتي بشكل طبيعي،“ كما يقول. ”هذا، بالنسبة لي، منظور متخلف للغاية.“

كلما بكرت في اكتساب الأدوات اللازمة للحفاظ على العلاقة الزوجية، كلما كان ذلك أفضل، كما أضاف غوتمان، ويقدر أن المتزوجين حديثًا الذين يشاركون في برامجه هم أكثر احتمالًا للنجاح بثلاث مرات من أولئك الذين ينتظرون حتى يحتاجوا إلى التدخل. ”السبب الذي يجعل الحب يدوم هو الاعتزاز بشريك حياتك والشعور بأنك محظوظ لأن لديك هذا الزوج / هذه الزوجة في حياتك“. ”وهذا الاعتزاز هو شيء يبنيه هؤلاء الأزواج بأيديهم.“

مصادر من داخل وخارج النص

[1]  - http://jeffreyarnett.com/ARNETT_Emerging_Adulthood_theory.pdf

[2]  - https://www.apa.org/monitor/2013/04/changing-face

[3]  - ”الدراسة الطوليّة هي أحد وسائل تصميم البحث العلمي في المنهج التجريبي من أجل دراسة تأثير عوامل ومتغيرات معينة وبشكل متكرر خلال فترة زمنية طويلة نسبياً، قد تمتد إلى عدة سنوات، وحتى عقود. تعد الدراسة الطولية أحد أنواع الدراسة بالملاحظة، وهي على العكس من الدراسة المستعرضة، تقوم بإجراء تجارب متكررة للموضوع نفسه، وتقوم بمقارنة النتائج مع بعضها البعض. غالباً ما تستخدم الدراسات الطولية في مجال علم الاجتماع لدراسة تأثير الأحداث على الأجيال، حيث تقوم بدراسة حالة نفس الشخص مع مرور الزمن، وبذلك فإن النتائج الحاصلة عن الدراسة لا تخضع لاعتبارات تفاوت الخلفية الثقافية.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/دراسة_طولية

[4]  - ”الزواج الناجح له علاقة بفهم شركاء الحياة لأنفسهم تمامًا وادراكهم عيوبهم وأوجه قصورهم والقدرة على ايجاد الحلول الوسطية في كل ذلك.“ ترجمناه من نص ورد على عذا العنوان:

https://punchng.com/what-does-a-successful-marriage-mean-to-you/

[5]  - https://pubmed.ncbi.nlm.nih.gov/22866931/

[6]  - ”الرضا عن العلاقة الزوجيية marriage satisfaction هو حالة نفسية تعكس المكاسب [كالسلوك الإيجابي لكلا الزوجين أو لواحد منهما تجاه الآخر] والتكاليف [كالسلوك السلبي لكليهما أو لواحد منهما تجاه الآخر] المتصورة للعلاقة الزوجية بالنسبة لشخص معين. كلما زادت التكاليف التي يفرضها شريك الحياة على الشخص، قل رضاه بشكل عام عن العلاقة الزوجية وعن شريك حياته. وبالمثل، كلما زادت المكاسب المتصورة، زاد رضى الشخص عن العلاقة الزوجية وعن شريك حياته.“ ترجمناه بتصرف من نص ورد على هذا العنوان:

http://psychology.iresearchnet.com/social-psychology/interpersonal-relationships/marital-satisfaction/

[7]  - https://www.researchgate.net/publication/51757734_Why_Do_Even_Satisfied_Newlyweds_Eventually_Go_on_to_Divorce

[8]  - https://psycnet.apa.org/record/2012-23878-001

[9]  - https://psycnet.apa.org/record/2012-13952-003

[10]  - https://psycnet.apa.org/record/1993-01265-001

[11]  - https://psycnet.apa.org/buy/2011-24645-001

[12]  - https://onlinelibrary.wiley.com/doi/abs/10,1111/j.1741-3737,2010.00758.x

[13]  - https://stepbystepfinancial.org/blog/married-couples-how-to-build-a-beautiful-legacy-together

[14]  - https://labs.psych.ucsb.edu/gable/shelly/sites/labs.psych.ucsb.edu.gable.shelly/files/pubs/gable_gosnell_et_al. _2012.pdf

[15]  - https://onlinelibrary.wiley.com/doi/10,1111/j.1475-6811,2009.01225.x

[16]  - 15 - ”تكيُّف المتعة أو مشّاية اللذة «hedonic adaptation» هو أن يقوم الانسان بالسعي وراء ھدف معىن ولكن مستوى السعادة بعد أن يرتفع مع تحقىق ذلك الھدف يعود إلى مستوياته العادية، لأن الاكتفاء البشري مما يحققه يفقد متعته بعد فترة ونفس الأمر بالضبط مع الأمور السلبىة التي يمر بھا. وتعني الفرضية، بشكل أكثر وضوحا، أننا نحن البشر نميل إلى العودة شيئا فشيئا إلى مستوى ثابت من درجات السعادة بمرور الزمن بعد الحوادث، سواء كانت حوادث موجبة «الحصول على ترقية، أو سيارة جديدة.. إلخ» أو سالبة «فقدان الإحباء، فشل في العلاقات، التعرض لأزمة مالية.. إلخ» في حياتنا، فرغم ما يبدو للوهلة الأولى أنه حدث قد يغير من تلك الدرجات بفارق شاسع للاتجاه الموجب أو السالب، فإننا - مع الوقت - نعود لندور حول ذلك المستوى الثابت من السعادة، أعلى منه قليلا أو أدنى. ولشرح أسباب هذه الظاهرة، قام كل من كينون شيلدون «Kennon M. Sheldon» وسونجا ليبورميرسكي «Sonja Lyubomirsky»، قبل عدة أعوام، بإخضاع ما يقترب من 500 طالب للدراسة مدة ثلاثة أشهر، ثم وضعا نموذجا يحاول أن يشرح تلك الظاهرة ثم، بالتالي، يحاول كذلك تقديم بعض الحلول لتجاوزها.“ مقتبس من نص ورد على هذا العنوان:

https://ar.wikipedia.org/wiki/تكيف_المتعة

المصدر الرئيس

https://www.apa.org/monitor/2013/04/marriage