تأثير أساليب تأديب الأطفال في سلوكهم
تكشف دراسة أجرتها جامعة تورنتو عن رؤى جديدة عن تأثير أساليب تأديب الأطفال في سلوكهم
3 فبراير 2022
بقلم شارون أشيك
المترجم : عدنان أحمد الحاجي
المقالة رقم 53 لسنة 2022
UTM study reveals new insights on impact of disciplining children
February 3,2022
Sharon Aschaiek
ذات مرة واعدت رجلًا له ابنتان تبلغان من العمر 5 و8 سنوات على التوالي، وعندما ”أساءوا التصرف“، حكم عليهما بالوقوف في ”زاوية المشاغبين [المترجم: هذه الزاوية هي أي زاوية في البيت يعينها أحد الوالدين، حيث يُطلب من الطفل الذي يسيء الأدب / التصرف الجلوس أو الوقوف عندها لفترة زمنية معينة وذلك لتأديبه، ولها توصياتها الواردة في [1] .
زاوية تأديب المشاغبين
لم أكن من مؤيدي هذه النهج والأسلوب في تأديب وتهذيب الأطفال، شعرت وكأنهم يتعرضون للإذلال والشعور بالذنب. ولم يُجرى أي حوار بناء بشأن سوء التصرف كما يبدو. أخبرته بذلك الشعور، وفي النهاية اتفق معي وترك هذه الممارسة.
ومع ذلك، كأم لطفل يبلغ الآن من العمر 15 عامًا، أعلم أنني لا أقوم دائمًا بالتأديب «بالتهذيب» بالشكل الصحيح. على مدى التاريخ وفي كل الثقافات، من بيننا من أولياء الأمور قام بذلك [أي بتهذيب أولاده بشكل صحيح]؟ وهل هناك شيء جديد لنتعلمه عن هذا الموضوع القديم؟
كما يتضح، هناك، كما تقول الباحثة في مجال التربية وتنمية الطفل ميليس ياڤوز مورين Melis Yavuz-Müren، زميلة ما بعد الدكتوراه في علم النفس في مختبر التنمية الاجتماعية العاطفية والتدخل التابع لجامعة تورنتو في مدينة ميسيساغا U of T Mississauga، ميليس ياڤوز هي المؤلفة الرئيسة للدراسة الجديدة التي نشرت بعنوان: ”انضباط الطفل[2] والتحكم التثبيطي[3] للطفل والسلوكيات الاجتماعية «المحابية للمجتمع، [4] »: العلاقات غير المباشرة عبر تعاطف الطفل“ «يناير 2022، مجلة دراسات الطفل والأسرة، [5] .
من أجل اجراء هذه الدراسة، لجأت ياڤوز مورين إلى نتائج أبحاث مخبرية سابقة - استبيانات شملت 301 من أولياء أمور أولاد وبنات تتراوح أعمارهم بين 4 و6 و8 سنوات حول أساليب تأديبهم [ضبط سلوك أبنائهم]، وسلوكيات أطفالهم الاجتماعية [4] ومستويات التعاطف [6] والمزاج[7] ، أو التحكم التثبيطي «وهو القدرة على تثبيط الانفعالات التلقائية للطفل في هذه الحالة، [3] . هذه هي الدراسة الأولى التي تبحث في تأثير أربعة ممارسات تأديب «تهذيب» والدية [من الأب أو الأم] مختلفة تمارس على الأطفال ينتمون إلى ثلاثة فئات عمرية مختلفة في مرحلة الطفولة المبكرة [تمتد من بعد الولادة إلى عمر ثمان سنوات، [8] ] / الطفولة المتوسطة [تمتد من عمر ست سنوات حتى عمر اثني عشر سنة، [8] .
من هذه البيانات، سعت ياڤوز أن تكتسب رؤىً بشأن فعالية أربع أساليب تهذيبية:
1. الإكراه [الإجبار - من موقع سلطة الوالدين زو أحدهما]: أنا المسؤول، وإذا أسأت التصرف، فسوف أصرخ عليك أو أصفعك بيدي.
2. سحب الحب [المترجم: شكل من أشكال التأديب يهدد فيه الوالدان طفلهم بسحب حبهما وحنانهما عن الطفل إذا أساء التصرف / الأدب، [9] مما يجعل نيله للحب مرهونًا بتصرفه اللائق.
3. وهناك أيضًا اسلوب اظهار الشعور بالإحباط [10] - وهو ما ينطوي على إظهار الاستياء من سلوك الطفل غير اللائق.
4. وأخيرًا، التهذيب التوجيهي المتمحور حول التفكير في عواقب سلوك الطفل على مشاعر الآخرين. وهو ما ينطوي على محاولة حث الطفل على التأمل وتبرير سلوكه حين يربطه بمشاعر سلبية قد يتعرض لها شخص آخر من جراء سوء تصرفه هذا [المترجم: اسلوب تربوي حيث يُحث فيها الطفل على التفكير في عواقب تصرفه على مشاعر شخص آخر، ويعتبر أحد الأساليب التي تعزز سلوك الطفل المحابي للمجتمع، [11] . من بين النتائج الرئيسة لهذا الأسلوب أنه مرتبط بتعزيز السلوك الاجتماعي [السلوك المحابي للمجتمع] الإيجابي لدى الأطفال من جميع الفئات العمرية الثلاث. هذا الأسلوب نافع لأنه يوضح تأثير سلوك الطفل على الأثار المترتبة على سلوك الآخرين ومشاعرهم، مما يساعد على إثارة استجابة ودية لديه. ”وفي هذا الأسلوب التربوي يحاول الأولياء الأمور أن يقنعوا أطفالهم بطريقة غير مباشرة بوقع سوء تصرف الطفل على مشاعر الآخرين. على سبيل المثال،“ الطفل جوني كان يبكي، والسبب هو أنك قمت بضربه، ”تقول يافوز مورين،“ سيكون هذا الأسلوب بناءً لحمل الطفل على أن يظهر المزيد من التعاطف مع جوني، وهذا يساعده على تعزيز سلوكه الاجتماعي الإيجابي. "
اسلوب إظهار الشعور بخيبة الأمل «الاحباط» تجاه سلوك الطفل ”السيئ“ له نفس النتائج الفعالة، ولكن فقط في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و8 سنوات. تقول ياڤوز مورين إن هذا يرجع إلى أن الأطفال في الرابعة من عمرهم ليسوا مستعدين ادراكيًا لفهم الرسالة التي يريد آباؤهم المستهجنين لتصرفهم السيء أن يفهموها إياهم. وُجد أن اسلوبي الإكراه / الاجبار وسحب الحب غير مفيدين وغير مجديين لتعزيز التعاطف والسلوك الاجتماعي الإيجابي عند الأطفال.
”هذه الممارسات التربوية السلبية قد تُحقق ما يريده أولياء الأمور في تلك اللحظة، لأن الطفل خائف وبالتالي سيفعل ما يريده والداه منه، ولكن على المدى الطويل، يؤدي ذلك إلى المزيد من المخرجات السلبية، لأن الطفل يمكن أن يشعر بالاستياء من والديه ويصبح غير مستعدٍ للاستماع منهما“.
من الفوائد القيمة الأخرى التي برزت من هذه الدراسة أنه، في جميع الفئات العمرية، الأطفال الذين يتمتعون بتحكم أفضل في مزاجهم أظهروا سلوكيات اجتماعية أكثر إيجابية ومستوى تعاطف أعلى، لكن التأثير كان أقل بروزًا إلى حد ما عند الأطفال البالغين من العمر ثماني سنوات. تشير الدراسة إلى أن هذا قد يرجع إلى أن التحكم التثبيطي[3] لدى الطفل البالغ من العمر ثماني سنوات قد يكون أكثر تطورًا، وبالتالي أقل تأثيرًا في سلوكه. هذه نظرة ثاقبة كما تقول ياڤوز مورين ويمكن أن تساعد أولياء الأمور على أن يتأملوا أكثر في ممارساتهم التأديبية / التهذيبية لأطفالهم.
قدمت ياڤوز مورين نتائج بحثها هذا في مؤتمر جمعية أبحاث تنمية الطفل 2021. بعد ذلك، ستبني على هذه الدراسة وذلك بمواصلة دراسة كيف يمكن أن تحسن العلاقة الإيجابية بين أحد الوالدين والطفل فعالية اسلوب التهذيب التوجيهي المتمحور حول التفكير في عواقب سلوك الطفل على مشاعر الآخرين.
”تأديب / تهذيب أطفالنا شيء يحب علينا جميعًا القيام به، وعليهم أن يتعلموا منا. يمكن أن يتم ذلك بطريقة بناءة لا بطريقة سلبية، كما تقول.“ يجب أن نهدف إلى إضفاء الطابع الاجتماعي على أطفالنا كأفراد طيبين وترسيخ القيم الإيجابية لخلق مجتمع أكثر إيجابية. "
لم أكن من مؤيدي هذه النهج والأسلوب في تأديب وتهذيب الأطفال، شعرت وكأنهم يتعرضون للإذلال والشعور بالذنب. ولم يُجرى أي حوار بناء بشأن سوء التصرف كما يبدو. أخبرته بذلك الشعور، وفي النهاية اتفق معي وترك هذه الممارسة.
ومع ذلك، كأم لطفل يبلغ الآن من العمر 15 عامًا، أعلم أنني لا أقوم دائمًا بالتأديب «بالتهذيب» بالشكل الصحيح. على مدى التاريخ وفي كل الثقافات، من بيننا من أولياء الأمور قام بذلك [أي بتهذيب أولاده بشكل صحيح]؟ وهل هناك شيء جديد لنتعلمه عن هذا الموضوع القديم؟
كما يتضح، هناك، كما تقول الباحثة في مجال التربية وتنمية الطفل ميليس ياڤوز مورين Melis Yavuz-Müren، زميلة ما بعد الدكتوراه في علم النفس في مختبر التنمية الاجتماعية العاطفية والتدخل التابع لجامعة تورنتو في مدينة ميسيساغا U of T Mississauga، ميليس ياڤوز هي المؤلفة الرئيسة للدراسة الجديدة التي نشرت بعنوان: ”انضباط الطفل[2] والتحكم التثبيطي[3] للطفل والسلوكيات الاجتماعية «المحابية للمجتمع، [4] »: العلاقات غير المباشرة عبر تعاطف الطفل“ «يناير 2022، مجلة دراسات الطفل والأسرة، [5] .
من أجل اجراء هذه الدراسة، لجأت ياڤوز مورين إلى نتائج أبحاث مخبرية سابقة - استبيانات شملت 301 من أولياء أمور أولاد وبنات تتراوح أعمارهم بين 4 و6 و8 سنوات حول أساليب تأديبهم [ضبط سلوك أبنائهم]، وسلوكيات أطفالهم الاجتماعية [4] ومستويات التعاطف [6] والمزاج[7] ، أو التحكم التثبيطي «وهو القدرة على تثبيط الانفعالات التلقائية للطفل في هذه الحالة، [3] . هذه هي الدراسة الأولى التي تبحث في تأثير أربعة ممارسات تأديب «تهذيب» والدية [من الأب أو الأم] مختلفة تمارس على الأطفال ينتمون إلى ثلاثة فئات عمرية مختلفة في مرحلة الطفولة المبكرة [تمتد من بعد الولادة إلى عمر ثمان سنوات، [8] ] / الطفولة المتوسطة [تمتد من عمر ست سنوات حتى عمر اثني عشر سنة، [8] .
من هذه البيانات، سعت ياڤوز أن تكتسب رؤىً بشأن فعالية أربع أساليب تهذيبية:
1. الإكراه [الإجبار - من موقع سلطة الوالدين زو أحدهما]: أنا المسؤول، وإذا أسأت التصرف، فسوف أصرخ عليك أو أصفعك بيدي.
2. سحب الحب [المترجم: شكل من أشكال التأديب يهدد فيه الوالدان طفلهم بسحب حبهما وحنانهما عن الطفل إذا أساء التصرف / الأدب، [9] مما يجعل نيله للحب مرهونًا بتصرفه اللائق.
3. وهناك أيضًا اسلوب اظهار الشعور بالإحباط [10] - وهو ما ينطوي على إظهار الاستياء من سلوك الطفل غير اللائق.
4. وأخيرًا، التهذيب التوجيهي المتمحور حول التفكير في عواقب سلوك الطفل على مشاعر الآخرين. وهو ما ينطوي على محاولة حث الطفل على التأمل وتبرير سلوكه حين يربطه بمشاعر سلبية قد يتعرض لها شخص آخر من جراء سوء تصرفه هذا [المترجم: اسلوب تربوي حيث يُحث فيها الطفل على التفكير في عواقب تصرفه على مشاعر شخص آخر، ويعتبر أحد الأساليب التي تعزز سلوك الطفل المحابي للمجتمع، [11] . من بين النتائج الرئيسة لهذا الأسلوب أنه مرتبط بتعزيز السلوك الاجتماعي [السلوك المحابي للمجتمع] الإيجابي لدى الأطفال من جميع الفئات العمرية الثلاث. هذا الأسلوب نافع لأنه يوضح تأثير سلوك الطفل على الأثار المترتبة على سلوك الآخرين ومشاعرهم، مما يساعد على إثارة استجابة ودية لديه. ”وفي هذا الأسلوب التربوي يحاول الأولياء الأمور أن يقنعوا أطفالهم بطريقة غير مباشرة بوقع سوء تصرف الطفل على مشاعر الآخرين. على سبيل المثال،“ الطفل جوني كان يبكي، والسبب هو أنك قمت بضربه، ”تقول يافوز مورين،“ سيكون هذا الأسلوب بناءً لحمل الطفل على أن يظهر المزيد من التعاطف مع جوني، وهذا يساعده على تعزيز سلوكه الاجتماعي الإيجابي. "
اسلوب إظهار الشعور بخيبة الأمل «الاحباط» تجاه سلوك الطفل ”السيئ“ له نفس النتائج الفعالة، ولكن فقط في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و8 سنوات. تقول ياڤوز مورين إن هذا يرجع إلى أن الأطفال في الرابعة من عمرهم ليسوا مستعدين ادراكيًا لفهم الرسالة التي يريد آباؤهم المستهجنين لتصرفهم السيء أن يفهموها إياهم. وُجد أن اسلوبي الإكراه / الاجبار وسحب الحب غير مفيدين وغير مجديين لتعزيز التعاطف والسلوك الاجتماعي الإيجابي عند الأطفال.
”هذه الممارسات التربوية السلبية قد تُحقق ما يريده أولياء الأمور في تلك اللحظة، لأن الطفل خائف وبالتالي سيفعل ما يريده والداه منه، ولكن على المدى الطويل، يؤدي ذلك إلى المزيد من المخرجات السلبية، لأن الطفل يمكن أن يشعر بالاستياء من والديه ويصبح غير مستعدٍ للاستماع منهما“.
من الفوائد القيمة الأخرى التي برزت من هذه الدراسة أنه، في جميع الفئات العمرية، الأطفال الذين يتمتعون بتحكم أفضل في مزاجهم أظهروا سلوكيات اجتماعية أكثر إيجابية ومستوى تعاطف أعلى، لكن التأثير كان أقل بروزًا إلى حد ما عند الأطفال البالغين من العمر ثماني سنوات. تشير الدراسة إلى أن هذا قد يرجع إلى أن التحكم التثبيطي[3] لدى الطفل البالغ من العمر ثماني سنوات قد يكون أكثر تطورًا، وبالتالي أقل تأثيرًا في سلوكه. هذه نظرة ثاقبة كما تقول ياڤوز مورين ويمكن أن تساعد أولياء الأمور على أن يتأملوا أكثر في ممارساتهم التأديبية / التهذيبية لأطفالهم.
قدمت ياڤوز مورين نتائج بحثها هذا في مؤتمر جمعية أبحاث تنمية الطفل 2021. بعد ذلك، ستبني على هذه الدراسة وذلك بمواصلة دراسة كيف يمكن أن تحسن العلاقة الإيجابية بين أحد الوالدين والطفل فعالية اسلوب التهذيب التوجيهي المتمحور حول التفكير في عواقب سلوك الطفل على مشاعر الآخرين.
”تأديب / تهذيب أطفالنا شيء يحب علينا جميعًا القيام به، وعليهم أن يتعلموا منا. يمكن أن يتم ذلك بطريقة بناءة لا بطريقة سلبية، كما تقول.“ يجب أن نهدف إلى إضفاء الطابع الاجتماعي على أطفالنا كأفراد طيبين وترسيخ القيم الإيجابية لخلق مجتمع أكثر إيجابية. "