ما هو الدماغ؟ بالنسبة لمؤلفي كتاب من جامعة ييل
ما هو الدماغ؟ بالنسبة لمؤلفي كتاب من جامعة ييل، الحوار كان كفيلًا بتجلية الأمور وطرح أفكار جديدة
بواسطة مالوري لوكلير
1 فبراير 2022
المترجم: عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 41 لسنة 2022
What is a brain? For Yale authors، conversation brings new clarity
By Mallory Locklear
February 1,2022
في تأليفهم لكتابهم الجديد ”الجسم والدماغ والسلوك Body، Brain، Behavior“ «انظر [1] ، باحثان من جامعة ييل وزميل لهما من جامعة أكسفورد[2] تبنوا مقاربةً جديدةً لاستكشاف التعقيدات المترابطة للدماغ: لقد أفصحوا عن مضمون الكتاب.
في كتاب ”الجسد والدماغ والسلوك: ثلاث وجهات نظر وحوار“، شارك في تأليفه تاماس هورڤاث Tamas Horvath وجوي هيرش Joy Hirsch من كلية الطب بجامعة ييل، وزولتان مولنار Zoltán Molnár، برفسور علم الأعصاب التطوري بجامعة أكسفورد، ألف كل من الباحثين الثلاثة بفصل تقليدي متعارف يتعلق بتخصصاتهم:
• فسيولوجيا الغدد الصماء،
• وعلم الأعصاب الاجتماعي [3] ،
• وعلم الأعصاب التطوري[4] .
لكن ربط الفصول مع بعضها كان عبارة عن سلسلة من المحاضر للحوارات الأسبوعية التي أجروها على مدى عامين.
على الرغم من أن الحوارات كانت تهدف في البداية إلى مساعدتهم في صياغة فصول الكتاب التي كتبها كل منهم، إلا أن الحوارات انتهت بمساعدة كل من المؤلفين على فهم وجهات نظر بعضهم بعض ومعرفة أين تتقاطع تخصصاتهم ومجالاتهم البحثية. قرروا ادراج هذه الحوارات في هذا الكتاب على أمل أن تكون مفيدة للقراء كما لو كانت مفيدةً لأنفسهم.
هورڤاث هو استاذ كرسي جين Jean وديفيد والاس Walkace للطب المقارن، وأستاذ علم الأعصاب وبرفسور طب التوليد[5] وطب النساء[6] والعلوم الإنجابية. أما هيرش فهي استاذة كرسي إليزابيث ميرز Elizabeth Mears وهاوس جيمسون House Jameson للطب النفسي، وبرفسورة الطب المقارن وبرفسورة علم الأعصاب.
جلس هورفاث وهيرش مؤخرًا مع موقع أخبار جامعة ييل Yale News لمناقشة الكتاب وماذا يكشفه عن الدماغ البشري.
س: لقد ساهم كل منكما بفصل في الكتاب. ماذا غطى فصلاكما؟
ج: جوي هيرش: أنا باحثة في أنظمة العلوم العصبية [7] ، مما يعني أنني أنظر إلى الدماغ من منظور الدارات العصبية واسعة النطاق[8] التي تكمن وراء السلوك. أنا لا أنظر إلى الدماغ من وجهة نظر خلوية أو جزيئية، لكنني أنظر إلى الآليات ضمن الدماغ ومدى ارتباطها بالإدراك / الاستعراف cognition «انظر[9] .
المنهجية الأساس لأنظمة العلوم العصبية كان ولا زال التصوير العصبي بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وعلى مدى العقود الثلاثة الماضية اكتسبنا نظرة ثاقبة رائعة لأنظمة الدماغ التي تكمن وراء السلوكيات المعرفية المختلفة[10] . ومع ذلك، فإن طرق التصوير العصبي التقليدية لا تستنطق أنظمة الدماغ التي تكمن وراء التفاعلات الطبيعية بين الناس لأنه لا يمكن إلّا بدراسة دماغ واحد فقط في كل مرة داخل تجويف التصوير بالرنين المغناطيسي[11] . أي أن الأنظمة العصبية التي تكمن وراء سلوكيات التواصل الحية [12] ، والدماغ الاجتماعي[13] ، لا يمكن دراستها بالطرق التقليدية، مما يترك فجوة كبيرة في معرفتنا عن الدماغ والسلوك.
لقد طورنا تقنية بديلة تسمى التحليل الطيفي الوظيفي القريب من الأشعة تحت الحمراء functional near infrared spectroscopy للغرض الجديد وهو تصوير أدمغة شخصين في وقت واحد «تزامنيًا» أثناء تفاعلاتهما الطبيعية. فصل الكتاب الذي كتبته يدور حول ما تعلمناه من هذه الأساليب الجديدة. هذه بداية ”علم 2 الجديد أو Science 2 «انظر [14] - [16] »“ الذي يبني على تقنياتنا التقليدية وفهم الإدراك / المعرفة «[10] ,[9] » ولكنه يوسعها في اتجاه التفاعلات الاجتماعية الديناميكية الجديدة.
ج: تاماس هورڤاث: ما أراه هو أن الدماغ لا يوجد في عزلة ولا يجب أن يكون كذلك ولم يكن قط كذلك. وإذا كنت تريد أن تفهم الدماغ، فعليك أن تفهم في الحقيقة كيف يتناسب الدماغ مع بقية الجسم ولماذا تكون المعلومات من بقية الجسم ضرورية بشكل أساس لكيف تقوم أجزاء مختلفة من الدماغ بوظائفها.
أحد الأشياء التي أؤكد عليها من وجهة نظري هو أن المسار الذي اتخذه علم الأعصاب في المائة سنة الماضية قد لا يكون النموذج المناسب لدراسة كيف يعمل الدماغ لأن غالبية الجهود التي بذلت كانت لمحاولة فهم كيف يعمل الدماغ من داخل الدماغ نفسه. أمّا نحن فانتهجنا مقاربةً مختلفةً بالقول إن المعلومات الواردة إلى الدماغ، من الجسم - من الكبد، من الدهون، من الأمعاء، من العضلات، وما إلى ذلك - تلعب دورًا مهمًا في تنظيم الأحداث في الدماغ [17] . على سبيل المثال، من أجل فهم الفصام بشكل أفضل، يحتاج المرء إلى فهم كيف تتم عملية تنسيق التواصل هذه بين الدماغ والأطراف. ونحاول أن نبين أن هذه العمليات حاسمة ووثيقة الصلة بجميع السلوكيات والوظائف الدماغية المعقدة الطبيعية وغير التكيفية [18] .
س: كيف جاءت فكرة ادراج الحوارات في الكتاب؟
ج: هيرش: قام تاماس باطلاع زولتان Zoltán على مشروعنا على أمل أن يساعدنا في تأليف هذا الكتاب. لم أكن أعرف زولتان ولم يكن مطلعًا على أفكارنا، لذلك كان علينا أن نبدأ بحوارات حول مواضيعنا. لقد طرحنا سؤالًا واحدًا كبيرًا لنا جميعًا: ما هو الدماغ؟ لدى تاماس فكرة أن الدماغ هو كل شيء في الجسم كلها لها علاقة به. فكرتي هي أن الدماغ ما هو إلا نصف وحدة اجتماعية أساسية [الوحدة الاجتماعية هي وحدة من مجتمع ما، كالشخص، والعائلة، والجماعة]. فكرة زولتان هي أن الدماغ نظام تحكم رائع تطور من خلال عمليات تطورية دقيقة عبر ملايين السنوات. كان لدينا الكثير لنتحدث عنه أثناء هذه الحوارات.
هذه الآراء الثلاثة لما تلتقي أو تتضافر معًا بسهولة. ومع ذلك، بدأت الحوارات في توجيه أفكارنا، وبدأت تتجلى التقاطعات بين مجالات بحوثنا «تخصصاتنا». كانت مثيرة جدا. سرعان ما أدركنا أن حواراتنا ”المرتجلة“ نسبيًا هي التي قادتنا إلى التقاطعات بين هذه التخصصات الأساسية في علم الأعصاب. اعتقدنا أنه إذا سجلنا هذه الحوارات فإنها ستوجهنا في اعداد فصول هذا الكتاب. اتضح أن هذا غير صحيح. ومع ذلك، في النهاية، أدركنا أن هذه الحوارات صارت مصدر الهام لنا ووجهتنا في فهمنا لكيف نفكر في الأفكار الكبيرة التي قاربت بين تخصصاتنا.
ج: هورفاث: ولأن نكون محترمين لأفكار بعضنا بعض بدلاً من التباهي بأن الحقيقة تكمن في الفكرة التي أنطلق منها. وأعتقد أن أحد الجوانب الرئيسة لعملية الحوار هذه هو أن لا أحد يعرف ما نتيجة هذه الحوارات في النهاية. وأعتقد أنه كلما تحاورنا في هذه المواضيع، كلما زادت قدرتنا على الفهم، وذلك لأننا نعالجها من زوايا مختلفة.
لقد كان جانب الحوار بالفعل هو الذي جعلنا نتصور معطيات كل واحد منا وكيف نتصور علم الأعصاب بشكل عام. لذا فإن جانب الحوار كان بالفعل، كما أعتقد، أنه وضعنا على السكة الصحيحة حيث يمكننا فعلاً من تأليف هذا الكتاب. لقد أثارت هذه الحوارات أفكارنا بالفعل، وجعلتنا نفكر في الأشياء بطريقة مختلفة.
س: من هم قراء هذا الكتاب وماذا تأمل أن يأخذوا منه من فوائد؟
ج: هورڤاث: أعتقد أنه سيفيد في الغالب المهتمين بتعلم علم الأعصاب وعلم وظائف الأعضاء والأمراض. على سبيل المثال، الطلاب، سواء أكانوا طلاب ثانوية أو طلاب دراسات عليا أو طلاب كليات الطب.
ج: هيرش: هذا الكتاب يتجاوز تخصصات علم الأعصاب المعينة ويركز على آليات التفاعل باعتبارها شرارة للإبداع. وتدعم الحوار كأداة في العلم يمكننا التعامل معها بجدية. في كثير من الأحيان، يرجع الباحثون الفضل إلى المناقشات العرَضيَّة التي ينخرطون فيها حين يلتقون صدفةً عند مبردة الماء.
”خطرت على بالي هذه الفكرة الرائعة عندما صادفت صديقي، وجلسنا بصدفة معًا، واستخلصنا هذه الأشياء على ورقة منديل، والآن هذا الاكتشاف العلمي الجميل.“ لا يزال يحتفظ بهذه النتيجة النهائية وربما ذكرى لحظة التقائنا عند مبردة الماء، لكن الآلية الفعلية التي وُلدت الفكرة بناءً عليها ألغيت من الصورة.
ما فعلناه في هذا الكتاب هو تسليط الضوء على قيمة الحوار في العلوم لإيجاد التقاطعات بين المقاربات والمواضيع المختلفة. آمل أنه بإدراج حواراتنا التي اجريناها بشأن مواضيع فصول كتابنا في الكتاب نفسه ومشاركتها مع قرائنا، سنشجع قراءنا من أي تخصص ومرحلة في السلم الأكاديمي على فعل الشيء نفسه وفي النهاية اضفاء قوة على تفكيرنا الجماعي.