كيف تشكل معرفتنا بما حولنا المتأصلة في اتصالية الدماغ إبداعنا
5 فبراير 2022
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 54 لسنة 2022
How our knowledge of the world embedded in brain connectivity shapes our creativity
February 5,2022
مجموعة ايمانويل ڤولي Emmanuelle Volle في معهد باريس للدماغ Paris Brain ومعاونوهم من دول أخرى أثبتوا لأول مرة أن هناك علاقة بين إبداع الحياة الواقعية «الابداع في الواقع المعاش»، وبنيوية «تنظيم» الذاكرة الدلالية[1] ، والاتصالية الوظيفية للدماغ [2] . تشير النتائج، التي نشرت في مجلة التقدم العلمي Science Advances، إلى أن الإبداع الواقعي يعتمد على الفروق الفردية في بنيوية الذاكرة الدلالية التي يمكن التنبؤ بها من الاتصالية الوظيفية للدماغ.
الإبداع هو وظيفة «ويطلق عليها مهارة أو قدرة» معرفية[3] نستخدمها في حياتنا اليومية لحل المشكلات والتعامل مع التغيير والتغلب على مشاكله ونبتكر. في علم الأعصاب، يُعرّف الابتكار عادةً على أنه القدرة على إنتاج شيء جديد ومناسب لسياق «لإطار» معين. في الحياة الواقعية، نطبق هذه القدرة في أنشطة متنوعة، بما فيها، على سبيل المثال، الفنون المرئية «البصرية، [4] أو العلوم أو الموسيقى أو الكتابة، والتي يمكننا من خلالها الوصول إلى مستويات مختلفة من الإنجاز.
وفقًا لنظرية الابداع الترابطية «الاقترانية، [5] ، يعتمد التفكير الإبداعي، جزئيًا على الأقل، على تنظيم العناصر الارتباطية في الذاكرة الدلالية، أي على طريقة ارتباط عناصر معارفنا بعضها ببعض. "ومن ثم، فإن تنظيم الارتباطات في الذاكرة الدلالية قد يحدد قدرتنا على ربط المفاهيم المتباعدة بطرق مستجدة، وقد تختلف هذه القدرة باختلاف الأشخاص. ومع ذلك، فإن آليات الدماغ الكامنة وراء الارتباط بين تنظيم الذاكرة الدلالية والإبداع لا تزال بحاجة إلى استكشاف، كما تشرح مارسيلا أوفاندو - تيليز Marcela Ovando-Tellez، المؤلفة الرئيسة للدراسة.
مجموعة ايمانويل ڤولي في معهد Paris Brain، ومعاونوها، ماثياس بينديك Mathias Benedek من جامعة غراز Graz، في النمسا ويوئيد كينت Yoed Kenett. استخدم الباحثون مهمة تنطوي على الحكم على العلاقة الدلالية، حيث طُلب من المشاركين تقييم العلاقات الدلالية بين أزواج متعددة من كلمات أثناء فحصهم تحت جهاز الرنين المغناطيسي الوظيفي. بناءً على تصنيفات المشاركين لهذه الكلمات قاموا ببناء خرائط فردية للعناصر «للكلمات» الارتباطية الدلالية، التي شكلت أزواجًا من كلمات مرتبطة ببعضها، تسمى الشبكات الدلالية. استُكشف تنظيم الشبكات الدلالية باستخدام أدوات شبكية ومتعلقة بالإبداع. لتقييم الإبداع الواقعي، طُلب من المشاركين ملء استبيان حول أنشطتهم الإبداعية وإنجازاتهم في 8 مجالات مختلفة بما في ذلك الأدب والطبخ والموسيقى والرياضة والفنون الأدائية / التعبيرية[6] والعلوم والهندسة.
أولاً، تُبين النتائج التي توصل إليها الباحثون أن تنظيم شبكات الذاكرة الدلالية تتنبأ بالإبداع الواقعي للشخص. وهذا يفيد بأن المشاركين الذين لديهم مستوىً من أنشطة وإنجازات إبداعية أعلى، يكون مقدار الفصل بين شبكات ذاكرتهم الدلالية أقل [أي تكون الشبكات قريبة من بعضها بشكل أكثر] وأكثر كفاءة. ثانيًا، استكشف الباحثون الاتصالية الوظيفية للدماغ[2] أثناء أداء المشاركين للمهمة الموكلة إليهم وتعرفوا على أنماط اتصالية وظيفية معينة مما ساعدهم على التنبؤ بتنظيم الشبكة الدلالية الذي تعزز الإبداع، أي الشبكات المنفصلة عن بعضها بشكل أقل. وأخيرًا، ولإغلاق الحلقة «انظر الصورة أعلاه» هذه الشبكة الدلالية للشخص تواسطت في الربط بين الاتصالية الوظيفية للدماغ والإبداع في الحياة الواقعية.
”أصالة هذه الدراسة التي أجريناها تتمثل في ربط ثلاثة مستويات من البحث: السلوك في الحياة الواقعية، والعمليات / الوظائف الادراكية [3] والدماغ، من خلال الجمع بين الأساليب الحوسبية المتقدمة المطورة مؤخرًا للتنبؤ بالوظائف / القدرات المعرفية المعقدة من اتصالية الدماغ واستكشاف الشبكات الدلالية للفرد،“ كما أضاف إيمانويل ڤولي، أحد مؤلفي الدراسة.
هذه النتائج مجتمعة تزودنا بفهم جديد لبعض الآليات الإدراكية العصبية الفردية الكامنة وراء السلوك الإبداعي في الحياة الواقعية