آخر تحديث: 12 / 5 / 2024م - 1:03 م

ما الذي تعرفه عن حساسية الجلد التأتبي لدى الأطفال؟

إن كلمة إكزيما ECZEMA تعني تفاعل جلدي التهابي نتيجة التعرض لمحرض معين، وإن أصل الكلمة ”إكزيما“ لاتيني ويعني الغليان أو الفوران.

إن حساسية الجلد لدى الأطفال ذات أسباب وأشكال مختلفة ويمثل التهاب الجلد التأتبي atopic dermatitis أحد أبرز أنواعها، وهي حالة من الإكزيما ذات طابع وراثي.

التهاب الجلد التأتبي: Aopic dermatitis

يصيب 10-30% من الأطفال في جميع أنحاء العالم، يكثر حدوث هذه الحالة لدى العوائل التي توجد بها أمراض الحساسية كالربو، وحمى القش والتهاب الملتحمة، والتهاب الجلد لتأتبي، حيث توجد أحد هذه الأنواع المذكورة لدى 70 % من أقارب الدرجة الأولى للطفل.

إن الرضع الذين يعانون من التهاب الجلد التأتبي عرضة للإصابة بحساسية الطعام، التهاب الأنف التحسسي، والربو في مرحلة لاحقة من الطفولة، وهي عملية تسمى المسيرة التأتبية atopic march.

حساسية الجلد لدى الأطفال ذات طابع وراثي وبيئي، معنى وجود استعداد فطري نتيجة عامل الوراثة الذي يؤدي وجوده إلى زيادة استجابة الجلد للمؤثرات الخارجية كالحرارة والبرودة والعوامل الأخرى.

تلعب جينات الشخص وبيئته دورًا في الإكزيما. غالبًا ما تحدث الإكزيما في العائلات وتميل إلى الحدوث مع حالات الحساسية الأخرى مثل الربو والتهاب الأنف التحسسي «حمى القش والحساسية الموسمية».

تحدث الأكزيما بسبب مشاكل في حاجز الجلد؛ العديد من الأطفال المصابين بالإكزيما ليس لديهم ما يكفي من بروتين خاص يسمى ”Filaggrin“ في الطبقة الخارجية من الجلد. Filaggrin يساعد البشرة على تشكيل حاجز قوي بين الجسم والبيئة.

البشرة التي تحتوي على القليل من هذا البروتين تجد صعوبة في الاحتفاظ بالماء وإبعاد البكتيريا والمهيجات البيئية.

الأعراض السريرية:

- طفح جلدي يصيب الوجه والصدر والسطح الخارجي للذراع لدى الرضع.

- يصيب الطفح العاطفات في الأطراف العلوية والسفلية «المنطقة التي بين الذراع والساعد، وتلك التي بين الساق والفخذ من الداخل»

- رقع ملتهبة تنز منها إفرازات ثم تتقشر.

- حكة شديدة، وقد تتمثل ببكاء الطفل المفرط، أو ميل الطفل لحك جسمه بما حوله كالمخدة سعيا لتخفيف هذه الحكة.

تمر هذه الإكزيما بفترات نشاط وفترات ركود يكون الطفل خلالها طبيعيا.

تلعب عوامل عدة في حدوث هذه الحالة، وبصفة عامة فإن عاملا من العوامل التي تؤدي إلى جفاف الجلد، قد تؤدي إلى زيادة حدة هذه الحساسية.

العوامل المثيرة:

- احتكاك الجلد بالمهيجات «الصوف، أكريليك، الصابون، أدوات نظافة، العطور، المنظفات، الدخان»

- ملامسة الجلد للمواد المسببة للحساسية «حبوب اللقاح، العشب، وبر الحيوانات، عث الغبار، الصوف»

- تناول بعض الأطعمة «الحليب البقري، البيض، الفول السوداني، المكسرات، الصويا، القمح، السمك، المحار».

- حرارة الجو العالية.

- السباحة في الماء الحار.

- التعرض للأجواء ذات البرودة العالية.

- التعرض للرطوبة العالية.

- الاضطرابات النفسية.

يوجد لدى بعض الأطفال حساسية ضد بعض الأغذية، وهذه الحساسية الغذائية تزيد من حدة حساسية الجلد، ولذا فعلى الوالدين مراقبة ظهور أي أعراض للحساسية عند تناول الطفل لأحد هذه الأصناف الغذائية.

علاج الحساسية:

ينبغي للأبوين إدراك أهمية دور العوامل المهيجة التي تزيد من حدة هذه المشكلة، أو تؤدي إلى زيادة نشاطها، حيث أن العوامل الوقائية تمثل الخط العلاجي الأول.

لا يوجد علاج جذري لهذه المشكلة، بل توجد وسائل وقائية وعلاجية بدرجة كبيرة في علاج نوب هذه المشكلة، والتي تتلخص في الاهتمام بصحة ونظافة الجلد.

- الابتعاد عن المؤثرات المهيجة والمثيرة؛ من الضروري تحديد وإزالة العوامل المسببة للحساسية، سواء خلال فترة الأعراض الحادة أو على المدى الطويل للوقاية من حدوث تكرار للأعراض.

- المرضى الذين يعانون من مرض حساسية الجلد لديهم استجابة عتبة منخفضة للمهيجات التي تسبب دورة خدش الحكة؛ الصابون أو المنظفات، الكيماويات، الدخان، والتعرض لأقصى درجات الحرارة والرطوبة هي من المحفزات الشائعة.

- يجب على المرضى الذين يعانون من حساسية الجلد استخدام الصابون بأقل قدر ممكن خصائص defatting ودرجة الحموضة المحايدة. يجب غسل الملابس الجديدة قبل ارتدائها لخفض مستويات الفورمالديهايد والمواد الكيميائية الأخرى.

- منظف الغسيل المتبقي في الملابس قد يؤدي إلى زيادة دورة الخدش - الحكة؛ باستخدام الصابون السائل بدلاً من مسحوق الغسيل وإضافة ثاني دورة الشطف لتسهل إزالة المنظفات الكيميائية.

- في الأطفال الأكبر سنًا، يمكن أن تحدث زيادة للأعراض عند التعرض لمسببات الحساسية الهوائية مثل الفطريات ووبر الحيوانات والعشب.

- تجنب المواد المسببة للحساسية الهوائية، وخاصة عث الغبار يؤدي إلى تحسن سريري في الأعراض.

- التدابير الوقائية لتجنب تعرض مرضى الحساسية بعثة الغبار تشمل استخدام حشوات واقية من عث الغبار على الوسائد، المراتب؛ وغسل الفراش في الماء الساخن أسبوعيًا؛ إزالة سجاد غرفة النوم؛ وخفض مستويات الرطوبة في الأماكن المغلقة مع تهوية جيدة.

- يجب بذل كل محاولة للسماح للأطفال الذين يعانون من حساسية الجلد أن يعيشوا حياة طبيعية قدر الإمكان.

رياضة السباحة أفضل من غيرها التي تسبب تعرقا شديدا، واتصال جسدي، أو التي فيها لبس ملابس ومعدات ثقيلة؛ شطف الكلور على الفور وتشحيم الجلد بعد السباحة مهما.

- الضوء فوق البنفسجي قد يكون مفيدًا لبعض المرضى المصابين بحساسية الجلد، لكن يجب استخدام واقيات الشمس «SPF» لتجنب حروق الشمس.

- المحافظة دائماً على عدم جفاف الجلد، وذلك بوضع الطفل وسط حوض صغير ليتشبع الجلد بالماء، ثم تنشيفه برقة ووضع مادة دهنية على الجلد كالفازلين petroleum jelly، وذلك للمحافظة على رطوبة الجلد.

- لأن المرضى الذين يعانون من مرض التهاب الجلد التأتبي لديهم خلل في وظيفة حاجز الجلد وانخفاض مستويات Filaggrin والدهون في الجلد، فإن جفاف جلد يكون منتشرا بشكل غير طبيعي لذا تشكل المرطبات خط العلاج الأول.

- يمكن استخدام QV Cream أو Cetaphil cream للترطيب.

- قد يساعد استخدام هلام النفط «فازلين» على بشرة الطفل في الحد من تطور التهاب الجلد التأتبي.

- عمل حمامات أو حمامات نقع فاترة لمدة 15-20 دقيقة تليها وضع المرطبات للاحتفاظ بالرطوبة للجلد، وهذا يوفر راحة من الأعراض؛ مراهم ذات درجات متفاوتة من اللزوجة يمكن استخدامها وفقًا لتفضيل المريض.

- يمكن في الحالات الشديدة الترطيب كل ساعتين بعد الاستحمام.

- الترطيب عن طريق الحمامات أو الضمادات الرطبة أيضا يعزز فعالية العلاجات الأخرى المعطاة للطفل، حيث يزيد من الاختراق الموضعي لأدوية الكورتيزون عبر الجلد.

- قد تكون الضمادات Dressings فعالة أيضًا حواجز ضد الخدش المستمر، وهذا بدوره يعمل على تعزيز الشفاء للمناطق المتقشرة.

- يوصى باستخدام الضمادات المبللة Wet dressings في المناطق المصابة بشدة أو المصابة بشكل مزمن وغير مستجيبة للعلاجات الأخرى. من المهم أن يتبع العلاج بالضمادة الرطبة مرطبات موضعية لتجنب الجفاف والتشقق المحتمل من العلاج.

- استخدام بدائل الصابون مثل Sebmed Wash أو QV Wash

- التخفيف من ملابس الطفل في الجو الحار، لأن الدفء الزائد قد يؤدي إلى مردود سلبي بسبب زيادة التعرق الذي قد يثير الجلد.

- عدم استعمال ملابس النايلون أو الحرير أو الصوف، بل ينبغي استخدام الملابس القطنية.

- استخدام مخدة قطنية للطفل وتجنب تلك المصنوعة من الريش أو النايلون حتى لا تؤذي جلد الطفل عند احتكاكه بها.

- عند غسل ملابس الطفل ينبغي شطفها جيداً للتخلص من رواسب الصابون ومواد الغسيل الأخرى، لأن هذه الرواسب قد تذوب مع العرق مؤدية إلى تهيج الجلد.

- تجنب استخدام العطور ولا سيما المركزة منها على جلد الطفل.

- إن للتوترات النفسية التي يمر بها الطفل أثراً هاماً في الحساسية، لذا ينبغي مراعاة مشاعر الطفل قدر الإمكان، وزرع الثقة والطمأنينة بنفسه.

حساسية الطعام مرض مشترك في حوالي 40 % من الرضع والصغار الأطفال المصابين بمرض متوسطإلى شديد.

- إزالة مسببات الحساسية الغذائية من النظام الغذائي يؤدي إلى تحسن سريري كبير لكنه يتطلب الكثير من التعليم، لأن معظم مسببات الحساسية الشائعة «البيض والحليب والفول السوداني، القمح والصويا» تلوث العديد من الأطعمة ويصعب تجنبها.

- يستلزم الأمر أحيانا تناول مضادات الهستامين للتخفيف من الحكة.

- الاستحمام في المغطس بماء مضاف إليه كلور مبيض. توصي American Academy of Dermatology «الأكاديمية الأمريكية لطب الأمراض الجلدية» بالوضع في الاعتبار الاستحمام بماء مضاف إليه الكلور المبيض للمساعدة في منع التوهجات. يقلل الاستحمام بماء مضاف إليه الكلور المبيض المخفف من البكتيريا على الجلد والعدوى ذات الصلة. ضع 1/2 كوب «118 ملليلتر» من الكلور المنزلي المبيض، وليس الكلور المركز، إلى حوض استحمام تبلغ سعته 40 جالون «151 لتر» مملوء بماء دافئ.

- قد يتطلب الأمر إعطاء مواد الكورتيزون أحيانا لعلاج الأزمات، وإن وصف هذه الأدوية ينبغي أن يكون من قبل الطبيب المختص.

ما دور فيتامين د في علاج حساسية الجلد التأتبي؟

غالبًا ما يصاحب نقص فيتامين د مرض حساسية الجلد التأتبي الحاد. يعزز فيتامين د وظيفة حاجز الجلد، ويقلل من متطلبات الكورتيكوستيرويد للسيطرة على التهاب الجلد، ويزيد من وظيفة الجلد المضادة للميكروبات. تشير عدة دراسات سريرية صغيرة إلى أن فيتامين «د» يمكن أن يعزز الببتيد المضاد للميكروبات في الجلد ويقلل من شدة الأمراض الجلدية، خاصة في المرضى الذين يعانون من نقص فيتامين د الأساسي، كما هو الحال خلال فصل الشتاء. عند تفاقم المرض. قد يستفيد المرضى المصابون المرضى من تناول فيتامين د، خاصة إذا كان لديهم مستوى منخفض موثق أو انخفاض في تناول فيتامين د.

هل يحدث شفاء من حساسية الجلد التأتبية لدى الأطفال؟

تميل حساسية الجلد عمومًا إلى أن تكون أكثر حدة واستمراريًا عند الأطفال الصغار، خاصة إذا كان لديهم طفرات في جينات الفلاغرين Filaggrin الخاصة بهم.

يحدث تحسنا مع تقدم عمر الطفل، حيث يحدث هدأة Remission للحساسية بشكل تلقائي بعد سن 5 سنوات في 40-60% من الأطفال المصابين بالحساسية خلال فترة الرضاعة، خاصة الذين تكون الحساسية لديهم خفيفة.

من الصعب التكهن بأي أطفال تتلاشى لديهم الحالة وأيهم ستستمر لديه الإكزيما إلى البلوغ، حيث أشارت بعض الدراسات إلى أن ما يقرب من 84% من الأطفال تتلاشى لديهم أعراض الحساسية في سن المراهقة.

كيف نمنع حدوث حساسية الجلد التأتبي؟

- قد تكون الرضاعة الطبيعية مفيدة. البروبيوتيك والبريبايوتكس قد يكونان مفيدان أيضًا في تقليل حدوث المرض أو تخفيف شدته، ولكن هذا النهج غير مثبت بشكل قطعي.

في العديد من الدراسات المعشاة ذات الشواهد، ارتبط إعطاء البروبيوتيك «مثل العصيات اللبنية» أو البريبايوتكس، والتي تمثل السكريات قليلة الهضم غير القابلة للهضم والتي تعزز نمو البكتيريا المرغوبة، للأمهات الحوامل والرضع في انخفاض ملحوظ لحدوث حساسية الجلد التأتبي في عمر 1 إلى 4 سنوات

- ترطيب البشرة - على الجسم كله - خلال الشهور الأولى من الحياة، قد تعزز الحاجز الجلدي وتقلل من خطر الإصابة بالإكزيما. أظهرت تجربتان عشوائيتان شواهد على أن العوائل التي لديها تاريخ عائلي للإصابة بمرض حساسية الجلد التأتبي، أن الاستخدام اليومي لكريم مرطب أو زيت أو مستحلب أو مرهم خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من العمر أدى إلى انخفاض بنسبة 30-50% في احتمالية الإصابة بمرض حساسية الجلد التأتبي في سن 6-8 أشهر من العمر

 

استشاري طب أطفال وحساسية