آخر تحديث: 28 / 4 / 2024م - 10:02 م

ماذا تأكل بعد «الصيام المتقطع»؟

حسن المصطفى * صحيفة الرياض

«الصيام المتقطع»، أي التوقف عن تناول الطعام أو أي مشروب يرفع نسبة الإنسولين في الدم، والاكتفاء بتناول الشاي أو القهوة أو الماء أو «الزيوت النافعة» بكميات محددة، هذا النوع من الصيام الصحي، الذي يمارسه كثرٌ من المهتمين بتعزيز مناعتهم، أو الراغبين في فقدان جزء من أوزانهم، فيتوقفون عن الأكل لمدة لا تقل عن 12 ساعة، من المهم أن يكون فيه الفرد واعياً بأهمية الوجبة الأولى التي ستليه، وهي ما يتعارف عليها ب» كاسرة الصيام»، لأن الجسم سيستقبل الغذاء بشكل مباشر وسريع، خصوصاً إذا مارس الإنسان «الصيام المطول» لأكثر من 24 ساعة، أو «الصيام المتقطع» لنحو 18 ساعة وما فوق.

هنالك من يعتقد أن «الصيام المتقطع» لوحده يكفي لخفض الوزن، وأنه بإمكانه أن يأكل ما يشاء بعد أن يكسر صيامه!

لو كان ذلك صحيحاً، فلماذا يزداد وزن كثير من الصائمين في شهر رمضان، رغم أنهم يتوقفون عن الأكل وشرب الماء لساعات طويلة، تزيد في أحيان كثيرة على 16 ساعة؟

الجواب ببساطة: موائد الإفطار المليئة بالسكريات والنشويات والدهون المهدرجة!

إن أعضاء الجسم الداخلية عندما يتوقف الإنسان عن الأكل، تأخذ قسطاً من الراحة، ويقل مستوى الضغط الناتج عن الأكل المفرط، وبالتالي ينتظم أدؤها من جديد وتتحسن عمليات الأيض وترتفع كفاءتها، وتتخلص من الدهون التي تحيط بها وتسبب أمراضاً خطرة مثل: الكبد الدهني!

إلا أن بعض ممارسي «الصيام المتقطع»، يقومون به بشكل خاطئ، يجعلهم في النهاية يصابون بالإحباط، ويعتقدون أن هذا النوع من الصيام لا جدوى منه، فيعودون إلى الأكل المستمر كما كانوا سابقاً.

إن أحد الأسباب الرئيسة لفشل تجارب «الصيام المتقطع» هو غياب الثقافة الغذائية التي من خلالها يعرف الصائمون ماذا عليهم تناوله في أول وجبة تحديدا.

ببساطة، الجسم في حالِ سكون، ونشاط في آن معاً، والمناعة تتعزز بالصيام، كما أن هرمون النمو يرتفع ويكون في أعلى مستوياته كلما زادت ساعات الصيام، وسكر الدم، كما ضغط الدم، ينتظمان. هذه المكتسبات لكي يحافظ عليها الإنسان، عليه أن يفطر بوجبة صحية، لا تحتوي على السكريات أو الدهون المهدرجة أو النشويات التي ترفع مستويات الإنسولين.

شخصياً، ومن خلال تجربتي الممتدة لأكثر من عامين مع «الصيام المتقطع»، فإنني عادة ما أكسر صيامي ب» الدهون النافعة»، رغم أنها عملياً لا تكسر الصيام، وإنما أهيئ معدتي للطعام عبر تناولي: ملعقة زيت الحبة السوداء العضوي، وملعقة من زيت كبد الحوت؛ تليها الوجبة الأولى التي تتكون غالباً من: البيض البلدي المقلي بزيت الأفوكادو العضوي أو

السمن العضوي، مع التأكيد على عدم طهي صفار البيض كثيراً، كيلا تتأثر المغذيات الموجودة فيه بالحرارة العالية.

طبق البيض، أضع عليه شيئاً من «حب القرع»، والفلفل الأسود، وملح الهاملايا، والكمون.. لما لها من فوائد عدة.

لا أنسى «الأفوكادو»، جبن أو لبنة الماعز، أو أي نوع من الجبن الطبيعي الذي لا يحتوي على المواد المصنعة، وأحياناً زبدة «اللوز»، مع قليل من المكسرات، وتحديداً: البقان أو المكاديميا أو اللوز البرازيلي، كون هذا النوع من المكسرات غني بالدهون ونسبة النشويات فيه ليست عالية.

هذا في «الصيام المتقطع» اليومي، الذي يكون بين 18 و24 ساعة. أما إذا مارست «الصيام المطول»، فعادة أبدأ بعد «الزيوت النافعة» ب» مرق العظام» كونه مليئا بالعناصر الغذائية المنحلة من العظام والغضاريف، وبه كمية عالية من «الدهون النافعة» والكولاجين.

ما الذي يعنيه ذلك؟

إن أول وجبة يجب أن تكون غنية ب» الدهون النافعة» والبروتين، لا تحتوي على السكريات، ونسبة «النشويات» التي لا ترفع الإنسولين - أي القادمة من الخضار أو المكسرات - لا تكون عالية، بل قليلة.

هكذا يحصل الجسم على المغذيات التي يحتاجها، ويمتصها بشكل جيد، ولا يصاب بالتخمة..

وللحديث صلة..